بسم الله الرحمن الرحيم
التعصب الرياضي .. ( قصة واقعية ) .. !!
كنت أسمع أن شخصاً طلق زوجته لأنـها تشجع فريقاً غير الذي يشجعه زوجها فما كنت أصدق .. !! وكنت أسمع أن رجلاً ترك أباه في المستشفى وحيداً في غرفة العناية المركزة لكي يشاهد مباراة لفريقه فما كنت أصدق .. !! وقد قرأت أن رجلاً أتصل به المستشفى يخبره بوفاة والده لكي يحضر قال لـهم : سوف أحضر بعد المباراة فما كنت أصدق .. !! وقرأت أيضاً أن شاباً أحرق بيت والده لأنه يستهزأ بفريقه الذي يشجعه فما كنت أصدق .. !!
هذا ما قرأت وشاهدت وسمعت .. ولكني حقيقةً لم أكن أصدق أبداً أن يكون للتعصب الرياضي أموراً يندى لـها الجبين ومواقف مزرية تحدث عند المباريات .. !! حتى صدقت ذلك بنفسي بوجود رجل أعرفه حق المعرفة وصديق في الإدارة التي أعمل بـها ليس فقط متعصباً رياضياً بل تعدى ذلك بكثير .. !!
فاسمعوا رعاكم الله إلى هذه ( القصة ) الواقعية التي عايشت أحداثها أنا شخصياً مع متعصب رياضي وأشهد الله على صدقها وصحتها .. !!
هذا رجل يقرب عمره من الخمسين عاماً .. لم يتزوج إلى الآن .. !! حياته كلها ( كورة في كورة ) لا يعرف من الدنيا غيرها .. ففي عمله دائماً يفكر في الكورة .. !! وفي بيته مشغول بالكورة .. !! وفي الشارع يعيش على الكورة .. !! هذا رجل همة وعشقة وحياته وروحه ( الكورة ) .. !!
يعشق ( الأصفر والأسود ) يموت في شيء أسمه ( الإتحاد ) ينام على ذكراه .. ويصحو على ذكراه .. دمه وشريانه ( إتحاد ) .. قلبه وإحساسه ( إتحاد ) .. أمله ومستقبله ( إتحاد ) .. !!
لا يتمنى شيء غير ( الإتحاد ) .. ولا ينتظر غير ( الإتحاد ) .. ولا يضحك ولا يبكي إلا ( للإتحاد ) .. !! فهو مجنون إتحادي بدرجة الإمتياز مع مرتبة ( الشرف ) الأولى ... !!!
إذا هُزم الإتحاد .. يغيب عن العمل ثلاثة أيام ( بلياليها ) .. !! فلا تعرف له مكاناً وينعزل عن الناس نتصل به لكن لا مجيب .. !! وبعد ذلك يأتي إلى العمل وكأن هموم الدنيا على أكتافه .. وكأنه فقد عزيزاً عليه .. !! وإذا تكلمنا عن المباراة يرتفع ( ضغطه ) و ( سكره ) ونحمله إلى المستشفى كأننا نحمل ميتاً .. !! ( نسأل الله السلامة ) ..
أما إذا فاز الإتحاد .. فلا تسأل عن الإبتسامة .. والنصر المؤزر .. والفرح الذي يكاد يشق ( شدقيه ) وكأن فلسطين قد حررت .. والعراق قد استعاد أمجاده .. !!!
ويذهب إلى مقر النادي ويسهر إلى الصباح ويستقبل اللاعبين وبعدها يحس أنه أنجز أعظم إنجاز .. !!
هذا الرجل لا يأخذ ( إجازة ) إلا من أجل الإتحاد .. فمع كل مباراة وخوصاً مع الأهلي يقدم إجازة لليوم الثاني من المباراة .. إما يسهر إلى الصباح فرحاً بالفوز .. أو في المستشفى بين المرضى .. !!!
سأله أحد الزملاء وقال له : لو خيرت بأن يهزم الإتحاد أو تموت ..؟ فقال له : والله أموت أفضل وأحسن لي .. !!!!
أدخل أبوه المستشفى في العناية المركزة .. وكان في ذلك اليوم مباراة بين ( الإتحاد و الأهلي ) يقول هذا الرجل : ما أدري أيش أعمل وأيش أسوي ..؟ وفي النهاية ترك أبوه في المستشفى وذهب ( يتفرج ) في المباراة وبعد انتهاء المباراة عاد للمستشفى .. !!!
هذا الرجل مؤمن بالخرافات والخزعبلات .. !! فما أن يسمع عن مشعوذ يعتقد أنه يقلب النتيجة إلا صدقه وآمن به .. !!! فإذا قلت له : أن مشعوذاً قال أن الإتحاد سوف يهزم صدق ذلك وأصبح مريضاً حتى وقت المباراة .. !!
هذا بعض من حياته وتعصبه .. وعلى فكرة وأنا أكتب هذا الموضوع هذا الرجل متغيب عن العمل إلى الآن الساعة [ 8،30 ] صباحاً يوم السبت الموافق 11/4/1428هـ بسبب هزيمة الإتحاد من الأهلي .. !!!
أسأل الله له الـهداية والصلاح والرشاد ..
محبكم
إحساس