[القرناس]

بسم الله الرحمن الرحيم


قد يحلم الأنسان بالمستحيل وقد يجد من تتبعه السراب العناء والتعب وقد يسهر الليل فينام في النهار فيصحى وقد حل عليه اللليل وعادت الطيور لأعشاشها خماص والأبل لأطعانها تنتظر من يستدر لبنها

والمزارع اعدت له قهوة المساء المهيلة ليجد ابنائه ينتظرون ثمار حصاده

والتاجر قد عاد بسجل إحصائيات ارباحه

وذوي العقار بزيادة وثائق اراضيه

والطالب حل واجباته


اماذلك الحالم فمازال يتخبط في احلامه فتزداد خسائره

ومتتبع السراب خارت عزائمه فأنهك وزاد تعبه فنالت اشعة الشمس الحارقه من جسده فزاد عطشه وتلون كاحله فبان عليه التعب والعناء فحلت عليه الغاربه فنالت منه مانالته القايله وتلحف ببرد الليل وشاهت ابصاره في ظلمات لايسمع الى صفير الريح وخشخشة الأوراق المتساقطة

فيزداد خوفه ووحشته فيوهم نفسه انه شجاع

عندما يعلم ان بتلك الأرض اللتي يسكنها عداوين يطمحون الى بناء الشامخات في قفار الصحاري

فيوهمهم انه الشجاع القائد فيحاول ان يستجلبهم الى ذلك المكان فيهبون اليه فيقيمون معه برهة من الوقت

فيذهبو بعد مجالسته ليستريحوا فيعودوا اليه ثانيه فلم يجدوا سوى اطلاله ولم يكن كما ارادوا في توقعاتهم له بعد ان جلبوا معهم سادتهم واثريائهم ليعمروا الصحراء فيقولو متأملين في وجوه بعضهم البعض

اين صاحبنا اللذي وعدنا ردوا في استحياء من بعضهم البعض نعم ماذا تقول من تسأل عنه قال لا سيعود وقد يكون استدل على مكان الماء ليحضره معه ليروي العطشان قال احدهم عسى

رد بجرءة لا لا انني اسأل التاريخ ليدلني على جغرافية ارض خصبة لكي اقيم فيها وابني منازل وانشيء مزارع واملك مواطن لكي يذكرني من يخلفني بخير ولا يصب الويلات والدعاء علي فيزعجني في قبري


فسكت الجميع وغادروا المكان في حيرة من امرهم فعادوا الى اطلالهم فرحب بهم من كان قبلهم لأدراكهم ان الأرض زائله والحياة تجارب والزيف مؤقت



رد آخر وهو مدبر العالم الله العالم الله


فتفرق الجمع في انتظار



تقبلو تحيات القرناس