رد : قصتي قصة
ولم يحدث أي تقدم....اللوحة الاليكترونية تشير الى الرقم 358 ولم يتبقى على صلاة الظهر الشيء الكثير....حينها داهمنا احد العساكر المسئول عن الامن وطرد جميع الموظفين (تقول احوال ابوه ) وقال لنا بالحرف الواحد : ( الحق الصلاة ان افداك.....اغد رجال وخلك في الصف الاول)
نظرت اليه وقلت كلا ....اريد انجاز معاملتي والصلاة لم يحن وقتها بعد وانا هنا من الصباح الباكر.....
نظر الي العسكري وهو يصيح في : ( اقولك اطلع لا احذفك من الطاقة).....فأحببت ان ادعابه فقلت له مازحا: ( الطاقة الكهربائية ام الميكانيكية) فما كان منه الا ان ركلني على مؤخرتي وتدربيت انا واوراقي وشماغي من الدرج....قلت في نفسي خلسة....(هذه نهاية من يمازح العسكر)
لملمت اوراقي ودموعي تنهمر والمراجعين اكتفوا بالنظر الي وتصويري بالجوال ...ذهبت الى المسجد فوجدته مغلقا ....ظننت بأن البلدية اغلقته لمخالفته شروط البناء.....ولكني تفاجأت بأحد الاشخاص يقول ( ياعيال شوفو اللي طاح من على الدرج).....
فما كان مني الا ان تواريت عن الانظار خجلا منهم....رأيت مؤذن المسجد فسألته مالذي يحصل في المسجد فقال لي : ( باقي 15 دقيقة عن صلاة)
توضئت ودعوت الله ان يفرج همي .......دخلت المسجد ....وبعد ان انهيت الصلاة ترجلت الى ادارة الاحوال مرة اخرى......رأيت العسكري الذي ركلني وتمنيت ان التقي به منفردا خارج الدوام لكي انتقم من الركلة الآثمة التي ركلني بها....
انتظرت بعد الصلاة الى الساعة 1:30 فأيقنت بأن الله لم يكتب لي اصدار كرت العائلة في هذا اليوم....
عدت الى المنزل....وكان ابي وامي ينتظروني على احر من الجمر .....حينما رأتني امي احتضنتي .....لم يرا ابي أي اوراق جديدة في يدي فعلم اني لم استخرج كرت عايلة...تنهدت تنهيدة عميقة ثم احضرت لي امي الغداء.....وبعد ان انهيت
التنهيدة والغداء استلقيت على فراشي ....وتخيلت مستقبلي مع شريكة عمري ...ثم دخل علي اخي الذي يصغرني وقطع حبل افكاري الى نصفين متساويين ...فما كان مني الا ان مغطته بالنصف الاول من الحبل.....
قيلت في الظهر ....وشبكت معها نومت المساء....واستقيظت في الصباح الباكر لأكمل ما بدأته في اليوم السابق.....
وبعد ان صليت الفجر ....دخلت احدى الغرف لأصلى ركعتين قبل ذهابي الى ادارة الاحوال المدنية..... دخل أخي الذي يكبرني بأقل من سنتين الى الغرفة ووجدني اصلي....فعاد ادراجه للصالة....وبعد ان انهيت الصلاة سمعته يقول لأمي (شوفي السربوت .....يسربت لأنصاص الليالي ولا يصلي الفجر الا بعد طلوع الشمس)
تجاهلت كلام اخي وذهبت الى ادارة الاحوال المدنية .....ونفس الروتين.....سحبت رقم جديد...وكان صدمة ولكنها اخف من سابقتها في اليوم الذي سبق....كان رقمي 302....واللوحة الاليكترونية تشير الى 68....
توقعت انني في مطاعم البيك.....وان الازدحام الحاصل امس سيتلاشي....
وبعد مضي عشر دقايق ينهي الموظف معاملة....واستمر الحال بنا على هذا المنوال الى ان دخل احد المسئولين في ادراة الاحوال الى الدور العلوي....وكانت عيناي متسمرة في اللوحة الاليكترونية ....سبحان الله ......تحول الرقم من 71 الى 188....
يالله مالذي يحصل امامي ....شي لايكاد يصدقه العاقل.....لماذا توزع ادارة الاحوال المدنية ارقام وهمية على المراجعين....ولماذا لا يلتزم احد بالنظام...سواء من الموظفين او المراجعين......لماذا المواطن يأتي في (ذيل ) اولويات موظفين الدولة؟؟؟؟؟.....مجر
كنت اتسائل .....كم سأحتاج الى يد او رأس او أنف لكي اقبلها....مقابل انهاء معاملتي....؟؟؟؟؟؟
وكم قصيدة مدح احتاجها لإنهاء معاملتي......وكم ذبحية....وكم ابتسامة كاذبة.....
ما ذنبي اذا كنت لا اجيد قصائد المدح؟؟ ماذنبي اذا كنت فقيراً ولم اجد قيمة ذبيحة؟؟؟ ماذنبي اذا كنت مريضا او كانت اخلاقي قافلة ولا استطيع ان ابتسم؟؟؟؟
اين اصحاب الارقام الوهمية التي كانت تشير اليها اللوحة الاليكترونية؟؟؟؟
بعد برهة قصيرة حان وقت ذهابي للموظف..ذهبت له....وكان يشرب عصير راني (حبيبات) ابو ريالين (اللي علبته زرقاء) ومعه عدد ثلاث اكياس صغيرة شابورة...نظر الي ولم يجاملني حتى ويقول لي تفضل....لأنني لا اعرف واسطة....ولا اعرف احداً يشفع لي في حال تعثرت معاملتي...اعطيته اوراقي وانا بين رجاء في ان ينهي معاملتي ومعاناتي.....وبين خوف من ان يجد أي اوراق ناقصة.....
نظر الي وملامح وجهه توحي بهذه الاغنية:
ياحليله ياحليله.....منتظر مني اجي له.....يكفي واياه اتكلم هذي من عندي جميلة....
فرددت على مسامعه:
ناويلك على نيه...بس انت اصبر شويه ....اذا ما اعلقك من اذنك...ما اصير ولد ابويه.....
فقال لي: ياخوك لازم تجيب كرت العايلة حق ابوها......
فقلت له:
غرامك مزيف ضمريك عدم...هويتك عشقتك كرهتك نعم.... كرهتك لأنك مجرد قناع....وكم مسرحية بطلها الوطن...سنين وليالي حياتي فداك...اعبي بدمعي استمارة طلب ....وانت بتمحي بجرة قلم....
فنظر الي وقال لي : يا بن الحلال....علامك فاغر....؟؟؟؟
قلت له:عفوا...... لم يبلغني موظف الاستقبال بضرورة احضار كرت العائلة الخاص بها....واني استبيحك عذرا....وكلي امل في ان تنهي لي اوراقي وتطلق سراحي....
كان يقف خلفه المسئول عنه وحينما سمع مادار بيني وبين الموظف المسئول عن مصيبتي قال له: خله ينقلع والله ماوراه الا الدجه.....
فأومأ لي الموظف بأن فارقنا الان وتعال غدا لكي تستلم كرتك.....
قلت له حسنا ايها الرجل....لقد خدمتني خدمة لن انساها ما حييت.....وسأظل مدينا لك ماحييت......وإذا بي افاجأ بأحد رجل الامن يسحبني من قفاي....وكأني قلاب متعطل في نص الخط....ولم تجدي صيحات استغاثتي نفعا في ظل سيطرة رجل الامن على قفاي....فما كان مني الا ان سلمت امري له ....حينها ذلفني مع الدرج ...وتخرفعت من جديد ولكن بدون أي اوراق....فقط انا وشماغي.....واحمد الله انه لم يراني احد....
استجمعت قواي بعد هذه الطيحة الاليمة.....ولملمت شماغي وطاقيتي وعقالي الذي كان لهم الفضل الاكبر في ابرازي على هيئة مواطن....خصوصا وان شعري كثيف وطويل....والذي يراني يظن بأني اعيش في ادغال افريقيا او غابات الامازون.....
ذهبت الى موقف سيارتي ووجدت احدى السيارات ملبقة خلفها....حاولت ان اتدارك الوضع ولكن غياب مالك السيارة حال بيني وبين حل المشكلة...فوجدت حلا يرضي جميع الاطراف....قررت ان اطمر احد الارصفة التي بالقرب مني....ولكن ما إن رأيت احدى الدوريات التي كانت متمركزة بالقرب مني...حتى تراجعت في قراري...وقررت ان اكون حضاريا ومتقدما تكنولوجيا...فقررت ان لا اطمر الرصيف.....
بعد ان من الله علي وحضر صاحب السيارة .....فك عني الحصار....وذهبت الى منزلي....وكنت في شك مما قاله لي الموظف المسئول عن مصيبتي من مجيئي له غدا......
عدت الى منزلي بين مصدق ومكذب لما رأته عيني....
ولم يسعني الا التصديق بالواقع......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|