[صوت من زهران]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أديب      بسم الله الرحمن الرحيم أشكرك أخي " صوت ٌ من زهران " على إثارة هذا الموضوع البالغ الأهمية ... والذي لو أدرك المجتمع بجميع أطيافه أهميته لما وجدنا بيننا " عوانس " ... مشكلة تأخر الجنسين في مجتمعنا عن الزواج مشكلة ً عظيمه .. والتأخر في القضاء عليها أمر ٌ محزن ٌ ويدعو للدهشة .. سأبدأمن حيث أصل الموضوع .. ألا وهو أهمية الزواج : كلمة " زوج " تعني شيئين إثنين متخالفين في الجنس ... فمثلاً نقول : زوجي حمام .. أي الذكر والأنثى من الحمام ..!!! والزواج = إسم .. وفعله = تزاوجَ ..!!! ولاتستقر حياة أحد الزوجين - في كل الكائنات الحية - إلا بوجود الآخر بقربه ... بل معه جنباً إلى جنب ...!!! ففي الزواج سكن ٌ للنفس ... وخصوصاً بني البشر .. قال تعالى : " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) . سورة الروم وكلمة سكنٌ هنا - كما نعلم - تعني الهدوء والطمأنينة واستقرار العيش ... وهذا يعني أن الرجل أو المرأة بدون الزواج .. غير هادئي ولا هانئي العيش .. بل هما في اضطرا ب ٍ وقلق ٍ دائمين ... والتجربة خير ُ برهان ... فكثير ٌ من الأزواج .. تبدّلت حياتهم إلى نعيم ٍ بدلاً من الجحيم الذي كانوا عليه قبلاً .. وخصوصاً إذا اتم هذا الزواج في سن ٍ مبكرة ٍ عند كلا الجنسين .. وتحديداً والأفضل ( بعد سن البلوغ مباشرة ً ) ... ( وللتحديد - من وجهة نظري - أربعة عشر عاماً للفتاة ... وستة عشر عاماً للشاب ) . وللتوضيح أكثر .. فإن النفس البشرية ( بالزواج الشرعي طبعاً ) .. تتغير للأفضل ( نفسياً وفسيولوجياً ) ... أما نفسياً .. فبالزواج .. تسكن وتهدأ النفس لأنها لم تعد تفكر المستقبل العمري لها .. وبالتالي تميل للهدوء والاستقرار .. ولأن كلا الزوجين سيلبّي رغبات الآخر .. في شتّى متطلبات الحياة . وأما فسيولوجياً .. فلقد توصل الطب إلى أن الهرمونات التي يفرزها كلا الجنسين ( وقت الجماع ) .. مفيدة ٌ للآخر ..!!! وهذا التغير ( للأفضل ) يلحظه ُ الناس جميعاً .. : ( من تحسّن لون البشرة إلى زيادة الوزن إلى تقوية جهاز المناعة .. من الأمراض .. وغيرها من النتائج الإيجابية للزواج ) . أما الزواج في مجتمعنا .. فإن معاييره ُ - بكل أســـــف - بعيدة ٌ عن الدين الإســـــلامي ...!!! قال رســـــول الله صلى الله عليه وســــــلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه ُ وخلقه ُ فزوجـــوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة ٌ في الرؤض وفســــاد ٌ كبير " . فاين نحن اليوم من هذا الحديث الشريف ..؟؟!!! اليــــوم .. وعندما يتقدم شــاب ٌ لخطبة فتاه ٌ .. فإن أكثر الناس ( من أولياء أمور الفتيات ) يكون ســـؤاله ُ الأول للشاب: كم راتبك ..؟؟؟!!!!! وما مركزك الوظيفي ..؟؟؟!!!!! والحديث أعلاه واضح ٌ وصريح ٌ ... إن الأمر - حسب كلام رسول الله - يتطلب " الدين " و " الخــــلق " ... فإذا كان دين الشاب .. " الإســــلام " .. وخلقه " حسن ٌ " ... فعلى المجتمع المسلم تزويجه ... وإلا حدث الفساد الأخلاقي .. والعـــياذ بالله . ثم نأتي للمهر .. وهــو " الكابوس " الذي يقضُّ مضجع الشباب اليوم ... والحديث يطول هنا عن المهور .. ولكن باختصار .. قال تعالى : " وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) . سورة البقرة والمغالاة في المهور هوأكل ٌ للأموال بالباطل .. وإلا فما هذه المشتريات للفتاة التي تصل تكلفتها إلى .. (ثمانون ألف ريال .. وأحياناً أكثر ) ...!!!!! أكثر أولياء أمور البنات اليوم يجعلوا من بناتهم " سلعة ً " كأي ما يباع في السوق .. فبعضهم يقول : إبنتي ليست ناقصة ً عن بنات الناس ..!!! وكأن لن يزيد في مكانة ابنته إلى ( المــال ) ... وأي ُّ مال .. إنه المال الباطل ..!! وآخر يقول : لقد ربيت ابنتي وأنفقت عليها كثيراً .. فيجب رد ّ جزءاً من حقوقي ...!!! وهذا يظن المسألة " تجـــارة " . إن هذا المجتمع .. لم يعي جيداً حجم الخطر الذي تخلّفه ُ مشكلة العنوســــة التي سببها " المغــــالاة في المهــــور " .. والغريب أن كثيراً ممن يُغالون في المهــــور ( والله على ما أقول شهيد ) هم من أصناف البشر التالية : 1- رجال ُ دين ملتزمون - نحسبهم والله حسيبهم كذلك - ربما يُحدثون الناس بما هو حلالٌ وحرام ..!!! 2- معلمون ومثقفون .. يدركوا أهمية تطبيق السنة في الزواج المبكر وعدم المغالاة في المهور ...!!! 3- عرفاء قرى وأناسٌ لهم مكانة ٌ كبيرة ٌ في المجتمع ...!!! 4- أناس ٌ سمعناهم يسخرون ممن يُغالي في المهر ... وإذا جاء الدور عليهم انقلبوا على عقبيهم ...!!! ( وهؤلاء منافقون .. يقولوا ما لا يفعلوا ...!!! ) . وغيرهم من الأصناف المتسببة في شيوع هذه الظاهرة التي لم يُنزل الله بها من سلطان .. !!! متناسين هدي الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم . يقول أحد الفكرين الغربيين : لن يُفلح العرب .. ما لم يزوجوا أبناءهم وبناتهم في سن الرابعة عشرة ..!! ونحن نقول : إن الله ورسوله بيّنا كل ّ شيء ٍ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ... فلماذا نحيد ُ عن الصــــواب ؟؟!!! هل الدين بالآراء ..؟؟!!! يقول عمــــر بن الخطــاب رضي الله عنه : ( لو كان الدين ُ بالآراء .. لمسحنا بطن القدم لا ظهرة عند المسح على الخفين .. لأن بطن القدم أكثر ملامسة ً للأرض من ظهره ) . نسأل الله الهداية والصــــلاح لكل مسلم الســـــلام عليــــكم ،،،،،

ما هذا أخي !! أديب وفقك الله موضوعك هو الأشمل والأعم !! لقد وفقت كثيراً في الحديث عن جوانب قضية الزواج من حيث تقديمة وتأخيرة وإلى الشريحة التي قضت علينا معشر الشباب ولا أخالك ألا صادقاً ولا أرى أي هدف مبيت حين ذكرت أن الملتزمين هم أكثر الناس تجارةًً ببناتهم العزيزات ولا أقول بشطارة بل بحمق وسذاجة .. كانوا هم أم غيرهم .


ليتك أنت من بادر وسارع في طرح الموضوع جزاك الله ألف ألف ألف خير




أخوك الصغير / أحمـد

تحيتي لكَ ،،