الســــــلام عليــــكم ورحمــــــة الله ..
أودع الله سبحانه وتعالى في الأســــد صفاتاً جعلته يتفرد بها عن غيره من بني مملكته ، ولا غرابة في ذلك ..
فالأســـــد يحمل بين أضلعه ( قلباً قوياً ) جعله مميزاً .. بل .. حاكماً " وملكاً للغابة " ..
هذا المَلِك .. تهابَه ُ كل الحيوانات في الغابة .. ( حتى النمــــور والفهــــود ) ...!!!
إ متدح الله هيبته ُ وشجاعته ، حيث ُ
" كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) ســــورة المُدّثر .
وقسورة َ هنا تعني " الأســـــد " ..
[align=center]

[/align]
ولقد اشبعت العرب قديماً الأســــــد بالأسماء والألقاب .. نظرا لمكانة هذا المخلوق العظيم عندهم ..
والذي يعز ُّ علي ّ تسميته بالحيوان كباقي بني مملكته .. بل وباقي بني فصيلته .. !!!
ومما أسمته العرب للاســــد :
ضرغام ، حمزة ، الحارث ، أســـامة ، ليث ، ضيغم ... وغيرها من الأســـماء ...
وعلى مرِّ التاريخ .. تغنّى وتسمّى البشر بأسماء الأســــد ...
( فمنهم من يستحق ُّ ذلك .. ومنهم من لا يستحق ) ... !!!
فممن يستحقُّ ذلك .. " حمــــزة " إبن عبد المطلب رضي الله عنه .. عم ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فلقد تجســـدّت فيه كل صفات الأســـــد .. من القوة والشجاعة .. وغيرها من صفات " حمـــــزة الأســــد " ...
ومنهم أيضاً .. " طلحة بن عبيد الله " رضي الله عنه ( أحد العشرة المبشرين بالجنة ) .. والذي قال فيه ..
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طلحة أســـــد ٌ يوم أُحـُــــــد " ...
أما من لايستحق التسمي بالأســــد ( بالرغم من محاولاته ) ...
فلن أذكره هنا .. حفاظاً على " مشاعر الأســــد "
ومع مرور الوقت والسنين .. لم تعُد الفرص متفاوتة ً بين الأســـــد والإنســـــان ..
فهذا الأخير .. وباختراعه ِ للأســلحة النارية .. المحشـــوّة بالذخيرة .. وبالإبر المنوّمة .. أصبح يتفوّق على ..
الأســــد ( في كثير ٍ من الأحيان ) .. !!!
وهنا ليست مقولة ( الكثرة ُ تغلب الشجاعة ) موجودة ً فحسب .. بل حتى مقولة ..(التقنية تغلب الشجاعة ) .. !!!
وأضحى الإنسان متفوقاً على الأســـد ، وآســــراً له ،
بحجة وضعه ِ في ما يسمى " الســـــيرك " ...الذي هو ( سجن الملك ) ..
والذي لا مانع فيه من وضع اليد في فم الأســــد ( ولو للحظات ٍ بســـيطة ).. تباهياً وصعـــوداً على كتفه .. !!!
وأمسى ( مروّض الأســــد ) .. يتلاعب ُ بحرية وشجاعة الأســــد المغلوب على أمره .. الواقع تحت رحمة
"ســـــوط المروّض " .. الذي يعطيه بعد كل حركة ٍ يطبقها ( قطعة ً من اللحم ) .. كان الأســد يحصل على
أضعافها يومياً في البراري وقت زمن الحريّة .. وبطريقته الخاصّـــة ... !!!
وهنا تم تحويل " الأســـــد الكاســـر " إلى " حمــــل ٍ وديـــــع ٍ " ... !!!
فلماذا لا تُترك الأمـــــور كما هي ..؟؟ اي لماذا تُسلب ُ حُرّية الأســــد .. ؟؟!!!
بعد خبرة ٍ لا بأس بها في الحياة .. وبعد تفكير ٍ هاديء ٍ عميق ٍ ... وجدت ُ التالي :
إن الحاقدين على الأســــد .. الكارهين للشجاعة والقوة التي يهبها الله لمن يشاء ..
لا يريدون لهذا المخلوق العظيم أن يستمتع بما حباه ُ الله من صفات ٍ يغار منها " أردى البشر " ..
وبالتالي .. صار هؤلاء الحاقدين .. والذين لا يساوون ( شعيرات ذيل الأســـــد ) .. !!!
مغتالين لمُلك وجاه الأسـد ... بكلّ ِ قسوة ٍ وبرود ...!!!
ولذلك سأقول للأســــد قولاً غير لينا ً .. قد تستغربوه منّي " كمحب ٍ ومُعجب ٍ " بالأســــد ..
أقول للأســـــد : عندما تشعر أنك محاصراً بالأخطـــار والموت .. فاركض حتى تصل على جرف ٍ كبير ..
وألق ِ بنفسك في غياهبَ واد ٍ سحيق ٍ .. [blink]نافذاً " بمُلكك " لا " بروحك " .. [/blink]فلا يستحق ُّ مثل هؤلاء حتى ..
" جلدك .. كفراء " ولا " نابك .. كتحفة " ...
ففي الأصل ..إن كثيراً ممن يسلبك حريتك يقول إن أصله ُ هـــو ( قـــــرد ) ... !!!
وأنا أقول لهم هذه النصيحة :
[glow=#FFA03C]
" دعــــــوا المَـلِك َ وشــــأنه " [/glow]
جعلني الله وإياكم ممن يتحلّون بصفات الأســــد .. وأبعد عنا أعــــداء الشجاعة ..
دمتم في رعاية الله
ــــــــــــــــــــ أديب ــــــــــــــــــــ