|
اخي الغالي حفظك الله..
المتواتر لدينا عن الأولين عليهم رحمة الله ان عوف الملقب منهب بطن قديم جداً تفرع منه عوف الملقب عبره ، وعبره تفرع منه بكر، وبكر تفرع منه عامر الملقب الغطريف، ولذلك ياعزيزي: منهب تلتقي فيه البطون ومنه خرجت فروع لاتعد ولاتحصى ولكن للأسف كثير من الإخوة لايعلمون ذلك ويذكر الأولين عليهم رحمة الله انه كان لهم امتداد بالباحة والمندق وبالجرشي والعقيق ومعشوقة وبيدة وثروق وبعض المناطق الأخرى،
قال مالك بن فهم الدوسي حين أصابه السهم من ابنه سليمة في قصيدة نعى نفسه فيها إلى قبائل فهم وذكرهم وذكر بعض مواقعهم ومسيره الذي ساره من أرض السراة بالعرنين بمنطقةالباحة الى عُمان في قصيدة طويلة نذكر منها:
أَلا من مُبلِغٌ أَبناءَ فَهمٍ
بَمأَلكَةٍ من الرَجل العُماني
وَبَلِّغ مُنهِباً وابني خُنَيسِ
وَسعدَ مناة والحيَّ اليماني
ومن أَمسى بحيِّ بني مسروح
إِلى جرش وحيّ بني المدانِ
ومن حَلَّ الثَنيَّة من كُلاعٍ
إِلى بطنِ المناقِبِ والمثانِ
بِلادٌ قد نأى عنها مزاري
وَجيرانُ المجاورَةِ الأَوانِ
تَحيَّةَ نازِحٍ أَمسى هَواه
بجَنح البَحرِ من أَرضي عُمان
فَحلّوا بالسَراةِ وحل أَهلي
بأَرَضَ عُمانَ في صَرفِ الزَمانِ
بَغَتهُ الدارُ من أَبناءِ فهمٍ
ومن أَبناءِ دَوسٍ والقِنان
قَتلت مُحَرِّقاً وقتلتُ نَفسي
وَراغَمتُ الأَعادي من أَسانِ
وَفي العرنين كنا أَهل عزٍّ
ملــكنا بَـربَـراً وَبَني قِـران
وهناك عوامل أدت الى هجرة اعداد كبيرة جداً من بعض قبائل زهران دوس بني فهم نظراً لما مرت به من صراعات وتنازع بين الرؤساء منهم وسنوات جدب وقحط شديدة وأمراض طواعين مما دفع بهم الى الهجرة خارج منطقة الباحة وترك موطنهم الأصلي للحفاظ على حياتهم وأمنهم والبحث عن سبل العيش .. فنزلوا الطائف ، وامتدت أراضيهم إلى مناطق مجاورة للطائف وتوزعت بطونها في أودية الحجاز وتهامة وأطراف نجد الغربية، والبعض منهم هاجر لليمامة وهجر والبصرة وعُمان.
وأما قول ابن خلدون: « عدوان بطن متسع كان مساكنها في الطائف من نجد نزلها بعد أياد العمالقة» نعم هذا الكلام صحيح». وأما قوله« ثم غلبهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة» هذا الكلام ليس بصحيح. بالعقل والمنطق كيف تخرجهم ثقيف وهم وقتها قلة قليلة ودوس بني فهم قبيلة كبيرة لاتعد ولاتحصى ممتدة من وادي الخيطان الى الطائف.
المتواتر لدينا والصحيح ان بطنين من بطون دوس بني فهم تنازعوا فيما بينهم بسبب مسقى ومرعى وهم كالآتي:
الطرف الأول: عوف بني عبرة وهؤلاء اخوتهم ثقيف من الأم وأصهارهم وهم عصبوا معهم في هذه الحرب.
الطرف الثاني: عوف بني سعد .
الطرف الأول والطرف الثاني أقاموا الحرب على بعضهم البعض فحكم حكامهم بالديات فرضوا عوف بني سعد، ولكن عوف بني عبره لم يرضوا بالدية فانعزلوا عن ابناء عمومتهم وقاطعوهم هم ومن والاهم وأطاعهم من اصهارهم وابناء عمومتهم من القبيلة.. وجاء الاسلام وهم في الحجاز، وأماماذكره البعض انهم تقاتلوا حتى تفانوا هذا الكلام ليس بصحيح وهذه القصيدة تثبت ماسمعناه من الآباء والاجداد وافراد القبيلة الاولين عليهم رحمة الله.. ان عوف بني عبرة رفضوا الصلح.
وأما بنو ناجٍ1 فلا تذكرنهم
ولاتتبعن عينيك ما كان هالكا
إذا قلت معروفاً لأصلح بينهم
يقـول وهيب لا أســالم ذلـكا
(1)وناج وعبره هو لقب عوف.
هذا والله اعلم.
|
|
 |
|
 |
|
يعتبر أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى(204 هـ) مؤرخ, وعالم أنساب وأخبار العرب وأيامها ووقائعها ومثالبها. والمؤلفون في الأنساب الذين جاءوا من بعده ينسخون من كتبه. نحن لاننكر انهم اجتهدوا واخرجوا لنا كتب قيمة في الانساب لكنها لاتخلوا من الأخطاء. وقد تكون هذه الأخطاء أثناء النسخ والله اعلم.
•{عدوان} حسب المتواتر عن الاباء والاجداد والأولين عليهم رحمة الله، انه لقب ركب على البعض ولم يركب على البعض الأخر ، وأن سبب هذا اللقب هي فتنة حدثت بسبب قيام احد ابناء عمومتهم بقتل حكيمهم وقاضيهم غدراً فما كان منهم إلا أن عمدوا الى قتل رجلاً من ابناء عمومتهم الآخرين غدراً وهو سيد من ساداتهم لانه حسب العرف السائد لديهم في تلك الفترة الزمنية الجاهليةانه ماينقي ويغلق في حكيمهم وقاضيهم إلا واحد مثله في المقام وأعلى، ثم دارت رحى الحرب فيما بينهم فترة زمنية طويلة جداً امتدت الى سنوات يغزوا بعضهم بعضا ومن هنا جاء مسمى عدوان لاعتدائهم على ابناء عمومتهم.
وذكر النسابة ابو المنذر هشام ابن السائب الكلبي أن عمرو بن قيس بن عيلان ولد: الحارث، وهو عدوان، عدا على أخيه فهم فقتله، وفهماً. الى أن قال فولد عدوان: زيدا، ويشكر، ودوساً، ويقال هم دوس الّذين في الأزد. رهط ابي هريرة رضي الله عنه.
تناقض وخلط لأننا عندما نرجع للمتواتر عن الأولين عليهم رحمة الله يقولون أن « زيد ويشكر ودوس» من أحفاد الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. و«زيد ويشكر» من احفاد دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الازد ولهم تفرعات وتقسيمات يطول حصرها، أما قوله عدا على اخيه فهم فقتله فالقصة هي التي ذكرناها آنفا من الاعتداء وقتل احد ابناء عمومتهم. أما القصد من قوله قتل أخيه هي أخوة النسب أي هم على نسباً واحد من قبيلة واحدة ولايقصد انه اخوه من أمه وأبيه. فكيف يكون أخيه فهم وكلاهم من فهم بن غنم بن دوس. ومعروف لدينا انهم من نسباً واحد ولكل منهم مسمى الفخذ الذي ينتمي أليه.
ولايوجد لدينا أدنا شك أن دوس بني فهم معروفة مساكنها في منطقة الباحة منذ القدم ، لكن المتواتر عن الآباء والأجداد ان منهم جزء كبير جداً هاجروا للطائف واليمامة وهجر وعمان والبصرة.
نجد في كتب الأنساب والتراجم والطبقات ان «عدوان وَفهم» نسبوا وبنوهم إِلَى أمّهم جديلة بنت مرّ بن أدّ. فقيل جديلة قيس. واستناداً إلى ما نقله ابن الكلبي في الجمهرة، وأبي عبيدة القاسم في كتاب النسب أن عدوان يقولون ان أمهم هي جديلة بنت مدركة، وقول عدوان في نسبهم مقدم على قول غيرهم، فالعرب أعلم بأنسابها ومؤتمنة عليها، وكذلك نسبهم ابن عبد ربه في العقد الفريد.
اشتهر البعض منهم بلقب « عدوان ، والجدلان ». ولايعني هذا إن الكل اشتهر بلقب عدوان بل البعض اشتهر بلقب عدوان والبعض الآخر لم يركب عليهم هذا اللقب بتاتاً.
واستناداً الى ماكتبه أبو زكريا الأزدي (المتوفى 334هـ) في كتابه «تاريخ الموصل» عن الهيثم بن عدي قال حدثني غير واحد أن عبيدالله بن الحبحاب السلولي القيسي لما ولاه هشام بن عبدالملك على خراج مصر قال ماأرى لقيس فيها حظاً الا لناس من فهم من جديلة قيس فكتب الى هشام أن امير المؤمنين أطال الله بقاءه وقد شرف الله به هذا الحي من قيس ونعشهم به ورفع ذكرهم في خلافته وأني قد قدمت مصراً «فلم أرى فيها حظاً لقيس» إلا لأهل الأبيات من « فهم ديوانهم في أهل اليمن» فكرهت أن اخرجهم منها وقبلي كورة ليس فيها احد وليس يضر باهلها نزول احد معهم ولا يكسر ذلك خراجاً وهي «ثينيس» فإن رأى أمير المؤمنين أن ينزلها هذا الحي من قيس. فكتب اليه هشام انت وذلك. فبعث الى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نصر ومائة أهل بيت من بني عامر ومائة أهل بيت من أفناء هوازن ومائة بيت من بني سليم فأنزلهم بثينيس.
ذكر المقريزي« وكان نزول سليم وعدة قبائل من قيس أرض مصر سنة«109هـ» وأمير مصر إذ ذاك: الوليد بن رفاعة بن خالد بن ثابت بن طاعن الفهمي «ولم يكن بأرض مصر أحد من قيس قبل ذلك إلا من كان من «فهم وعَدْوَان » فإنهما من « جديلة قيس» أي نسبوا وبنوهم إلى أمهم جديلة.
وقد ذكر المقريزي أن هذا القرار السياسي تم استجابة من الخليفة لرغبة عامل خراج مصر، إذ سأله أن ينقل إليها من قيس أبياتا، فأذن له هشام في الحاق ثلاثة آلاف منهم، وتحويل ديوانهم إلى مصر.
فلو كانت «فهم وعدوان» التي سكنت منذ الفتح الأسلامي مصر سنة 20هـ من قيس هل كان والي خراج مصر عبيدالله بن الحبحاب السلولي القيسي سيسأل هشام بن عبدالملك أن ينقل اليه ابياتاً من قيس وتحويل ديوانهم الى مصر.. ولديه فرعان هما( فهم وعدوان) التي شهدت الفتح الاسلامي لمصر وكانت خطتها بالفسطاط ومراتعها في اتريب وعين شمس ومنوف ومن اشهر بطونها في مصر:« بنو رفاعة وبنو شبابة وبنو بلبلة وكنانة فهم».