الأخبار الاقتصادية يوم الجمعة 6 ربيع الأول 1429هـ الموافق 14 مارس 2008م
المخلصون الجمركيون: تأخر وصول الحاويات يرفع أسعار السلع
الرياض: حسين بن مسعد
أضاف المخلصون الجمركيون سببا جديدا لغلاء الأسعار يتلخص في تأخر وصول الحاويات للعاصمة قادمة من ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام. ويرى هؤلاء أن هذا التأخر يعطي الفرصة لبعض التجار لزيادة أسعار السلع على المستهلك بعد تحميله الأعباء المالية المترتبة على تأخر وصول الشحنات.
وقال رئيس لجنة التخليص الجمركي في غرفة الرياض محمد بن ظافر القحطاني إن مشاكل المخلصين مع جمرك الرياض تتركز في حالات نقص الحاويات عند معاينتها، وتدني جودة نوعية الرصاص المستخدم في إقفال هذه الحاويات، فضلا عن تكرار أعطال أجهزة الأشعة المستخدمة في الكشف على الحاويات، وإلزام المخلصين بدفع رسوم أرضيات نتيجة لهذه الأعطال.
--------------------------------------------------------------------------------
يتكبد المخلصون الجمركيون في الرياض خسائر مالية مع استمرار تأخر البضائع الواردة من ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، إلى الميناء الجاف في الرياض، وتعثر وصول الشحنات بالكامل، أو وصولها بدون قائمة محتويات الإرسالية الواردة عبر وسائل النقل للبضائع المشحونة (المنافست).
وأكد عاملون في التخليص الجمركي بالرياض أن المقاولين المرتبطين بعقود تنفيذ مشاريع حكومية أو خاصة تتأثر أعمالهم بتأخر البضائع، إلى جانب تأخر طرح بعض البضائع الخاصة بالأعياد والمناسبات، ولجوء بعض التجار إلى تحميل الأعباء المالية التي يتكبدونها نتيجة تأخر الشحنات على الكلفة الإجمالية لبضائعهم، مما يساهم في زيادة أسعار السلع على المستهلك.
وكشف رئيس لجنة التخليص الجمركي في غرفة الرياض محمد القحطاني عن لقاء مرتقب ينتظر عقده الأسبوع المقبل مع لجنة حكومية مشكلة من المؤسسة العامة للسكك الحديدية لمناقشة معوقات نقل الشحنات، وتأخر وصول الحاويات إلى الميناء الجاف بالرياض.
وأوضح القحطاني لـ "الوطن" أن أهم المشاكل التي يواجهها المخلصون مع جمرك الرياض تتركز في حالات نقص الحاويات بعد معاينتها، وتدني جودة نوعية الرصاص المستخدم في إقفال هذه الحاويات، وتكرر أعطال أجهزة الأشعة المستخدمة في الكشف عن الحاويات، وإلزام المخلصين بدفع رسوم أرضيات نتيجة أعطال أجهزة الكشف، والسماح لبعض المخلصين بمزاولة مهنة الاستيراد والتصدير، في الوقت الذي يحظر عليهم مزاولتها.
وأشار القحطاني إلى أن المشاكل تتضمن أيضاً إعطاء فترة سنة لمكتب التخليص الجمركي بعد وفاة صاحب الرخصة، حتى يتم استلام المكتب من قبل أحد أفراد العائلة أو الحصول على رخصة جديدة لنفس المكتب، لتصفية ما عليه من مستحقات واستلام الحقوق، مشيراً إلى أن النظام الحالي ينص على إقفال مكتب التخليص الجمركي بعد وفاة صاحب الرخصة.
وخاطبت لجنة التخليص الجمركي في وقت سابق مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لبحث المقترحات المرفوعة إليه، كما وجهت اللجنة خطاباً إلى المؤسسة العامة للموانئ بشأن الشركة المشغلة (متعهد التحميل) في ميناء الملك عبد العزيز، التي تتسبب في تأخر الحاويات أو وصول جزء منها، وتأخير الجزء المتبقي، ووجود تباين في الواصل الفعلي عن "منافست" القطار.
ووجه رئيس مجلس غرفة تجارة الرياض عبد الرحمن الجريسي في وقت سابق خطابا لرئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز الحقيل في شهر ذي الحجة الماضي، لإطلاعه فيه على أبرز المعوقات التي تواجه المخلصين الجمركيين ونتجت عن اجتماعاتهم المتواصلة بالغرفة، إذ بين أن أبرز المشاكل التي يواجهها المخلصون تأخر الحاويات في ميناء الدمام وعدم شحنها إلى الميناء الجاف بشكل سريع، ووصول الحاويات ضمن البوليصة الواحدة بشكل مجزأ، إضافة إلى عدم إمكانية استقبال الساحات الجمركية بالميناء الجاف بالرياض للحاويات المبردة لقلة المقابس الكهربائية.
وأوضح الجريسي في خطابه للمؤسسة العامة للسكك الحديدية استمرار استقبال الميناء الجاف للحاويات بدون قاعدة خشبية (طبلية) مما يؤدي إلى تأخير تفريغ وإعادة الحاوية، فضلا عن استمرار التلف الدائم للبضائع بسبب وجود عمالة غير مدربة، مطالبا بزيادة استخدام وسائل التقنية الحديثة بالمؤسسة المتعلقة بإنهاء الإجراءات وتبادل المعلومات إلكترونيا أسوة بما هو معمول به في ميناء جدة والدمام المرتبطين ببرنامج تبادل المعلومات إلكترونيا (سعودي إيدي).
واختتم الجريسي خطابه بالمطالبة بتغيير آلية السداد الحالية والمعتمدة في المؤسسة العامة للسكك الحديدية إلى النظام الآلي (سداد)، مقترحاً في خطابه دمج جميع المصاريف الحكومية للمعاملة الواحدة والتي تشمل رسوم الجمرك وأجور الميناء وأجور التفتيش في بيان الاستيراد، حتى تسهل عملية التسديد في موقع واحد توفيرا للوقت والجهد.
وأقر رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز الحقيل في خطاب، رداً على الجريسي، بوجود حالات يتأخر فيها سرعة نقل الحاويات من ميناء الملك عبد العزيز إلى الميناء الجاف نتيجة ظروف تشغيلية خارجة عن إرادة المؤسسة، مثل عدم وجود عربات، بسبب بقائها محملة بالحاويات بالميناء الجاف، نتيجة لتكدس الحاويات بالميناء الجاف لعدم تخليص واستلام الحاويات أثناء عطل الأعياد، وهو تأثير يمتد لفترة ليست بالقصيرة بعد الأعياد.
وفيما يتعلق بوصول جزء من الحاويات للبوليصة الواحدة وتأخر الجزء الباقي واختلاف الواصل الفعلي عن "منافست" القطار، قال الحقيل "إن هذا يعود إلى أعمال التحميل للحاويات بميناء الملك عبد العزيز والتي تتم بواسطة متعهد التحميل بالميناء (شركة أي بيه إس) وهو أمر خارج عن إرادة المؤسسة.
وأشار الحقيل إلى أن المؤسسة نتيجة عدم إمكانية استقبال الحاويات المبردة بالميناء الجاف بالرياض لقلة المقابس الكهربائية، قامت مؤخراً بإضافة 56 مقبسا، ليصبح عدد المقابس الكهربائية 141 مقبسا، كما يتم حالياً العمل على إضافة 60 مقبسا، ليصبح العدد الإجمالي 200 مقبس، فضلاً عن قرب الانتهاء من مشروع تغيير نظام مستودع الثلاجة المبردة بالميناء الجاف.
ووعد الحقيل بدراسة ما يمكن اتخاذه فيما يتعلق باستمرار استقبال الميناء الجاف للحاويات بدون طبلية، مشيراً إلى أن قيام مصلحة الجمارك بتركيب أجهزة الكشف بالأشعة أدى إلى انخفاض عمليات فتح الحاويات.
وأكد الحقيل أن المؤسسة تعمل حالياً مع فريق المشروع السعودي لتبادل المعلومات إلكترونيا (سعودي إيدي) وكافة الأجهزة المعنية بالميناء الجاف، لربط الميناء بالمشروع، والمتوقع الانتهاء منه في غضون ثلاثة أشهر، إضافة إلى دراسة المؤسسة لآلية السداد مع إدارة الجمارك من خلال نظام المدفوعات السعودي (سداد).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|