هذه المناظرة نابعةٌ من واقعٍ جرّبته ُ بنفسي مع من أعمل أنا وهم في مؤسسةٍ تربويةٍ واحده ...
وفي عنوان الموضوع .. قدّمتُ أعداء النجاح على أعداء الفشل ( الناجحون ) .. ليس فقط لأنهم من يبدأ ..
بل .. ولأنهم كُثُر في هذه الأيام ..
نسأل الله أن يصلح شان جميع الفاشلين ، ويُقوّي جميع الناجحين ..!!!
المناظرة :
الناجحون : أنتم تقفون لنا بالمرصاد في كل تحركاتنا ، وتتصيّدون الأخطاء التافهة البسيطة التي لو
غضيتوا الطرف عنها لصلُح حالكم أنتم .
أعداء النجاح : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجحون : مالكم لا تنطقون ...؟؟؟ هل أنتم مثلُ أصنام قوم إبراهيم ...!!!
* أعداء النجاح لا يستطيعوا بدء المناظرة ... وهذا ليس غريباً ...
إذاً .. لنرى ماذا يقول لسان حالهم ...
لسان حال أعداء النجاح ( الفاشلون ) : انتم أيها الناجحون مميزون .. ونحن ...
( نحسدكم .. نكرهكم .. نحقدُ عليكم ) ..!!!
الناجحون : لماذا ؟؟!!!
لسان حال الفاشلين : لأنكم تفوّقتوا علينا ..
بإخلاصكُم .. وتفانيكم .. وجدّكُم .. واجتادكُم .. ونشاطكُم .. و .. و .. وبمقوّماتٍ أخرى كثيرة ..
الناجحون ( بذهول ) : ولماذا لا تفعلوا مثلنا .. ؟؟!!!
لسان حال الفاشلين : لا نستطيع .. بل إننا لانُريد ذلك ..!!!
الناجحون : ولماذا لا تريدون ذلك ؟؟!!!
لسان حال الفاشلين : يُفترض ُ أنكم تعرفون ذلك ... فهل يستقيمُ الظلُّ والعود أعوج ؟؟!!!
فقلوبنا " ســــــــوداء " كالقطران ، فماذا تتوقعون من ألسنتنا أن تنطق ؟؟؟
إنها ستُخرِجُ لكم شراباً مختلفاً ألوانه .. إلا أن طعمُهُ واحد : " علقم " ...!!!
الناجحون : ولماذا لا تُبادرون إلى إصلاح فساد قلوبكم ؟؟!!!
الله سبحانهُ وتعالى يقول : " الآية .......... إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم " .
ويقول رسوله الكريم : "إن الله يُحبُّ إذا عمل احدُكم عملاً أن يُتقنه " .
لسان حال الفاشلين : ولكننا قلنا لكم بأننا لا نستطيع ، بل ومن شدّة ســـواد قلوبنا .. فإننا قد تكيفنا
مع هذا الوضع الذي نراهُ مناسباً جداً لنا ...!!!
قال تعالى : "إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم لمُقتدون " ...
ونقصد بآبائنا هُنا .. " أشكالنا وأشباهُنا الذين وضعونا في هذه المناصب ...!!!
الناجحون : إذاً .. لماذا لا تتركونا وشأننا لكي نعمل ونُبدعُ ، ونغرسُ ذلك في أبنائنا وأحفادنا ..؟؟!!!
لسان حال الفاشلين : لا نستطيع أبداً ...
بل .. ما رأيُكم أنتم أن تكونوا مثلنا ...!!! نعم فمبدأنا في الحياة : " كُن مثلي ، ولا تتفوّق عليّ " ...!!!
الناجحون : سبحان الله ... فما الذي أوصلكم إلى هذه المراكز والمناصب التي تشغلوها الآن ...؟؟!!!
الفاشلون بكل جرأة : ((( أههههههههههههههههههه ... أهههههههههههههههههه ...
أهههههههههههههههههههههههههههه ... أهههههههههههههههاي ))) ..
ماذا تقولون ..؟؟!!! هذه الأماكن كُلُها لنا ، ويجب أن تكون كذلك ، ألم تسمعوا عن الرويبضة ...؟؟!!!
الناجحون : لا حول ولا قوّة إلا بالله ...
فعلاً .. فلقد قال رسول الله صلى رالله علي وسلم : " إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظروا قيام الساعة " .
إذاً ... ما رأيُكُم أن نعقد ( هدنه ) .. إبقوا على فشلكم ، واتركونا نعمل ونتميّز ..
إنها هدنةٌ لا ترضي الله عزّ وجل - من قِبلِكم - ولكننا نريدُ أن نسير في طريق النجاح ( دون عراقيل ) ..!!!
لسان حال الفاشلين : كلا ... أبداً لن نوافق .. فنجاحكم يجب أن يُجيّر ُ لنا ...
وسيُنسبُ لنا كل شيء كسبته أيديكم وعقولكم ... " نجاحُكم نجاحُنا " ...!!!!!
وسنبقى نتطفّلُ على نجاحاتكم كما تتطفلُ الديدان على جسم " الأســـــد " ...!!!
ولن يحرمنا من نجاحاتكم التي ستّجيّر لنا .. إلا المـــــوت .. الذي لا نحسبُ له أي حساب ...!!!
هل بقي لكم نجاحٌ لم تجيّروه وتنسبوه لنا .. نقصد : هل لديكُم أسئلةً أُخرى ...؟؟؟!!
الناجحون : الله أكبر ... اللهم اكفنا فيهم بما شئت ، اللهم خلّص المسلمين منهم يا قويُّّ يا عزيز .
الفاشلون : إنتهت المناظرة ..

وليذهب كل واحد منكم إلى فشلنا .. !!!
نقصد ... إلى عمله ونجاحه ..!!!
خاتمة :
هذه ليست نظرةٌ تشاؤميّة ... بل هو الواقع في كثيرٍ من مؤسسات الدولة لدينا ..
وكما ذكرت في البداية : أنّها تجربة حقيقيّة لي في ميدان عملي ...!!!!!
اللهم أصلح شأن جميع المُسلمين
واعذروني على الإطالة والتقصير ،،،
