عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-2008, 12:39 AM   #4
زئبق
موقوف
 







 
زئبق is on a distinguished road
افتراضي رد : الطريق الى القمة

أولا اشكر الاخ أديب على رقي في الطرح وكذلك الاخ احمد ولو اني لمست ضيق الصدر عند اخي احمد من كلمتي
ودعني اجعل رد منظم كما فعل أخي أديب
• لقد ذكرت سبب وضعي للشعراء والقصصيين ونثريين ذلك لأنهم سخروا علمهم في شيء لا فائدة فيه ولم يكن لي الحاجة أن اذكر ما ذكرت أخي أديب لأننا باذن الله بعيدين عن هذا على الأقل من يكتب في هذا المجلس ،لقد ذكرت هذا لأنني وجدت أبناء قبيلتي مرآة ما يزخرفه الاعلام الذي هو سبب من أسباب تدهور العالم الاسلامي وذلك عن طريق توجهه (في جعل الشعر غاية(شاعر المليون-أمير الشعراء) وهو وسيلة ليس لها تأثير يذكر على الأقل في وقتنا الحالي و الا لحررنا فلسطين من كثيرة ما سطرنا من أشعار فيها .أنا اعلم أنكم لا تعمون مدى أهمية هذا المنتدى فهو يعكس مدى وعي القبيلة . فهو مرآة القبيلة ويحق لي أن لا اسمح بجعل قبيلتي تعكس عن نفسها ملا تدركه أصلا .
• اما بنسبة لقسم الاسلام حياة فأتمنى له التوفيق, لكن ما قصدته تغيير التوجه في طرح كل ما نحب من أشعار ونثر وغيرها مدموجة المعرفة وتوسيع المدارك وأن يكون هناك توازن في الطرح فلا يجعل المجلس بهذا الشكل ولا يكون كتاب علمي أو جامعة تدرس هذا بنسبة لك أخي اديب مع شكري على رقيك.
• الرد على أحمد علي / لقد قرأت موضوعي مرارا وتكرارا كما طلبت مني ولكن لم أجد شيء يصعب فهمه أو شيئا يحتاج لشرح, ومع ذلك تعمدت الاطاله في نقطه ( سبب وضعي لشعراء والقصصيين والنثريين في أسفل الهرم) لعلك تفهم.
• التوجه الذي أطلب من الجميع نهجه هو تنمية ثقافة الاختراع في أبناء زهران تنمية ثقافة الاطلاع المفيد وتطور قدرات شباب الجماعة تفيد شباب قبيلتك بمعلومات مفيدة وليس ان تضيع وقتهم في زخرفة الكلام ,كيف ننهض كما نهضة اليابان واحمد علي يقول " فهل رأيتنا " لا سمح الله " جعلنا من المجلس مسرحاً للدعارة وللتفسخ والعري ونشر الأراجيف وما يقدح في الدين والأخلاق ، أو منبراً للتكفير والزندقة أو النيل من الأعراض" يجب ان تعي جيد مسئوليتك في هذا المنتدى وأنت تكون ذكي كما يجب وتطلع أكثر وتعرف أن هناك شيء اسمه المعرفة المسلية وكيف تجذبني وتسليني في هذا المنتدى وفي نفس الوقت تثقفني أدبيا وتكنولوجيا وفيزياء وكيمياء بطرفه كاريكاتير معلومة, وليس أن تكتفي بسلك المباح الذي لا ينتج.

• أريد أن اعرف رأيك أخي احمد في التوجه الذي أريده والتوجه الذي أنت عليه.
• اما بنسبه لصحابي الجليل الذي ذكرته وهو من الأزد الصحابي الجليل حنظلة بن ابي عامر .. رضي الله عنه . وأجدها فرصه أن أذكر شيء عنه (روي أن حنظلة قد خطب لنفسه فتاة اسمها جميلة بنت عبدالله بن أُبي، واستأذن حنظلة النبي(صلى الله علية وسلم) في أن يدخل عليها، فأذن له، وكان ذلك في الليلة السابعة لغزوة أحد.

وأفضى حنظلة إلى عروسه، فضمهما فراش واحد لأول ليلة، ثم سمع حنظلة صوتاً ينادي إلى الجهاد، ليلة ئذٍ، فشغله الصوت

عن كل شيء، وأعجلته الاستجابة السريعة حتى عن الاغتسال!

والتحق حنظلة برسول الله وهو يسوي الصفوف، فلما انكشف المشركون، اعترض حنظلة لأبي سفيان بن حرب، فضرب عرقوب فرسه فقطعه، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح، يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب، وحنظلة يحاول أن يذبحه بسيفه، فنظر إليه الأسود بن شعوب، فأسرع إلى حنظلة، وحمل عليه بالرمح، فمشى إليه حنظلة وضربه ثانية برمحه فقتله، ووجد أبو سفيان أن لديه مجالاً للفرار ففرّ يعدو على رجليه، فلحق ببعض القرشيين، فأردفه وراءه على فرسه، وجاء من الخلف رجل مشرك اسمه شداد بن الأسود، وطعن حنظلة طعنة قاتلة فسقط شهيداً

ومضت المعركة حتى نهايتها، ثم تحدث رسول الله(صلى الله علية وسلم) عن حنظلة الشهيد، فقال لأصحابه: ما شأن حنظلة؟ إن صاحبكم لتغسّله الملائكة، فاسألوا أهله ما شأنه؟ فسُئلت زوجته عن ذلك، فقالت: سمع صيحة الحرب وهو جنب، فخرج مسرعاً ولم يتأخر للاغتسال! فلما بلغ كلامها مسمع النبي(صلى الله علية وسلم) قال: لذلك غسّلته الملائكة، لقد رأيت الملائكة تغسّله في صحائف الفضة، بماء المزن، بين السماء والأرض.

وروي أنهم التمسوا حنظلة بين القتلى، فوجدوا رأسه يقطر ماء، وليس بقربه ماء! فكان ذلك تصديقاً لما قاله رسول الله(صلى الله علية وسلم).

ومنذ ذلك اليوم وحنظلة يلقب بلقب "غسيل الملائكة"
ولكن في الحقيقة كنت اقصد الصحابي الجليل الطفيل رضي الله عنه وأجدها فرصه أن أذكر شيء عنه وهو زهراني من دوس
الطفيل بن عمرو الدوسي - الفطرة الراشدة
في أرض دوس نشأ بين أسرة شريفة كريمة..

وأوتي موهبة الشعر، فطار بين القبائل صيته ونبوغه..

وفي مواسم عكاظ حيث يأتي الشعراء العرب من كل فج ويحتشدون ويتباهون بشعرائهم، كان الطفيل يأخذ مكانه في المقدمة..


كما كان يتردد على مكة كثيرا في غير مواسم عكاظ..

وذات مرة كان يزورها، وقد شرع الرسول يجهر بدعوته..
وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم، ثم يضع موهبته الشعرية في خدمة الاسلام، فتكون الطامة على قريش وأصنامها..

من أجل ذلك أحاطوا به.. وهيئوا له من الضيافة كل أسباب الترف والبهجة والنعيم، ثم راحوا يحذرونه لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون له:

" ان له قولا كالسحر، يفرّق بين الرجل وابيه.. والرجل وأخيه.. والرجل وزوجته.. ونا نخشى عليك وعلى قومك منه، فلا تكلمه ولا تسمع منه حديثا"..!!

ولنصغ للطفيل ذاته يروي لنا بقية النبأ فيقول:

" فوالله ما زالوا بي حتى عزمت ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه..

وحين غدوت الى الكعبة حشوت أذنيّ كرسفا كي لا أسمع شيئا من قوله اذا هو تحدث..

وهناك وجدته قائما يصلي عند الكعبة، فقمت قريبا منه، فأبي الله الا أن يسمعني بعض ما يقرأ، فسمعت كلاما حسنا..

وقلت لنفسي: واثكل أمي.. والله اني لرجل لبيب شاعر، لا يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول، فان كان الذي يأتي به حسن قبلته، وان كان قبيحارفضته.

ومكثت حتى انصرف الى بيته، فاتبعته حتى دخل بيته، فدخلت وراءه، وقلت له: يا محمد، ان قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا.. فوالله ما برحوا يخوّفوني أمرك حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك..

ولكن الله شاء أن أسمع، فسمعت قولا حسنا، فاعرض عليّ أمرك..

فعرض الرسول عليّ الاسلام، وتلا عليّ من القرآن..

فأسلمت، وشهدت شهادة الحق، وقلت: يا رسول الله: اني امرؤ مطاع في قومي واني راجع اليهم، وداعيهم الى الاسلام، فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا لي فيما أدعهوهم اليه، فقال عليه السلام: اللهم اجعل له آية"..
**

لقد أثنى الله تعالى في كتابه على " الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه"..

وها نحن أولاء نلتقي بواحد من هؤلاء..

انه صورة صادقة من صور الفطرة الرشيدة..

فما كاد سمعه يلتقط بعض آيات الرشد والخير التي أنزلها الله على فؤاد رسوله، حتى تفتح كل سمعه، وكل قلبه. وحتى بسط يمينه مبايعا.. ليس ذلك فحسب.. بل حمّل نفسه من فوره مسؤولية دعوة قومه وأهله الى هذا الدين الحق، والصراط المستقيم..!


من أجل هذا، نراه لا يكاد يبلغ بلده وداره في أرض دوس حتى يواجه أباه بالذي من قلبه من عقيدة واصرار، ويدعو أباه الى الاسلام بعد أن حدّثه عن الرسول الذي يدعو الى الله.. حدثه عن عظمته.. وعن طهره وأمانته.. عن اخلاصه واخباته لله رب العالمين..

وأسلم أبوه في الحال..

ثم انتقل الى أمه، فأسلمت

ثم الى زوجه، فأسلمت..

ولما اطمأن الى أن الاسلام قد غمر بيته، انتقل الى عشيرته، والى أهل دوس جميعا.. فلم يسلم منهم أحد سوى أبي هريرة رضي الله عنه..

ولقد راحوا يخذلونه، وينأون عنه، حتى نفذ صبره معهم وعليهم. فركب راحلته، وقطع الفيافي عائدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو اليه ويتزوّد منه بتعاليمه..

وحين نزل مكة، سارع الى دار الرسول تحدوه أشواقه..

وقال للنبي:

" يا رسول الله..

انه ق غلبني على دوس الزنى، والربا، فادع الله أن يهلك دوسا"..!!

وكانت مفاجأة أذهلت الطفيل حين رأى الرسول يرفع كفيه الى السماء وهو يقول:

" اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!

ثم التفت الى الطفيل وقال له:

" ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم".


ملأ هذا المشهد نفس الطفيل روعة، وملأ روحه سلاما، وحمد اله أبلغ الحمد أن جعل هذا الرسول الانسان الرحيم معلمه وأستاذه. وأن جعل الاسلام دينه وملاذه.

ونهض عائدا الى أرضه وقومه وهناك راح يدعوهم الى الاسلام في أناة ورفق، كما أوصاه الرسول عليه السلام.

وخلال الفترة التي قضاها بين قومه، كان الرسول قد هاجر الى المدينة وكانت قد وقعت غزوة بدر، أحد والخندق.

وبينما رسول الله في خيبر بعد أن فتحها الله على المسلمين اذا موكب حافل ينتظم ثمانين اسرة من دوس أقبلوا على الرسول مهللين مكبّرين ..

وبينما جلسوا يبايعون تباعا..

ولما فرغوا من مشهدهم الحافل، وبيعتهم المباركة جلس الطفيل بن عمرو مع نفسه يسترجع ذكرياته ويتأمل خطاه على الطريق..!!

تذكر يوم قدوم الرسول يسأله أن يرفع كفيه الى السماء ويقول:

اللهم اهلك دوسا، فاذا هو يبتهل بدعاء آخر أثار يومئذ عجبه..

ذلك هو:

" اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!

ولقد هدى الله دوسا..

وجاء بهم مسلمين..

وها هم أولاء.. ثمانون بيتا، وعائلة منهم، يشكلون أكثرية أهلها، يأخذون مكانهم في الصفوف الطاهرة خلف رسول الله الأمين.
**

ويواصل الطفيل عمله مع الجماعة المؤمنة..

ويوم فتح مكة، كان يدخلها مع عشرة آلاف مسلم لا يثنون أعطافهم زهوا وصلفا، بل يحنون جباههم في خشوع واذلال، شكرا لله الذي أثابهم فتحا قريبا، ونصرا مبينا..

ورأى الطفيل رسول الله وهو يهدم أصنام الكعبة، ويطهرها بيده من ذلك الرجس الذي طال مداه..

وتذكر الدوسي من فوره صنما كان لعمرو بن حممة. طالما كان عمرو هذا يصطحبه اليه حين ينزل ضيافته، فيتخشّع بين يديه، ويتضرّع اليه..!!

الآن حانت الفرصة ليمحو الطفيل عن نفسه اثم تلك الأيام.. هنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام يستأذنه في أن يذهب ليحرق صنم عمرو بن حممة وكان هذا الصنم يدعى، ذا الكفين، وأذن له النبي عليه السلام..

ويذهب الطفيل ويوقد عليه النار.. وكلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ويقول:

يا ذا الكفين لست من عبّادكا

ميلادنا أقدم من ميلادكا!!

اني حشوت النار في فؤادكا


وهكذا عاش مع النبي يصلي وراءه، ويتعلم منه، ويغزو معه.

وينتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، فيرى الطفيل أن مسؤوليته كمسلم لم تنته بموت الرسول، بل انها لتكاد تبدأ..

وهكذا لم تكد حروب الردة تنشب حتى كان الطفيل يشمّر لها عن ساعد وساق، وحتى كان يخوض غمراتها وأهوالها في حنان مشتاق الى الشهادة..

اشترك في حروب الردة حربا.. حربا..

وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين مصطحبا معه ابنه عمرو بن الطفيل".

ومع بدء المعركة راح يوضي ابنه أن يقاتل جيش مسيلمة الكذاب قتال من يريد الموت والشهادة..

وأنبأه أنه يحس أنه سيموت في هذه المعركة.

وهكذا حمل سيفه وخاض القتال في تفان مجيد..

لم يكن يدافع بسيفه عن حياته.

بل كان يدافع بحياته عن سيفه.

حتى اذا مات وسقط جسده، بقي السيف سليما مرهفا لتضرب به يد أخرى لم يسقط صاحبها بعد..!!

وفي تلك الموقعة استشهد الطفيل الدوسي رضي الله عنه..

وهو جسده تحت وقع الطعان، وهو يلوّح لابنه الذي لم يكن يراه وسط الزحام..!!

يلوّح له وكأنه يهيب به ليتبعه ويلحق به..

ولقد لحق به فعلا.. ولكن بعد حين..

ففي موقعة اليرموك بالشام خرج عمرو بن الطفيل مجاهدا وقضى نحبه شهيدا..

وكان وهو يجود بأنفاسه، يبسط ذراعه اليمنى ويفتح كفه، كما لو كان سيصافح بها أحدا.

زئبق غير متواجد حالياً