عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-02-2008, 04:18 PM
الصورة الرمزية (( الغريب))
(( الغريب)) (( الغريب)) غير متواجد حالياً
 






(( الغريب)) is on a distinguished road
افتراضي تأملوا إبداعات بحتري الباحة

[size=3]ماالشعر إلا عاطفة تستثار يقوم اللسان بالتعبير عنها ، يساعده في ذلك الذهن بما يمتلك من أدوات ومخزون لغوي
وثقافي وشعري لتخطه يد الشاعر للمتلقي أحبتي تأملوا إبداعات بحتري الباحة في هذه القصيدة
وليحاول من أراد منكم أن يعارضه نبطيا أو شعبيا ( شعر عرضة )[/s


ize]
السلام [size=3]عليكم ورحمة الله وبركاتة
قصه حقيقيه لطفل تاه من اهله في احدى مناطق الجنوب وعثر عليه بعد اربعة ايام وقد فارق الحياه والله اني بكيت لما قراتها
مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الموت
إن من المؤلم للنفس والموجع للقلب أن يقضي طفل الثالثة من العمر أربعة أيام ضائعاً بين الجبال ويعثر عليه في اليوم الخامس ، وقد فارق الحياة .. :
مساء الموت يا أمي
مساء الموت يا أبتِ
مساء الموت يا قومي
* * * *
مساء الموت يا أمي :
مساء الموت إن الموت يرصد خطوتي الحيرى على أهداب مرآتي .
ويطفىء صوته أنغام مصباحي ومشكاتي .
وتحرق ناره الحمراء فوق الصبر راياتي .
ليذبلهـا ،، فتنفث في قلوب الناس .. قبل الموت مأساتــي .
* * * *
مساء الموت يا أمي :
أما تدرين أن الموت منذ فارقت صدرك كا يرصدني ليحصد كل أوقاتي .
أما تدرين أن الموت حاصرني و أوصد كل أبواب النجاة أمام خطواتي .
أما تدرين أن الموت يا أمي يقهقه ساخراً مني إذا أرسلت في ألم نداءاتي .
أما تدرين أن الموت مد يديه في قلبي ليشرب كل آهــاتي .
لكي لا تطرق الأسماع أو تشفي غصون الصمت في أولى محطاتي .
أما تدرين أن الموت يرسم في رمال البؤس أغرب لوحةٍ تحكي معاناتي .
* * * *
مساء الموت يا أبتِ :
مساء الموت إن الموت يعبر كل أوردتي
ويطبع قـُبلةً سوداء ينحر سمها فجر ابتساماتي على شفتي .
ويزرع ألف سهمٍ قاتلٍ يستأصل الأنفاس من رئتي .
لماذا يا أبي لم تقتف بحنانك المعهود ،، في كل الدروب بلهفةٍ أثري ..؟
لمذا لم تسل كل الرُبا والطير والأشجار والأحجار عن خبري ..؟
أبي مذا فعلت .!!
لتائه حيران في دوامة الخطر ..؟
ظننتك سوف تشعل ألف قنديل من الآمال
يطفىء ضوؤها كدري .
ظننتك سوف تقضي الليل في قلق تلاحقني .
تجرع مقلتيك بقسوةٍ كأساً من السهر .
لتنحت في صخور اليأس درباً مشرقاً
لصغيرك المضنى ليوصلني إلى بوابة القمر .
ولكني فجعت بوحدتي في شاسع الآلام
عاد بحسرةٍ بصري .
فلا تحزن علي ولا تسح الدمع مدراراً على صوري .
ولا تضمم ثيابي نحو صدرك يا أبي تستنطق السلوان
من تيارها العطر .
ولا تحنو على لعبي تقبلها وتصرخ باسمي المنكوب
تدعوني إليها مثلما قد كان في صغري .
وأنت تركتني وحدي أواجه
بين أنياب الردى قدري
* * * *
مساء الموت يا قومي :
مساء النخوة العربية الأولى .
وقد شاهدتها تبكي على ابنائها الجبناء كالثكلى .
أ أنتم يا بني قومي : بنـــو قومـــي .؟؟؟
وقد نامت طوال الليل أعينكم بلا حزنٍ على ما حل بي .
يــــا ويحكم خيبتم الأملَ .
لقد رسمت خطيئتكم على وجه الشهامة وصمة سوداء لا تبلى .
* * * *
مساء الموت يا أمي :
أما والله لو أبصرتني في أول الأيام من أيام أحزاني .
وقد أجهشت أبكي حينما شاهدت نفسي في قفار التيه
لكن البكاء المـُـر أضناني .
صرخت بكل صوتي .. أين أنتِ .؟؟ كيف لم يجذبك
يا أمي صدى صوتي ولم تؤلمك أجفاني ..؟؟
صمت لعلني أحظى بصوتٍ هاتفٍ باسمي يزلزل صمت آذاني .
ركضت لأسبق الخوف الذي أبصرته يبني قصور القهرِ
في أرجاء وجداني .
وأرهقني شعاع الشمس دمر موجُهُ الفتاك شطآني .
وسرت على جسور الشوك أرسم من دمي ودموع عيني وجه أشجاني .
وقلت لربما يجتاح فوحُ دمي حنايا قلبك الحاني .
فيركض خلفه بحثاً عن العطر الذي تجري به أنفاسه الحرى فيلقاني .
ولكن خابت الآمال يا أمي .
أيعقل أن قلبك صادق الإحساس ينساني .؟
وداهمني ظلام الليل .. أذهلني .. وزلزل خافقي رعبٌ
يلاحقني وينسج من فتات الروح أكفاني .
وضمتني يد الإعياء .. خانتني قوى جسدي .. تهاوى فوق وجهِ
الأرض منهاراً ليغلق ثغر بركاني .
فنمت على يدي غيبوبتي فاستنهضتني وحشتي من مهد سلواني .
ودوت في عروق الليل صيحاتي وقد حلمت على طرفي
جناحيها اسمك الغالي مع اسم أبي وإخواني .
فلم تظفر بقلبٍ يحتويها .. فانْثَنَتْ تطوي عن الأنظار
والأسماع عنواني .
* * * *
صباح الموت يا أمي :
أما والله لو أبصرتني في يومي الثاني .
وقد يممتُ نحو الشرق أركض نحو خيط الفجر
بحثاً عن يدٍ تمتد نحوي حين تلقاني .
تعبت وداهمتني الشمس تشعل في هشيم القلب نيراني .
ظمئت فمد كفُ الرعب كأس الذل في غضبٍ وأسقاني .
وناحت فوق غصن اليأس ألفُ حمامةٍ بالحزن تنعاني .
و آوتتني ظلال السدرة الخضراء عن سوط الهجير المـُر
نمتُ بحسرتي في قلبي العاني .
وحين فتحت عيني كان غُوْلُ الليل ينهشُ ضوءها والصمتُ يغشاني .
فكيف أفر يا أمي .. وأين أفر إن الليل ليلانِ .
فكيف أفر يا أمي .. وأين أفر إن الحزن حزنان .
فكيف أفر يا أمي .. وأين أفر إن الموت موتان .
* * * *
صباح الموت يا أمي :
أما والله لو أبصرتني في ثالث الأيام من أحزان أيامي .
وقد ورمت لطول السير والأشواك أقدامي .
وشاخت في جحيم الصبر والآهات أحلامي .
وطافت في مدارات الفؤاد الغض آلامي
قطعت مفازة الأحزان حبواً بعد أن خانتني الأقدام يا أمي
فأين حنانك السامي .
وبتُ أنا وغولُ الموتِ - يلهـو بي –
ويعلن في بقاع الظلم إعدامي
فما من منقذ من كفه الدموي حين
تضافرت أحزابُ قسوته لتعصر قلبي الدامي .
* * * *
صباح الموت يا أمي :
وها قد أشرقت شمسٌ يزف شعاعها يوماً كئيباً في رُبا سأمي .
وصار الموت يمضغني ويلقيني إلى دوامة العدمِ .
وصار الموت يغسلني بدمعي في غدير الظلم من رأسي إلى قدمي .
ويجثمُ فوق جسمٍ ناحلٍ تُسقيه كفُ البطش بعض دمي .
يمد مخالباً سوداء تنزع روحي الحيرى .
ويلقي جثتي من بعدها في غيهب الظُلم .
فلا تبكي علي ولا تقولي بعد أن فات الأوان
بحرقة المحزون واندمي .
ولا تبكي علي ولا تقولي ذابت الآلام في ألمي .
تناسي كل ما قاسيته في رحلة الأكدار يا أمــاه وابتسمي .

* * * *
مساء الموت يا أمي :
وها أنا جثةٌ تتسابق الغربان يا أمي على عيني .
وتفقأها .. تمزق خدي الصافي .. وتشرب دون خوفٍ من شراييني .
وترقص فوق صدري .. آه لو أبصرتِ يا أُمـاه
ماذا تفعل الغربان في أنفي وفي شفتي .
وتبحث بعد هذا في ظلال الأمن عن قلبي وعن رئتي .
سلي بالله يا أمي بني قومي .. أما من عابرٍ من هذه الغربان يحميني ..؟
وقصي كل ما قاسيتهُ في رحلة الأحزان يا أمي على أبتِ .
سلي أبتِ : ألم يفزعه من طول المنام العذب .. موتي
في قفار الخوفِ وحدي بعد أن عاثت سمومُ الجذْب في أحلى بساتيني .
سلي أبتِ : لماذا لم يهب لنجدتي في يومي الثاني ؟ أو لثالث ؟ أو الرابع ؟
أماتت في فؤاد أبي ينابيع الأبوة حين أمسي
بعد فقدي طرفُهُ هاجع ..؟
أما اشتاقت إلى شفتي كفاهُ … أما اشتاقت إلى عيني عيناهُ .
سيبكي بعد أن فات الأوان وترتوي من دمعه المنساب .. خداه .
فإن أزرت به أشواقه فليسأل الغربان عن خدي .. وعن أنفي وعن شفتي .
ألا فلتطلبوا ثأري من الغربان يا أمي ويا قومي ويا أبتِ .
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفاً واجمعوا لحمي .
قفوا لجحافل الغربان بالمرصاد صفاً .
وانسجوا من ريشها كفناً على جسمي ..
وخطوا بالدمووووووع على جباه قلوبكم قبل الرحيل اسمي ..
ضعوا لي من عظام جحافل الغربان تمثـــالاً يخلد بينكم رسمي..
....
حزنت على قصتة كثيرا فأردت ان انقلها اليكم...
[/size]
رد مع اقتباس