عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-04-2008, 06:37 PM
سعيد بن سالم سعيد بن سالم غير متواجد حالياً

شاعر
كبار الشخصيات
 






سعيد بن سالم is on a distinguished road
افتراضي عائشة التيمورية

[frame="8 80"][align=justify]ولدت عائشة بنت إسماعيل باشا تيمور سنة (1256هـ = 1840م)، ووالدها من أصل كردي، كان أبوه ضابطا من رجال محمد علي، تولى عدة مناصب هامة.
* نشأت عائشة في بيت علم وسياسة، فأبوها كان يعمل رئيسا للحاشية الملكية، وله شغف بمطالعة كتب الأدب. وكانت عائشة تميل إلى القراءة، فأحضر لها والدها أستاذين، يقوم أحدهما بتعليمها القراءة والكتابة، والآخر بتحفيظها القرآن، وتعليمها مبادئ الفقه الإسلامي.
* لقيت عائشة من أبيها كل تشجيع، وكان يتابع تطورها وتقدمها في دراسة الأدب، ويدافع عنها في وجه أمها التي كانت ترى في ميل ابنتها شذوذا عن باقي بنات جنسها، وكان يقول لها: "دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم، ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحِكم...".
* تزوجت عائشة وهي في الرابعة عشرة من عمرها سنة (1271هـ = 1854م)، وهيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة، فاستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم الصرف والنحو والعروض، ودرست عليهما حتى برعت، وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها.
* تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفي بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربي.
* فقدت عائشة ابنتها "توحيدة" وكانت حبيبة إليها، تحب الشعر مثلها، وتعلمت العروض وكتبت شعرا تنعي فيه نفسها، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع، وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل، غير أنها كتبت قصائد تفيض بالأسى واللوعة، وتصور الأمومة الملهوفة وأحاسيس الحنان والحرمان، وقد جمع شعرها في ديوان باسم "حلية الطراز".
* نشرت عائشة في جريدة الآداب والمؤيد عددا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور.
* لعائشة من الكتب "مرآة التأمل في الأمور"، دعت فيه الرجال إلى الأخذ بحقهم من الزعامة والقوامة على المرأة دون تفريط في واجبهم نحو المرأة من الرعاية والتكريم. وألفت كتابا يضم مجموعة من القصص باسم "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال".
* كانت عائشة أسبق في الدعوة إلى تحسين أحوال المرأة والنهوض بها من قاسم أمين، ومهدت السبيل في مجال المقالة الاجتماعية لباحثة البادية.
* توفيت عائشة التيمورية في (23 من المحرم 1320هـ = 2 من مايو 1902).

قصيدة عائشة التيمورية في رثاء ابنتهاء ( توحيده ) وهي من اجمل ما قيل في الرثاء ..ولتلك القصيده نغم حزين ، يحكي تدفق عاطفة الأمومة الحانية ، ويصوّر قدرة المرأة الفائقة على البكاء والأنين![/align]



[poem=font="Simplified Arabic,4,#000000,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
اِن سالَ مِن غَرب العُيونِ بُحور= فَالدَهرُ باغ وَالزَمان غَدور
فَلِكُلِّ عَين حَق مدرار الدِما =وَلكل قَلب لَوعَة وَثُبور
سَترالسنا وَتحجبت شَمسُ الضُحى =وَتَغيبت بَعد الشُروق بدور
وَمَضى الَّذي أَهوى وَجرعني الاِسا =وَغَدَت بِقَلبي جذوة وَسَعير
يا لَيتَهُ لِما نَوى عهد النَوى =وافى العُيون مِنَ الظَلام نَذير
ناهيكَ ما فَعَلت بِماء حَشاشَتي= نار لها بَينَ الضُلوعِ زَفير
لَوبث حزني في الوَرى لَم يَلتَفِت= لِمُصاب قيس وَالمُصاب كَثير
طافَت بِشَهر الصَومِ كاساتِ الرَدى= سِحرا وَأَكوابُ الدُموعِ تَدور
فَتَناوَلَت مِنها اِبنَتي فَتَغَيَّرَت =وَجناتُ خد شانِها التَغيير
فَذَوَت أَزاهيرُ الحَياةِ بِرَوضِها =وَاِنقَدَّ مِنها مائِس وَنَضير
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد =ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا =اِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ =بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ عَجِّل= بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت =ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى= تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ =قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني= مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي =برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير
يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا =عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير
أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد =سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي= هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير
قولى لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي =جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة =فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
أَماه قَد سَلَفت لَنا أُمنِيَة =يا حُسنِها لَو ساقَها التَيسير
كانَت كَأَحلامٌ مَضَت وَتَخلفت= مُذ بانَ يَومُ البينِ وَهو عَسير
عودى اِلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر =قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صونى جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى قَد كانَ مِنهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَرَت مَصائِبُ فَرَّقَتى لَكَ بعدذ=ا لَبس السَواد وَنفذ المَسطور
وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قَدى رَوضَة= ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتى =قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور
فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ مَنطقى =هُو راحم بربِّنا وَغَفور
بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي= قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصى ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها =حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير
قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى =مُذ غابَ نسان وَفارِق نور
وَبِقُبلَتي ثَغرا تَقضى نَحبه =فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا =ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور
كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي= وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني =لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة =كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور
أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة =بِرِياض خُلد زينَتُها الحور
اِن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى عيشى وَصَبري وَالاِله خَبير
وَلَهى عَلى تَوحيدِهِ الحُسنِ الَّتي= قَد غابَ بَدر جَمالِها المَستور
قَلبي وَجِفني وَاللِسانُ وَخالِقي= راض وَباكَ شاكِر وَغَفور
مَتعت بِالرِضوان في خُلد الرِضا =ما اِزينت لَكَ غُرفَة وَقُصور
وَسَمِعتُ قَولَ الحَقِّ لِلقَومِ اِدخُلوا =دارَ السَلامِ فَسَعيُكُم مَشكور
هذا النَعيمُ بِهِ الاِحبَّة تَلتَقي= لا عَيشَ اِلّا عيشه المَبرور
وَلَكَ الهَناءُ فَصدق تاريخي بَدا =تَوحيدُهُ زَفت وَمَعَها الحور[/poem]

[align=center]منقول

مع التحيه
[/align][/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة سعيد بن سالم ; 05-04-2008 الساعة 06:50 PM.