[align=center]
مسارات
الفرق بين الماضي والحاضر

حكم سابق .. واستاذ ومحاضر في قانون كرة القدم ..
تأخذني ذاكرة الأيام إلى الماضي البعيد الذي كانت فيه الساحة الرياضية تزخر بكوكبة من النجوم الذين أثروا الملاعب بتلك العطاءات الوطنية في كثير من المناسبات الداخلية والخارجية رغم قلة الامكانات المادية من ملاعب بسيطة كانت ترابية والبعض الآخر "انجيلة" صناعية تمزق جسم من يقع عليها، بل انها تعرضه للشد العضلي والتمزق في بعض أجزاء جسمه.
وكما يقولون، فإن لكل زمان دولة ورجال، وأيضاً لاعبين وهبهم الله الصبر والقوة الجسمانية.. أمثال سعيد غراب ومبارك الناصر وقبلهم زيد بن مطرف وغيرهم الكثير الذين كانوا يلعبون بدون مقابل أو بعض المكافآت البسيطة التي لا تقارن بما يحصل عليه لاعب اليوم.
@ تصور لو أن هؤلاء عاشوا إلى هذا الوقت بتلك المقومات الجسمانية والفنية والأخلاص الذي لا حدود له، كم من الملايين يستحقونها في هذا العصر المليء بالأرقام "الفلكية" لبعض أنصاف اللاعبين الذين يأخذون ولا يقدمون مقابل تلك الملايين التي يسيل لها اللعاب.
@ اللهم لا حسد.. أذكر انني بعد أن لعبت أمام أهلي جدة على الكأس أمام الملك فيصل عليه رحمة الله.. أعطاني أبو عبدالله الصايغ يرحمه الله خمسين ريالاً. كان ذلك عام 1382ه، بعد أن خسرنا تلك المباراة بهدف واحد. اليوم اللاعب يأخذ مقدم عقد وراتباً قوياً ومكافآت فوز وتعادل وشروطاً أخرى تكفل للاعب كل شيء حتى وهو مصاب.
@ على جيل هذا العصر أن يحمدوا الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وان يتفاعلوا مع تلك المعطيات العظيمة التي سخرتها دولتنا الفتية من ملاعب ومدربين وأطباء رياضيين وعلماء في التغذية المفيدة التي على اللاعب تناولها والمعسكرات المريحة.. أذكر أننا في عام 1382ه وقبل لقاء الأهلي بجدة عسكرنا ثلاث ليال في رمال "خشم العان"، وفي خيام بسيطة..
الفوارق كثيرة والبون واسع واتمنى أن يتفاعلوا من كل ما سخر لهم وإلا فإن التاريخ لا يرحم. [/align]