[عبدالخالق الزهراني]

[frame="14 80"]
وهْمٌ يعشعِشُ في زوايا الذّاكِرة
كسّرابِ قفرٍ صار يُغري ناظِره

ويظنُّهُ اللاهونَ حقّاً فارتموا
كالطّفلِ في حضنِ الظنونِ الغادِره

قالوا بأنّ الذئبَ عاهد ذئبةً
ألاّ يُغيرَ على خِرافٍ سائره

وبأنّهُ قدْ تابَ من إجرامِهِ
بل صارَ يعشقُ كلّ شاةٍ عابِره

عجباً لما قالوا أنُنكِرُ ماضياً
بل حاضِراً فيهِ الجِراحُ الغائره

أوَ نُنكِرُ الأشلاءَ فوق جماجمٍ
ديستْ بأقدامِ الذئابِ الجائره

بئستْ عقولٌ صدّقتْ أوهامها
ومضتْ إلى وحلِ القرونِ الغابِره

لمّا تنازلَ دائنٌ عنْ دَينِهِ
وسعى لإسقاطِ الحقوقِ السّافِره

وتلفّعَ الحقُّ المُبينُ بسُترةٍ
من صُنعِ شيطانٍ بأيدٍ ماكِره

وتساقطتْ أُمَمٌ بفعلِ معاوِلٍ
شتّى فعادتْ بينها متناحِره

ماكانَ للإخوانِ أنْ يتناحروا
إنْ لمْ يكونوا أُمّةً متناصِره

لكنْ يعِزّ على الأعادي أنْ يروا
تلكَ الحصونَ بِعِزةٍ متآزِره

فتكالبوا والحِقدُ يضرِمُ فيهِمُ
كي يصرفونا عن سبيلِ الآخِره

وسعوا وبئس السعيُ سعيُهُمُ الذي
ماكانَ يُجدي لو قطعنا دابِره

لكن سكِرنا سكرةَ الثّمِلِ الذي
قد فاق من سُكرِ فقامَ لِعاهِره

عجباً أيطمعُ في المعالي عاجِزٌ
أم هل ستُبحِرُ في الفيافي الباخِره

كم لطمةٍ نحتاجُ من أعدائنا
حتى نعي أنْ الدوائر دائره

وبأنّنا هدفٌ لأسهمِ كيدِهمْ
وبأنّ أعيُنَهُمْ بمكرٍ ساهره

واللهُ يمكرُ وهو ربُّ قاهِرٌ
سيمدُّ بالنّصرِ المبينِ مُناصِره

لتعودَ أُمتُنا كسالِفِ عهدها
منصورةً تهدي العقولَ الحائره[/frame]