عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-05-2008, 10:34 AM
الصورة الرمزية أديب
أديب أديب غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






أديب is on a distinguished road
افتراضي يَتيم ٌ رغْمَ أنفهِ ... حتى في وجودِ والديهْ .. !!!


السلام عليكم ..

هذه سطور ٌ من صفحات معاناة " و ح ي د " ..

أبصَرَت عينا " وحيد " النور على جحيم مشاكل أسرته .. ناهيك عن الوضع المعيشي الشظِف ..
الذي كانت تئِن وترزح تحت وطأته أسرته المكونة من عشرة أشخاص ..

كان " وحيد " طفلاً فطناً .. ذكياً .. يمتلك مقومات الأشداء من الرجال منذ نعومة أظفاره ..
كان يُطلق العنان لطموحاته وأحلامه ..
لقد كان يكتلك من العزيمة والإصرار ما يُضاهي أكبر الجبال هامة ً وشموخاً .. !!!

و لأنه كان فطناً .. فلقد تشرّب - بكل أسف - هذا المشاكل التي كانت تعصف بأسرته بشكل ٍ ( يومي ) .. !!!
بل .. ربما نال من هذه الاضطرابات أكثر مما ناله من ( حليب أمه ) و ( وعطف أبيه ) ..

كانت أسرة وحيد أشبه بسفينة ٍ صغيرة ٍ وسط بحر ٍ متلاطم الأمواج .. بلا رُبّان ..
[align=center][/align]تعصف بها أزمات الحياة من سوء التفاهم العظيم الذي كان بين ( الأب ) و ( الأم ) .. !!!
وبقيت هذه السفينة لعبة ً في يد أمواج الزمن ، عاجزة ً عن إيجاد منظّم ٍ يمسك بدفة قيادتها ..
متلهفةً للحصول على بوصلة التفاهم التي تحدد لها اتجاه البر الآمن الدافي .. !!!
وبقي " وحيد " يُراقب عن كثب ٍ هذه السفينة .. ويُحاول أن يسير بها " هو " إلى بر الأمان ..
[align=center][/align]وعايش " وحيد " مع أسرته كل فصول هذه الرحلة التعيسة ..
وربما طبعت التجارب المريرة في شخصيته شيئاً من ( القلق ) و ( التوتر ) ..

* عند يلوغ " وحيد " السادسة من العمر .. كان فرحاً جداً بانضمامه للمدرسة الإبتدائية بقريته ..

إلا أن ندبات الزمن لا يزال لها أثراُ في جبين شخصيته التي بدأت تتشكل رويداً رويداً ..
فلقد كان - علاوة على الجحيم الأسري - يعمل مع والديه في المزرعة .. ويرعى الأغنام .. !!!
بالإضافة للدراسة ، والتي مع مورو الوقت .. ترسخ في ذهنه أنها أمر ٌ ثانوي .. !!!

الأمر محزن ٌ جداً ويبعث على القلق .. " وحيد " طفل ٌ ذكي .. جري ْ ..
أنهى عامه الدراسي الأول ( بامتياز ) ..
استفاق الأب ( مؤقتاً ) .. وأبدى إعجابه بما حققه " وحيد " من نتائج مذهاة ( برغم الظروف الشاقة ) .. !!!
قال والده له : مبروك يا " وحيد " .. ماالجائزة التي تريدها لقاء هذا التفوق ..؟؟
" وحيد " : أشكرك يا أبي .. هل أنا أحلم .. !!
حسناً يا أبي : أُريد ُ < درّاجــــة هــــوائية > .. مثل التي مع إبن جيراننا .. !!
والد " وحيد " : لا .. لن أشتري لك مثل هذه الدرّاجـة .. !!!!!
أنصت " وحيد " .. ولم يتفوّه بحرف ٍ واحد .. !!! بل ولم يعد يريد شيئاً آخر ( حتى أتفه من الدراجة ) .. !!!
ليست المرة الأولى التي يُحرم منها " وحيد " مما يُداعب خياله و أفكاره ..
من ألعاب ٍ كانت ستُنسيه ربما جزءاً من همومه وأحزانه ..

[align=center] [/align]وهكذا حُمّل طفلنا الصغير فوق طاقته ..
كبتت مواهبه .. وتجرع مرارة الألم النفسي بالحرمان من هدوء الأسرة .. ومن تلبية رغباته المتواضعة .. !!!

إنها لحظة ً من لحظات الحرمان التي كان يعيشها " وحيد " ... ولم تكن ِ الأخيرة .. !!!



*** صــــرخـة لا شـــعورية .. من " وحـــ أعماق ـــيد " ***

- أبي .. أمي :
أنا طفل ٌ صغير .. أنا كنزكما الثمين .. أنا من لو لم آت ِ لحزنتما ..
ها قد أتيت .. فأحزنتماني ..
أنا هنا .. أنا موجود .. أريد يوماً غير يومي هذا ..
أريد ُ أن أحيا حياة السعداء ..
ليتكما لم تنجباني .. !!!

حملتماني مشاق ّ وأعباء الحياة .. وأنا في سن اللعب والمرح .. !!!
جسدي الصغير لا يتحمل أعمال الرجال الكبار .. !!!
إنكما لم تتركا لي فرصة ً لألعب وألهو كبيقة أقراني ..
لم لم تتركا لي فرصة لأستذكر دروسي .. لأحافظ على تفوقي .. !!!

لماذا يا أبي ..؟؟ !!!
لماذا يا أمي ..؟؟ !!!

لدي ّ أحلاماً عظيمة ً .. سأترجمها إلى واقع ٍ ملموس ..
هذه الأحلام لن تكون سراباً ..
ساُثبت لكما ذلك .. سأُعيّشكما في قصر أحلامي المتحققة ..
فقط إمنحاني فرصة ..
فلديّ عزيمة وإصرار العظماء .. وصبر الأقوياء .. وطموح النبلاء .. !!!

أمي .. أبي .. أشعر بحرمان ٍ كبيرعندما أطلب منكما شيئاً ( ليس بالصعب ) فلا تلبياه لي ..
بل إنكما لم تلبيا لي أي شيء ... !!!!!
لماذا .. ؟؟!!! هل لأنكما عشتما الحرمان قبلي ؟؟ !
ذلكما زمان ٌ ولّى وانتهى .. وعليكما ألا تكررا تجربتكما المريرة في الحياة معي ..
أنا طفلكما ( غير المدلل ) .. أنا طفلكما المميز ..
إفهماني .. وتفهما حاجاتي .. فتلبيتها ليست مستحيلة .. !!!


* أبي و أمي ...
مع ذلك ..

لكما مني قبلة ً في الجبين ... !!!
[align=center][/align]

إنتهت كتابة صرخات " وحيد " .. وربما لم تنتهي صرخاته بعد .. !!!

عاش " وحيد " محروماً من كثير ٍ من متطلبات الحياة الأساسية .. وليس الألعاب فقط .. !!!

اليوم " وحيد " .. في العشرينات من عمره .. وهو يملك أسرة ولديه
( ولد ) [align=center][/align]
و ( بنت ) ..[align=center] [/align]
بالتأكيد .. لم يجعل " وحيد " التجربة القاسية التي عاشها .. لم يجعلما تمر على إبنيه ..
ليس لأن وضعه المادي جيداً فحسب .. بل لأنه لا يريد أن يقوم بدور الأب ( اللا مبالي ) ..
فيما يعيش أبناءه الحرمان الذي ذاق مرارته .. !!!
إنه يقوم بتربية أبنائه بشكل ٍ رائع .. !!!



بوركت يا " وحيد " من شاب ٍ أصيل


= هذه القصة واقعية و حقيقية .. وقد حدثت لأحد أقاربي ..
كل ما فيها صحيح ..
ما عدا إسم " وحيد " .. فهو مستعار .


،،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



قوانين منتدى زهران
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس