لايضـر الإنحـراف .. عن جهـة القبلـة في مساجدنـا .
رداً لمأ كُتب في موضوع مساجدنا ليست بإتجاه القبلة للأخ/ سعيد حفظه الله ,
أحببت أن يكون الرد في موضوع خاص , لإن أكثر المتصفحين يفتح الموضوع لمرة وآحدة ويضع مشاركته إن وٌجد له مشاركة ولايعود للمناقشه وإثارة الحديث .
وأحببت أن يكون الموضوع جذاباً حتى يتصفحة الإخوة وقصدي في الموضوع أن الإنحراف اليسير عن جة القبلة لايضر .
يا إخوة الإنحراف البسيط عن إتجاه القبلة لايضر , وقد تكلم العلماء في المسألة ووفوا فيها ..
المسافة التي بين زهران ومــكة المكرمة طويلة جداً تصل إلى 300 كيلوا متر تقريباً ولايمكن أن نصل إلى عين الكعبه بالضبط كما تحدده علينا الإتجاهات الدقيقة من قوقل , فالأمر فيه سعة في ديننا الحنيف ولله الحمد , فالواجب المعروف على من كان بعيدا عن الكعبة أن يتجه إلى جهتها ، ولا يشترط في حقه أن يكون اتجاهه إلى عين الكعبة ، لما رواه الترمذي ( 342 ) وابن ماجة ( 1011 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ ) [ صححه الألباني في الإرواء ] .
قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام [ 1/260 ] : ( والحديث دليل على أن الواجب استقبال الجهة ، لا العين في حق من تعذرت عليه العين ) , وقبل وجود قوقل يتعذر قديماً الإتجاه إلى عين الكعبة .
ومن الأدلة على ذلك أيضا ، ما رواه البخاري ( 144 ) ومسلم ( 264 ) من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا أَتَيْتُمْ الْغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَوْلٍ وَلا غَائِطٍ ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله في شرح العمدة : ( هذا بيان لأن ما سوى التشريق والتغريب استقبال للقبلة أو استدبار لها ، و هذا خطاب لأهل المدينة ومن كان على سمتهم ... لأن ذلك اجماع الصحابة رضي الله عنهم ؛ قال عمر : ما بين المشرق والمغرب قبلة كله إلا عند البيت ...وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال : كيف يخطئ الرجل الصلاة وما بين المشرق والمغرب قبلة ، ما لم يتحر المشرق عمدا ) وهده المقوله تدل على أن الأمر ولله الحمد فيه سعة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( وبهذا نعرف أن الأمر واسع ، فلو رأينا شخصا يصلي منحرفا يسيرا عن مسامتة [ أي : محاذاة ] القبلة ، فإن ذلك لا يضر ، لأنه متجه إلى الجهة ، وهذا فرضه ) [ الشرح الممتع 2/273 ] .
وأما إن كان الانحراف عن جهة الكعبة كثيرا ؛ بحيث تكون الصلاة إلى غير الجهة التي فيها القبلة ، إما شرقا ، والقبلة غرب أو شمال مثلا ، والقبلة التي التي نحن عليها في مسجد الدار أعتقد أن إتجاهها إن أخطأ عين الكعبة فإتجاهها لايخطأ إتجاه مــــكة المكرمة .
وما دام أن الإنسان قد بنى عمله على قول من يعلم اهتمامهم بأمر الصلاة ، وتعظيمهم لقدرها ، وكان في ظنه أنهم أدرى منه باتجاه القبلة ، فلا شيء عليه ، وصلاته التي صلاها صحيحة ، حتى ولو كان مخطئا في اتجاهه الذي صلى إليه ؛ لأن الإنسان إذا اجتهد وتحرى ، فقد فعل ما يجب عليه ، لقول الله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن /16 .
ولكم كل الشكر والله تعالى أعلى وأعلم .....
|