[عبدالخالق الزهراني]

[frame="13 80"]فعلَ الزّمانُ بخافقي الأفعالا
جلّ الذي أشقى بهِ وتعالى

فأنا بهِ سارٍ وغايةُ مقصدي
فجرٌ يُزيلُ بنورِهِ الأهوالا

ليلي تمطّى والظلامُ يحيطني
والنجمُ أمسى كاذباً مُحتالا

تاهَ الدليلُ ورحلتي مجهولةٌ
وغدا رفيقي للهوى طبّالا

زادي يمنُّ بهِ المساءُ وما أرى
زادي سيكفي والسُّرى قد طالا

فلمنْ سأشكو والأنامُ جميعُهُمْ
مثلي سُراةٌ عائلاً ومُعالا

أشدو بشعرٍ وحيُهُ من عالمٍ
أعيا رِجالاً حسنُهُ ورِجالا

فبهِ نثرتُ كنانتي فوجدتُها
مُلئتْ سِهاماً قوِّمتْ ونِبالا

سابقتُ فرسانَ البيانِ ولم أزلْ
في السبقِ أولَهُمْ رؤىً وخيالا

أينَ الذي ملأَ الحياةَ بشعرهِ
أسقيهِ من كأسِ القصيدِ زُلالا

واللهِ لا أخشى نضوبَ قريحتي
لكنّ مِنْ غرٍّ أخافُ سؤالا

ماذا تُريدُ من الحروفِ ونظمِها
ونراكَ تنثرُ بيننا الأموالا

ونراكَ تسبحُ في النعيمِ مرفّهاً
بالشِّعرِ تزهو فارِساً مُختالا

ناجيتُ طيفَ العقلِ فيهِ ولمْ أجِدْ
شيئاً أبادِلُهُ بهِ الإجلالا

فعزمتُ للهِ الرحيلَ ولمْ أزلْ
للهِ من جورِ الهوى رحالا[/frame]