[ابو عادل العدواني]

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) رواه البخاري ومسلم ..

وأين نحن من أدنى شعب الإيمان ، لماذا تكون سنغافورة أنظف مدن العالم بينما نحن أمة محمد نرتقي التصنيف العالمي في المدن الأكثر تلوثاً والطرقات الأكثر اتساخاً وفوضى ، لماذا نرى الطوابير المنظمة أمام مطاعم الوجبات السريعة وألعاب مدن الملاهي ولو انتظر المصطفين بالساعات في المدن الغربية بينما نرى مظاهر الفوضى والتزاحم أمام كل مكان تقديم خدمة في أي عاصمة أو مدينة عربية ، لماذا تبقى شوارع الغرب نظيفة ونرى الفرد في مجتمعاتهم يجنب مركبته ليرمي بمخلفاته بسلة المهملات ، بينما سلة المهملات في شوارعنا هي المكان الوحيد الخالي من القاذورات ، ولماذا تصطحب الأسرة الأجنبية سلة بلاستيكية معها إلى أمكان النزهة العامة والحدائق لجمع المخلفات بها بعد نهاية رحلتهم بدون رقيب ولا موجّه بينما نترك مخلفاتنا في الحدائق والمنتزهات بما في ذلك السلة البلاستيكية التي أحضرنا غذائنا فيها ، وما الفرق بين قائد المركبة في لندن الذي يحترم الميادين المخططة رسماً في الشوارع ويتبع إرشاداتها والسائق العربي الذي يعكس خط السير أو يقطع إشارة المرور ويرمقك بنظرة شريرة إن أبديت استيائك لتصرفه ..

هل نزلت تعاليم ديننا لنهديها إلى الأمم والمجتماعات الأخرى ليستنيروا بنورها بينما نحن غارقون في بحور الفوضى والعنجهية والأنفة ..

قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (( لا يؤمن المرء حتى يحب لأخيه ما يحب انفسه )) فهل تحب أن يأخذ غيرك حقك في الانتظار ؟ وهل تحب أن يمسك أذىً بسبب خروج الآخرين عن الأدب واحترام ذات الآخرين ؟ وهل تحب أن تجلس بمكان متسخ بقاذورات من كان يتخذه قبلك ؟