[أحمد العدواني]

=====================================
=====================================
[frame="6 80"]
مدخل " توطئة " :
حتمت علينا ما وصلت إليه البشرية من تقدم ونهضة وحضارة ( مادية صرفة ) أن نسمع بمصطلحات لها ارتباط وعلاقة بكلمة ( تأجير ) ، من على شاكلة : ( تأجير سيارات ، تأجير منازل ، تأجير أراضي ، تأجير ، مكائن ، تأجير دواب ... الخ ) ، ولا زالت حياة البشر حافلة وتطالعنا بأنواع كثيرة من التأجير !![/frame]
====================================
====================================



السلام عليكم

منذ خلق الله الخليقة واختار بني البشر ليكونوا خلفاء على أرضه سبحانه ليعمروها ويحيوها اتسمت علاقاتهم ببعضهم ( في غالبها ) بالتواصل والتجاذب والتحاكي والتفاعل لما فيه خير وصلاح وقوام أجسادهم بالغذاء والحركة وأداء الطاعات ، وأرواحهم وأذهانهم بالذكر والعلوم والثقافة ، وأرضهم بإعمارها ومبادلتها العطاء ، وجميع ذلك لتحقيق غاية البقاء و" الإنتاج "

كم هي جيملةٌ معادلة الحياة والبقاء تلك !!

وحيث مثلّ عطاء وتواصل بني الشبر مع بعضهم البعض مقوم هذه الحياة وذلك البقاء سواء في جوانبه المادية ذات العلاقة بالأبدان ( إطعام ، إرواء ، تطبيب ، مساعدة ، إغاثه .. الخ ) ، أو في جانبه الحسي " المعنوي " ذا العلاقة بالروح والعقل ( محبة ، مودة ، حنين ، دعاء ، شعور ، تخيل ، تفكير ، أحلام، نصح ، طاعة ، بر ، توجيه ، تعليم، تلقين ... الخ )

فقد تداخلت وتشاركت بفعل ذلك العطاء والتواصل أفكار وإرادات البعض ، كما وتنافرت وتباينت لدى البعض الآخر

وما بين الفريقين ظل البارز من فئام الناس وذوو الحضوة الظاهرة المميزة من لديهم القدرة الذاتية على الإنتاج الذهني والمعرفي أولاً ثم الإستفادة من الآخرين وتجاربهم وكذا بتلاقح وتمازج أفكارهم معهم واضعين نصب أعينهم أن عليهم ومهما كانت المغريات والدواعي أن يتمسكوا بمبادئهم وقناعاتهم ( الخاصة " فكرياً" )، والتي تمثل حقهم الطبيعي الخاااالص وحوزة وحرم حريتهم المحضور على سواهم تجاوزه وأن لا يصلوا لمراحل يسهل فيها على آخرين سلب حرياتهم وإراداتهم منهم عنوةً أو برضاهم فيكونوا بذلك كمن أجرّ عقله وبلا مقابل وأصبح رهناً لمستأجر انتهازي مسايراً له للعبث بما هو حقٌ له في الأساس .

ولقد سطر لنا التاريخ وخاصةً ( تاريخنا الإسلامي ) ملاحم ودروس وعبرَ لعظماء كانت أفكارهم وأفعالهم ( في الحق ) خير دليل على أن الأحرار الشرفاء النجباء هم من لا يقبلون بأن تكون عقولهم مؤجرةً لغيرهم وإن كانوا أقرب الناس إليهم


فالصحابي الجليل / عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول رضي الله عنه ابن زعيم المنافقين في عهد رسول الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه لم تسلبه ( غريزة البنوة ولا فروض الأبوة مع أبيه " رأس النفاق " ) إرادته فيئدها ولا عقله ليؤجره تبعاً لهوى والده المنافق فاستقل وتحرر بفكره ( في الحق ) فاتبع نهج خير المرسلين ، وتشجع وتسلح بإرداته ( وفي الحق أيضاً ) فوقف في وجه أبيه بسيفه مانعاً إياه دخول المدينة بعدأن نال من رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم ، وفيه نزل قرآن كما نعلم ، فحُق له أن يُخلد اسمه بين عظماء البشرية الأحرار .

ولكي نحفظ لأسمائنا ذكراً طيباً ( على أقل تقدير ) إن لم نقدر على تخليدها كما فعل أهل العزائم الحية والإردات الصادقة فعلينا أن نعلنها حرباً يا اخوتي ـ وحرباً شعواء لا هوادة فيها ـ على كل من ارتضى تأجير عقله ( وهو أغلى ما يملك ابن آدم ) لسواه وأكتفى بالسير جسداً بلا هامة " غنية ثرية" . .


تحياتي

أحمد العدواني

[blink]
][^][ No.1 ][^][[/blink]