فُصُوْلُ السّنة .. 4.. وَمَجْلِسُنا هُوَ الْخَامِس
[align=center]تَحْلِيْقٌ مُسْتَمِر, نَشْوَةُ فرَحِ عارِمة , هَكَذَاْ رَفْرَفْتُ بِكَلِماتِيْ فيْ
سَماء مَجْلِس بنِيْ عَدْوان ..
فُصُوْلٌ أرْبَعةٌ , صَيْفٌ وَخريْف َشِتاءٌ وَربيْع .
طَوَالَ لَيالٍ ماضيَة , نَبّأتُ بَنَاتُ أفْكَاريْ بِأنّنِيْ سَوْف أختلِيْ بِهاْ
فِيْ ظَلاْمٍ داْمِس , لِكَيْ لا أحَدَ يَرانَا فيَفْضَحُ أمْرَنا , هَكَذاْ ظَنَنْت .
دَنى الّيْلُ وأنَا أرْتَقِب تِلْك اللّحْظة , ذَهَبْتُ لِعُلُوْ تِلك الْقِمّة ,
أحْبَبْتُ أنْ أَرَى مَجْلِسُنا الْحَبيْب , وَاٍذَا بيْ أرى أعْضاءه يَتَبادَلُوْن
الّرُدُوْد الْجَمِيْلة وَزُوّارَه يتَنَقّلُون مِنْ موْضوعٍ لآخَرْ , عِنْدَها أيْقَنْتُ
بِأنّيْ أمِنْتُ الْخُلْوة دُوْن خَوْف وَدُوْن أن يَفْضحُ أحَدٌ أمْرنا .
سَكَنَ اللّيْلُ وَأطْفِئت أنْوار الْمَجْلِس وَلَمْ يَبْقَى سِوى الْحَرس
هُنَاك مِنْ خَلْف أعْمِدة الْمَجْلِس تَنَكّرْةُ وأخْفيْتُ روْحيْ بيْن جُلّ
موَاضيْعه حتّى وَصَلْتُ لِبنات أفْكاري .
أيْنَ تَتَوَقّعُون عَثَرْتُ عليْها ؟ لَقَدْ عَثَرْتُ عليْها بيْن تِلْك الْمَواضيْع
الْمُثَبَّتة فيْ أعْلى الْمَجْلِس . وَلَكنِّيْ وَجَدَتُها فيْ حالةٍ يُرثى لَهَا .
ٍ
الَيْكُم ماذَا حَلّ بِها ؟ عِنْدَما أخَذْتُ أحْتَضِنُها بَدَأت تَبْكيْ وأخَذَت
تتَكَلّم وَ تَقُوْل : لاْيُهِمُّكُ ماْتَراهُ فيْنِيْ فَدُمُوْعيْ هَذِه ليْست مِنْ بابِ
الْحُزْن وَ اٍنَّمَا هِيَ دُمُوْعُ فَرَحٍ عارِمةٌ , وَاِلَيْك الأسْباب /
أرِيْدُ أنْ أُخْبِرُكَ بِأنّ مَجْلِسَكُم أصْبَح فَصْلاً خَامِساً مِن فُضُول السنَة
فَفِيْ تِلْك الْفُصُوْل الأرْبَعةُ الّتِيْ عَرَفْناهَا لاْحَضْنا أنّ كُلّ فصلٍ يمْتازُ
بِمِيْزةِ جَمَالٍ تَخُصُّه وَتَقْتَرِنُ فيْ مَجْلِسَكُم. فَفِيْ فَصْلُ الْصيْف تَرى
أعْداد الْبَشَر تتَزَايَد فيْ كُلِّ مَكان للِتَّجَوُّل فيْ أمَاكِن مَقْصُوْدة ,
وَمَجْلِسَكُم أصْبَح مَحَطُّ أنظَار الجَمِيْع مِنْ أعْضاء وَزُوّار وَقَاصِدِيْن ,
بَلْ أصْبَح مَهْبَطاً لِمَن يَبْحَثُ عَنْ الْجُمْلَةُ الْصّحِيْحة وَثَقَافةُ الْكَلام
الْبَلِيْغ
وَجُلَّ ماْذُكِر أعْلاه ليْس اٍلا كَلِماتٌ مُتَرابِطة وَضّحَت الْتَشَابُه بيْن
فَصْلُ الْصيْف ونَاسه الْكُثُر وَبيْنَ مَجْلِسَكُم وَأعْضاءه وَزُوّاره
وَقاصِدِيْه الْكُثُر .
أمّا فَصْل الْخَريْف فَنَبّأتْنِيْ بَنَاتُ أفْكَاري بِأنّ الْشَبَه الْمَوْجُوْد بيْنَه
وبيْن الْمَجْلِس أنّ فَصْل الْخَريف تتَسَاقَطُ فيْه أوْراق الشّجَر وَهَنا
تتَساقَط مَواضيْعٌ جَمّة . تَسَاقَطَت أوْراق الْخَريْف فَلَم تُحْدِث
سِوى أنْ أمَرتْ لِمَن عَبَر بِجانِبَها أن يَقِفَ اٍحْتِراماً لِتَسَاقُطِها الّذيْ
وَلّد جُنُوْنٌ فيْ حُليْ جَمالِها [ تِلكَ هِيَ موَاضيْع الْمَجْلِس ]
وَلَك حَبيْبي العَدْوانيْ أن تَتَخَيّلُ ماْ شٍئت مِنْ كُلُّ ما هُوَ جَميْلٌ
فَحَتْماً عِنْدَها سَتَرى أنّ مَجْلِسُنا [ يَعْشَقُ كُلُّ ماْ هُوَ جَمِيْل ]
وَاٍلَيْكَ فَصْلُ الْشِّتاء .. ذَلِك الْفَصْلُ الْبارِدُ فيْ أجْوائِه , وَالّذيْ يُدْخِلُ
فيْنيْ تَخَيُّلاتِنا تِلْك الأجْواء الأوُرُوْبيّة الْخلاّبة كالضّبابِ وَهَتّان المَطَر
مَجْلِسُنا هُوَ كَذَلِكْ وَلَك أنْ تتَخَيّل أن مَجْلِسُنا جَمَعَ حرَارةُ
الصّيْف وبَرْدُ الشِّتَاء الْقارِص .
فَصْلُ الْرّبِيْع . فَصْلُ الْحُب وَاٍلْتِقاء الْعَاشِقِين وَ الْمُعْجَبِيِن , فَصْلُ
الوُروْدُ الْمُلَوّنة وَالْفَراشَاتُ الْمُحَلِّقَةُ مِنْ علَىْ مُحِيْط الأزْهار
وفَصْلُ الْطُّيُوْر الْمُهاجِرة , فصْلُ اٍلْتِقاء الْغُرباء بِأوْطانَهُم وَذَوِيْهِم
هَكَذاْ هُوَ مَجْلِسُنا .
فَأدَامَكَ الله مَجْلِساً عاْمِراً , وَ أدَامَ أعْضاءك الأوْفيَاء الْكُرَماء
هِيَ رِسالْةٌ قُرِأت فيْ خَوَاطِري الْغَيْرُ مَكْتُوْبة .. حانَ ليْ أنْ أكْتُبَها
ففِيْ ذاتَ مرّة أحْسسْتُ بِأنّها وَاجِبَةٌ لِتُكْتَب فَتُقْرأ ... اٍليْكُم نَصُّها/
[ شُكْراً لِلّه أوّلاً وَأخِيْراً . ثُمَّ شُكْراً لِكُلِّ الْقائمِيْن على اٍدَارة هَذا
الْمُنْتَدى الْمِعْطَاء . وَلا أنْسى أن أشْكُر مُشْرِفَيْنا الْعَزِيْزَيْن .
وَالشُّكْرُ مَوْصُوْلٌ لِكُلِّ أعْضاء هَذا الْمَجْلِس وَدُمْتُم فيْ رِعايَة الله ][/align]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|