عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-04-2008, 09:17 PM
الصورة الرمزية يحيى الزرعي
يحيى الزرعي يحيى الزرعي غير متواجد حالياً
 






يحيى الزرعي is on a distinguished road
افتراضي صباح الخير يا ضمير...

صباح الخير يا ضمير...
________________________________________
[الســــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........

كل يوم..يموت
كذا إنسان وإنسان..ويولد ألف طفل !!
كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل القادم..وآخرون يعدون كفناً لراحل!!
كل يوم نضحك ونحتفل..وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم !!

والحياةتستمر....

يولد الإنسان باكيا والناس يضحكون من حوله
تتلقفه الأيدي..تحنو عليه وتربيه وينشأ وينمو..ثم يموت
يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه..هم نفسهم اليوم يبكون رحيله!

والحياةتستمر..

يخوض معارك الحياة بضراوتها..وقسوتها
ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها
يتخاصم مع هذا..ويهجر ذاك..
يودع صديقا..ويفارق حبيباً..ويتعرف على آخرون وآخرون

والحياة تستمر..
يكبر..وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا..ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه
ويمشي في زحمة الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها
يشهد ماسي الآخرين..يشاركهم أفراحهم..يختلط معهم

والحياة تستمر..

يكبر..وينمو عقله..تزداد تجاربه وخبراته..ينسىمعظمها..ويغفل عن بعضها
ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها
يتزوج..ينجب أطفالا..يربيهم..وهم يكبرون..ويصبحون أكثر طولا منه

والحياةتستمر

وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها حياة..ينسى الإنسان لماذاخُلق؟؟
وهل من أجل هذه الحياة قد خُلق؟؟

يقف قليلا..يتأمل حاله..يتذكر ماضيه..يسترجع أيامه
ليكتشف أنه نسي في زحمة ذلك الطريق شيئا من ممتلكاته
فقد صاحبا مخلصا..وودع في إحدى المحطات أخا وفياَ
فبلحظة حزن جارفة..تحاصره نفسه
تساؤله/ أكنت تمشي دون هدف؟؟
يأخذ نفساًطويلا..يراجع حساباته ..ليرى أنه فقد الكثير
وأنه مازال يفقد ويفقد..ثم يعترف: الحيـــاة ستزول!!
هذه المرة : الحياة ستزول
تماما كما زال هؤلاء..وستنتهي تماما كما انتهى أولئك الأحبة!!
الأحبة..أولئك الذين رحلوا..وأولئك الذي فقدتهم
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً؟؟
أسمع تثاؤباً بداخلي..ترى منهذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو؟؟
هو ضميري إذن!

عمت َصباحاً أيها الضمير..ما أطول ما نمت!!

أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع
وأنسى كل هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟

لم جرحتُ من جرحت؟ لم ظلمتُ من ظلمت؟
لم قسوت؟ لم تكبرت؟ لم خدعت وسرقت ودست على كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟
أوه..عذراً..كنتَ أنتَ نائماً وقتها!!
العام 2008؟؟ساتم الثامنة والستون
ترى كم من الفرص ضيعت..وكم من دروب الرذيلة قد سلكت؟؟
أين كان عقلي وقتها؟؟
مرة أخرى أعتذر...كنتَ تغط في سبات عميق يا ضميري!!
لكن ألم يكن هناك(منبه) أو (جرس) أو يد توقظ
نعم..كان يوجد
كنتَ أسمع (منبه) قوي يقول:
(ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)وكان (رنينه) لا ينقطع..لكنك لم تستيقظ!!
سهرت كثيرا ياضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات بشر
سهرتَ كثيراً..ونمتَ أكثر!!
كان هناك ) جرس) و(ساعة) مؤقتة لتصحو ولكنك لم تفعل
واليوم عرفت:

الحياة لن تستمر..
لو كانت هكذا..لاستمر أبي ولم يمت
لو كانت هكذا..لاستمر صديقي ولم يرحل
لابد أن هناك نهاية..وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا ستنتهي؟؟
لا تتكلم..أعرف..كنتَ نائمايومها!!

* * *
ضاع مني الكثير في طرقات الدنياومحطاتها
وأولئك الذين أخطأت في حقهم..أين سأبحث عنهم ليسامحوني؟؟
أولئك الذين ظلمتهم..أين سأسافر لهم ليعفوني؟؟
وأنا ..كيف سأسامح نفسي..وكيف سأغفر لهاوقتاً من العمر ولى دون عودة؟؟
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت..فأي نوع من (المساحات) سيمحيها؟؟
أتذكر جملة قلتها..لا بل أكثر..أي صدأ هذا الذي سيجعلها طيا النسيان؟؟
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا..فكيف سينساها علام الغيوب؟
(عن اليمين وعن الشمال قعيد)سجلا كل كلمة..كل هفوة..كل زلة..كل (تفاصيل)العمر لحظةً لحظة..

ثم أين ما ضحيتُ من أجله؟؟ أين هو؟؟

ســـراب..هو سراب لامحالة..

متشعبة هي الطرق التي سلكتها..فهل من دليل
لعلن ألتقط بعضا من (الدقائق) أو أشتري (لحظة) حياة حقيقية
لكنها كانت موجودة..وكنت
أستثقل مرورها..
كانت أمامي وكنت لا أراها..
كان كل شيء بيدي..واليوم أحثوه ترابا على وجهي!!
كيف حصل هذا؟؟



بعض الفقرات مقتبسة( ابو امجد)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أبو أمجد الزرعي
أخر مواضيعي