عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2006, 09:35 PM   #5
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ=مَرَرْنَ أمَامَ الرَّكْبِ والرَّكْبُ رَائِحُ
فَسَبَّحَ مَنْ لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ=وأيقنَ قلبي أنّهنَّ نواجحُ
فأوَّلُ مَنْ مَرَّتْ بِهِ الطَّيْرُ نِعْمَة ٌ=لَنَا وَمَبِيتٌ عِنْدَ لَهْوَة َ صَالِحُ
سبتكَ بعينيْ جؤذرٍ حفلتهما=رِعاثٌ وَبَرَّاقٌ مِنَ اللَّوْنِ وَاضِحُ
وأَسْوَدَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ مُغْزِلٍ=دَعَاهَا طَلًى أحْوَى بِرَمَّانَ رَاشِحُ
وعذبُ الكرى يشفي الصّدى بعدَ هجعة ٍ=لَهُ مِنْ عُرُوقِ الُمُسْتَظِلَّة ِ مَائِحُ
غذاهُ وحوليُّ الثّرى فوقَ متنهِ=مدبُّ الأتيِّ والأراكُ الدّوائحُ
فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا=سقيُّ خريفٍ شقَّ عنهُ الأباطحُ
إذا ذقتَ فاها قلتَ طعمُ مدامة ٍ=دنا الزّقُّ حتّى مجّها وهوَ جانحُ
وَفِي الْعَاجِ والحِنَّاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا=كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
فكيفَ الصّبى بعدَ المشيبِ وبعدما=تمدّحتَ واستعلى بمدحكَ مادحُ
وقدْ رابني أنَّ الغيورَ يودّني=وَأنَّ نَدَامَايَ الْكُهُولُ الجَحَاجحُ
وصدَّ ذواتُ الضّغنِ عنّي وقدْ رأى=كَلاَمِيَ تَهْوَاهُ النِّسَاءُ الْجَوَامِحُ
وَهِزَّة َ أظْعَانٍ عَلَيْهِنَّ بَهْجَة ٌ=طَلَبْتُ وَرَيْعَانُ الصِّبَى فِيَّ جَامِحُ
بِأسْفَلِ ذي بيضٍ كَأنَّ حُمُولَهَا=نخيلُ القرى والأثأبُ المتناوحُ
فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ عَلاَجِيمَ جِلَّة ٍ= لِحَاجَتِنَا مِنْهَا رَتُوكٌ وَفاسِحُ
يحدّثننا بالمضمراتِ وفوقها=ظِلاَلُ الْخُدُورِ والْمَطِيُّ جَوَانِحُ
يُنَاجِينَنَا بالطَّرْفِ دُونَ حَدِيثِنَا=وَيَقْضِينَ حَاجَاتٍ وَهُنَّ مَوَازِحُ
وخالطنا منهنَّ ريحُ لطيمة ٍ=منَ المسكِ أدّاها إلى الحيِّ رابحُ
صلينَ بها ذاتَ العشاءِ ورشّها=عَلَيْهِنَّ في الْكَتَّانِ رَيْطٌ نَصَائِحُ
فَبِتْنَا عَلَى الأنْمَاطِ والْبِيضُ كالدُّمَى=تضيءُ لنا لبّاتهنَّ المصابحُ
إذا فاطنتنا في الحديثِ تهزهزتْ=إلَيْها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الْجَوانِحُ
وظلَّ الغيورُ آنفًا ببنانهِ=كَمَا عَضَّ بِرْذَوْنٌ عَلَى الْفَأْسِ جَامِحُ
كئيبًا يردُّ اللّهفتينِ لأمّهِ=وَقَدْ مَسَّهُ مِنَّا وَمِنْهُنَّ نَاطِحُ
فلمّا تفرّقنا شجينَ بعبرة ٍ=وَزَوَّدْنَنا نُصْباً وَهُنَّ صَحَائِحُ
فَرَفَّعَ أصْحَابي الْمَطِيَّ وأبَّنُوا=هنيدة َ فاشتاقَ العيونُ اللّوامحُ
فَوَيْلُ کمِّهَا مِنْ خُلَّة ٍ لَوْ تَنَكَّرَتْ=لأعَدائِنَا أوْ صَالَحَتْ مَنْ نُصَالِحُ
وَصَهْبَاءَ مِنْ حَانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا=عَلَيَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ
فساقيتها سمحاً كأنَّ نديمهُ=أخا الدّهرِ إذْ بعضُ المساقينَ فاضحُ
فَقَصَّرَ عَنِّي الْيَوْمَ كَأْسٌ رَوِيَّة ٌ=وَرَخْصُ الشِّوَاءِ والْقِيَانُ الصَّوَادِحُ
إذا نحنُ أنزفنا الخوابيَ علّنا=مَعَ اللَّيْلِ مَلْثُومٌ بِهِ الْقَارُ نَاتِحُ
لدنْ غدوة ً حتّى نروحَ عشيّة ً=نُحَيَّا وأَيْدِيَنَا بِأَيْدٍ نُصَافِحُ
إذا ما برزنا للفضاءِ تقحّمتْ=بأقْدَامِنَا مِنَّا الْمِتَانُ الصَّرَادِحُ
وَدَاوِيَّة ٍ غَبْرَاءَ أكْثَرُ أهْلِهَا=عَزِيفٌ وَهَامٌ آخِرَ اللَّيْلِ ضَابِحُ
أقَرَّ بِهَا جَأْشِي بِأوَّلِ آيَة ٍ=وَمَاضٍ حُسَامٌ غِمْدُهُ مُتَطَايِحُ
يَمَانٍ كَلَوْنِ الْمِلْحِ يُرْعَدُ مَتْنُهُ=إذَا هُزَّ مَطْبُوعٌ عَلَى السَّمِّ جَارِحُ
يزيلُ بناتِ الهامِ عنْ سكناتها=وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهْوَ طَائِحُ
كأنَّ بقايا الأثرِ فوقَ عمودهِ=مدبُّ الدّبا فوقَ النّقا وهوَ سارحُ
وطخياءَ منْ ليلِ التّمامِ مريضة ٍ=أجنَّ العماءُ نجمها فهوَ ماصحُ
تعسّفتها لمّا تلاومَ صحبتي=بِمُشْتَبِهِ الْمَوْمَاة ِ والْمَاءُ نَازِحُ
وعدٍّ خلا فاخضرَّ واصفرَّ ماؤهُ=لِكُدْرِ الْقَطَا وِرْدٌ بِهِ مُتَطَاوِحُ
نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا=عَنِ الأُكْمِ إلاَّ مَا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ
فسافتْ جبًا فيهِ ذنوبٌ هراقهُ=عَلَى قُلُصٍ مِنْ ضَرْبِ أَرْحَبَ نَاشِحُ
تريكٍ ينشُّ الماءُ في حجراتهِ=كما نشَّ جزرٌخضخضتهُ المجادحُ
كَرِيحِ خُزَامَى حَرَّكَتْهَا عَشِيَّة ً=شَمَالٌ وَبَلَّتْهَا الْقِطَارُ النَّوَاضِحُ
فأصبحتِ الصّهبُ العتاقُ وقدْ بدا=لهنَّ المنارُ والجوادُ اللّوائحُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا
ألم تسألْ بعارمة َ الدّيارا=عنِ الحيِّ المفارقِ أينَ سارا
بجانبِ رامة ٍ فوقفتُ يوماً=أُسَائِلُ رَبْعَهُنَّ فَمَا أحَارَا
منازلُ حولها بلدٌ رقاقٌ=تَجُرُّ الرَّامِسَاتُ بِهَا الْغُبَارَا
أقَمْنَ بِهَا رَهِينَة َ كُلِّ نَحْسٍ=فَمَا يَعْدَمْنَ رِيحاً أوْ قِطارَا
ورجّافاً تحنُّ المزنُ فيهِ=تَرَجَّزَ مِنْ تِهَامَة َ فَاسْتَطَارَا
فَمَرَّ عَلَى مَنَازِلِهَا فَأَلْقَى=بها الأثقالَ وانتحرَ انتحارا
إذا ما قلتُ جاوزها لأرضٍ=تَذَاءَبَتِ الرِّيَاحُ لَهُ فَحَارَا
وأبقى السّيلُ والأرواحُ منها=ثلاثاً في منازلها ظؤارا
أُنِخْنَ وَهُنَّ أغْفَالٌ عَلَيْهَا=فَقَدْ تَرَكَ الصِّلاَءُ بِهِنَّ نَارَا
وَذَاتِ أثَارَة ٍ أكَلَتْ عَلَيْهَا=نباتاً في أكمّتهِ قفارا
جماديّاً تحنُّ المزنُ فيهِ=كما فجّرتَ في الحرثِ الدّبارا
رَعَتْهُ أشْهُراً وَخَلاَ عَلَيْهَا=فطارَ النّيُّ فيها واستغارا
طلبتُ على محالِ الصّلبِ منها=غَرِيبَ الْهَمِّ قَدْ مَنَعَ الْقَرَارَا
فأبتُ بنفسها والآلِ منها=وقدْ أطمعتُ ذروتها السّفارا
وأخْضَرَ آجِنٍ فِي ظِلِّ لَيْلٍ=سَقَيْتُ بِجَمِّهِ رَسَلاً حِرَارَا
بِدَلْوٍ غَيْرِ مُكْرَبَة ٍ أصَابَتْ=حَمَاماً فِي مَسَاكِنِهِ فَطَارَا
سقيناها غشاشاً واستقينا=نبادرُ منْ مخافتها النّهارا
فأقبلها الحداة ُ بياضَ نقبٍ=وفجّاً قدْ رأينَ لهُ إطارا
بحاجاتٍ تحضّرها عدوٌّ=فَمَا يَسْطِيعُهَا إلاَّ خِطَارَا
ترجّي منْ سعيدِ بني لؤيٍّ=أخي الأعياصِ أنواءً غزارا
تلقى ً نوؤهنَّ سرارَ شهرٍ=وخيرُ النّوءِ ما لقيَ السّرارا
كريمٌ تعزبُ العلاّتُ عنهُ=إذا ما حانَ يوماً أنْ يزارا
متى ما يجدِ نائلهُ علينا=فلا بخلاً تخافُ ولا اعتذارا
هوَ الرّجلُ الّذي نسبتْ قريشٌ= فصارَ المجدُ منها حيثُ صارا
وأنضاءٍ أنخنَ إلى سعيدٍ=طروقاً ثمَّ عجّلنَ ابتكارا
على أكوارهنَّ بنو سبيلٍ=قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إلاّ غِرَارَا
حَمِدْنَ مَزَارَهُ فَأَصَبْنَ مِنْهُ=عطاءً لمْ يكنْ عدة ً ضمارا
فَصَبَّحْنَ الْمِقَرَّ وَهنَّ خُوصٌ=عَلى رُوحٍ يُقَلِّبْنَ الْمَحَارَا
وَغَادَرْنَ الدَّجَاجَ يُثِيرُ طَوْراً=مَبَارِكَهَا وَيَسْتَوْفِي الْجِدَارَا
كَأنَّ الْعِرْمِسَ الْوَجْنَاءَ مِنْهَا=عَجُولٌ خَرَّقَتْ عَنْهَا الصِّدَارَا
تراها عنْ صبيحة ِ كلِّ خمسٍ=مُقَدَّمَة ً كَأَنَّ بِهَا نِفَارَا
منَ العيسِ العتاقِ ترى عليها=يَبِيسَ الْمَاءِ قَدْ خَضَبَ النِّجَارَا
إِذَا سَدِرَتْ مَدَامِعُهُنَّ يَوْماً=رأتْ إجلاً تعّضَ أوْ صوارا
بغائرة ٍ نضا الخرطومُ عنها=وَسَدَّتْ مِنْ خَشَاشِ الرَّأْسِ غَارَا
يَضَعْنَ سِخَالَهُنَّ بِكُلِّ فَجٍّ=خلاءٍ وهيَ لازمة ٌ حوارا
كأحقبَ قارحٍ بذواتِ خيمٍ=رأى ذعراً برابية ٍ فغارا
يقلّبُ سمحجاً قوداءَ كانتْ=حليلتهُ فشدَّ بها غيارا
نَفَى بِأَذَاتِهِ الْحَوْليَّ عَنْهَا=فغادرها وإنْ كرهَ الغدارا
وَقَرَّبَ جَانِبَ الْغَرْبِيِّ يَأْدُو=مدبَّ السّيلِ واجتنبَ الشّعارا
أطَارَ نَسِيلَهُ الشَّتَوِيَّ عَنْهُ=تَتَبُّعُهُ الْمَذَانِبَ والْقَرَارَا
فلمّا نشّتِ الغدرانُ عنهُ=وهاجَ البقلُ واقطرَّ اقطرارا
غدا قلقاً تخلّى الجزءُ منهُ=فيمّمها شريعة َ أوْ سرارا
يُغَنِّيهَا أَبَحُّ الصَّوْتِ جَأْبٌ=خميصُ البطنِ قدْ أجمَ الحسارا
إذَا کحْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرْضِ عَنْهُ=تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا الْبِسَارَا
كَأنَّ الصُّلْبَ والْمَتْنَيْنِ مِنْهُ=وإيّاها إذا اجتهدا حضارا
رِشَاءُ مَحَالَة ٍ فِي يَوْمِ وِرْدٍ=يمدُّ حطاطها المسدَ المغارا
تَعَرَّضَ حِينَ قَلَّصَتِ الثُّرَيَّا=وقدْ عرفَ المعاطنَ والمنارا
وهابَ جنانَ مسجورٍ تردّى=منَ الحلفاءِ واتّزرَ اتّزارا
فصادفَ موردَ العاناتِ منهُ=بِأبْطَحَ يَحْتَفِرْنَ بِهِ الْغِمَارَا
فَسَوَّى فِي الشَّرِيعَة ِ حَافِرَيْهِ=وَدَارَتْ إلْفُهُ مِنْ حَيْثُ دَارَا
وَقَدْ صَفَّا خُدُودَهُمَا وَبَلاَّ=ببردِ الماءِ أجوافاً حراراً
وفي بيتِ الصّفيحِ أبو عيالٍ=قليلُ الوفرِ يغتبقُ السّمارا
يقلّبُ بالأناملِ مرهفاتٍ=كساهنَّ المناكبَ والظّهارا
يبيتُ الحيّة ُ النّضناضُ منهُ=مَكَانَ الْحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرَارَا
فيمّمَ حيثُ فالَ القلبُ منهُ=بِحَجْرِيٍّ تَرَى فِيهِ کضطِّمَارَا
فصادفَ سهمهُ أحجارَ قفٍّ=كَسَرْنَ الْعَيْرَ مِنْهُ والْغِرَارَا
فريعا روعة ً لوْ لمْ يكونا=ذَوَيْ أيْدٍ تَمَسُّ الأرْضَ طَارَا
بلى ساءلتها فأبتْ جواباً=وَكَيْفَ تُسَائِلُ الدِّمَنَ الْقِفَارَا
إذَا كَانَ الْجَرَاءُ عَفَتْ عَلَيْهِ=ويسبقها إذا هبطتْ خبارا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا
أَلَمْ يَسْأَلِ الرَّكْبُ الدِّيَارَ الْعَوَافِيا=بِوَجْهِ نَوَى مَنْ حَلَّها أوْ مَتَى هِيا
ظَلِلْنَا سَرَاة َ الْيَوْمِ مِنْ حُبِّ أهْلِها=نُسَائِلُ آنَاءً لَها وَأثَافِيا
بِذي الرَّضْمِ سَارَ الْحَيُّ مِنْهَا فَمَا تَرَى=بِهَا الْعَيْنُ إلاَّ مَسْجِداً وَأَوَارِيا
وجونًا أظلّتها ركابٌ مناخة ٌ=رِكَابُ قُدُورٍ لاَ يَرِمْنَ الْمَثَاوِيا
وَآناءَ حَيٍّ تَحْتَ عَيْنٍ مَطِيرَة ٍ=عِظَامِ الْبُيُوتِ يَنْزِلُونَ الرَّوَابِيا
أربّتْ بها شهريْ ربيعٍ عليهمُ=جَنَائِبُ يَنْتِجْنَ الْغَمَامَ الْمَتَالِيا
بِأَسْحَمَ مِنْ هَيْجِ الذِّرَاعَيْنِ أَتْأَقَتْ=مَسَايِلَهُ حَتَّى بَلَغْنَ الْمَنَاجِيا
عَهِدْنَا الْجِيَادَ الْجُرْدَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ=يُشَارُ بِهَا وَالْمَجْلِسَ الْمُتَبَاهِيا
وضَرْبَ نِسَاءٍ لَوْ رَآهُنَّ رَاهِبٌ=لهُ ظلّة ٌ في قلّة ٍ ظلَّ رانيا
جَوَامِعُ أُنْسٍ فِي حَيَاءٍ وَعِفَّة ٍ=يَصِدْنَ الْفَتَى والأْشْمَطَ الْمُتَنَاهِيا
بأعلامِ مركوزٍ فعيرٍ فغرّبٍ=مَغَانِيَ أُمِّ الْوَبْرِ إذْ هِيَ مَا هِيَا
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَة ِ مَنْزِلٌ=ترى الوحشَ عوذاتٍ بهِ ومتاليا
وَمُعْتَرَكٍ مِنْ أهْلِهَا قَدْ عَرَفْنَهُ=بِوَادِي أرِيكٍ حَيْثُ كَانَ مَحَانِيا
وَإنَّ نِسَاءَ الْحَيِّ لَمَّا رَمَيْنَنِي=أصَبْنَ الشَّوَى مِنِّي وَصِدْنَ فُؤادِيا
ثقالٌ إذا رادَ النّساءُ خريدة= ٌصناعٌ فقدْ سادتْ إليَّ الغوانيا
ولستُ بلاقٍ في قبائلِ قومها=لوبرة َ جارًا آخرَ الدّهرِ قاليا
كغرّاءَ سوداءِ المدامعِ ترتعي=بِحَوْمَلَ عِطْفَيْ رَمْلَة ٍ وَتَنَاهِيا
لها ابنُ ليالٍ ودّأتهُ بقفرة ٍ=وَتَبْغِي بِغِيطَانٍ سِوَاهُ الْمَرَاعِيا
أغنُّ غضيضُ الطّرفِ باتتْ تعلّهُ=صرى ضرّة ٍ شكرى فأصبحَ طاويا
وقدْ عوّدتهُ بعدَ أوّلِ بلجة ٍ=منَ الصّبحِ حتّى اللّيلِ أنْ لا تلاقيا
تظلُّ بذي الأرطى تسمّعُ صوتهُ=مُفَزَّعَة ً تَخْشَى سِبَاعاً وَرَامِيَا
إذَا نَظَرَتْ نَحْوَ ابْنِ إنْسٍ فَإنَّهُ= يرى عجبًا ما واجهتهُ كما هيا
دعاني الهوى منْ أمِّ وبرٍ ودونها=ثلاثة ُ أخماسٍ فلبّيكَ داعيا
فَعُجْنَا لِذِكْرَاهَا وَتَشْبِيهِ صَوْتِهَا=قِلاَصاً بِمَجْهُولِ الْفَلاَة ِ صَوَادِيَا
نجائبَ لا يلقحنَ إلاّ يعارة ً=عِرَاضاً وَلاَ يُشْرَيْنَ إلاَّ غَوَالِيَا
كأنّا على صهبٍ منَ الوحشِ صعلة ٍ=سماويّة ٍ ترعى المروجَ خواليا
منَ المفرعاتِ المجفراتِ كأنّها=غَمَامٌ حَدَتْهُ الرِّيحُ فَانْقَضَّ سَارِيا
إذا شربَ الظّمءُ الأداوى ونضّبتْ=ثَمَائِلُهَا حَتَّى بَلَغْنَ الْعَزَالِيَا
بغبراءَ مجرازٍ يبيتُ دليلها=مشيحًا عليها للفراقدِ راعيا
طَوَى الْبُعْدَ أنْ أَمْسَتْ نَعَاماً وَأَصْبَحَتْ=قطًا طالقًا مسحنفرًا متدانيا
تداعينَ منْ شتّى ثلاثًا وأربعًا=وَوَاحِدَة ً حَتَّى بَرَزْنَ ثَمَانِيا
دَعَا لُبَّهَا غَمْرٌ كَأَنْ قَدْ وَرَدْنَهُ=بِرِجْلَة ِ أُبْليٍّ وَلَوْ كَانَ نَائِيا
فَصَبَّحْنَ مَسْجُوراً سَقَتْهُ غَمَامَة ٌ=رِعَالُ الْقَطَا يَنْفُضْنَ فِيهِ الْخَوَافِيا
فلمّا نشحناهنَّ منهُ بشربة ٍ=رَكِبْنَا فَيَمَّمْنَا بِهِنَّ الْفَيَافِيا
فَتِلْكَ مَطَايَانَا وَفَوْقَ رِحَالِهَا=نُجُومٌ تَخَطَّى ظُلْمَة ً وَصَحَارِيا
أرجّي المنى منْ عندِ بشرٍ ولمْ أزلْ=لأمثالها منْ آلِ مروانَ راجيا
لعمركَ إنَّ العاذلاتِ بيذبلٍ=وناعمتيْ دمخٍ لينهينَ ماضيا
بَعِيدَ الْهَوَى رَامَ الأُمُورَ فَلَمْ يَرَى=لِحَاجَتِهِ دُونَ ابْنِ مَرْوَانَ قَاضِيا
لواردِ ماءٍ منْ فلاة ٍ بعيدة ٍ=تذكّرَ أينَ الشّربُ إنْ كانَ صافيا
فأصبحنَ قدْ أقصرنَ عنْ متبسّلٍ=قَرَى طَارِقَ الْهَمِّ الْقِلاَصَ الْمَنَاقِيا
وهنَّ يحاذرنَ الرّدى أنْ يصيبني=وَمِنْ قَبْلِ خَلْقِي خُطَّ مَا كُنْتُ لاَقِيا
وَأعْلَمُ أنَّ الْمَوْتَ يَا أُمَّ سَالِمٍ=قرينٌ محيطٌ حبلهُ منْ ورائيا
فَكَائِنْ تَرَى مِنْ مُسْعَفٍ بِمَنِيَّة ٍ=يُجَنَّبُهَا، أوْ مُعْصِمٍ لَيْسَ نَاجِيا
وَمَنَّيْتُ مِنْ بِشْرٍ صَحَابي مَنِيَّة ً=فَكُلُّهُمُ أمْسَى لِمَا قُلْتُ رَاضِيا
فأنتَ ابنُ خيريْ عصبتينِ تلاقيا=عَلى كُلِّ حَيٍّ عِزَّة ً وَمَعَالِيا
وأنتَ ابنُ أملاكٍ وليثُ خفيّة ٍ= تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيا
ونائلكَ المرجوُّ سيبُ غمامة ٍ= سَقَتْ أهْلَهَا عَذْبَاً مِنَ الْمَاءِ صَافِيا
نَزَلْتَ مِنَ الْبَيْضَاءِ فِي آلِ عَامِرٍ=وفي عبدِ شمسَ المنزلِ المتعاليا
فَلَمْ نَرَ خَالاً مِثْلَ خَالِكَ سُوقَة ً=إذا ابتدرَ القومُ الكرامُ المساعيا
وَكَانَ الْعِرَاقُ يَوْمَ صَبَّحْتَ أهْلَهُ=كَذِي الدَّاءِ لاَقَى مِنْ أُمَيَّة ً شَافِيا
كشفتْ غطاءَ الكفرِ عنّا وأقلعتْ=زلازلهُ لمّا وضعتَ المراسيا
وَعَفَّيْتَ مِنْهُمْ بَعْدَ آثَارِ فِتْنَة ٍ=وَأحْيَيْتَ بَاباً لِلنَّدَى كَانَ خَاوِيا
فإنّا وبشرًا كالنّجومِ رأيتها=يَمَانِيَة ً يَتْبَعْنَ بَدْراً شَآمِيا
أبُوكَ الَّذي آسَى الْخَلِيفَة َ بَعْدَمَا=رأى الموتَ منهُ بالمدينة ِ وانيا
فَلَوْ كُنْتُ مِنْ أصْحَابِ مَرْوَانَ إذْ دَعَا=بِعَذْرَاءَ يَمَّمْتُ الْهُدَى إذْ بَدَا لِيا
على بردى إذْ قالَ إنْ كانَ عهدهمْ=أضيعَ فكونوا لا عليَّ ولا ليا
وَلِكنَّني غُيِّبْتُ عَنْهُمْ فَلَمْ يُطَعْ=رشيدٌ ولمْ تعصِ العشيرة ُ غاويا
وَكَمْ مِنْ قَتِيْلٍ يَوْمَ عَذْرَاءَ لَمْ يَكُنْ=لِصَاحِبِهِ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ قَالِيا
فَإنْ يَكُ سُوقٌ مِنْ أُمَيَّة َ قَلَّصَتْ=لِقَيْسٍ بِحَرْبٍ لاَ تَجِنُّ الْمَعَارِيا
فقدْ طالَ أيّامُ الصّفاءِ عليهمُ=وَأيُّ صفَاءٍ لاَ يَحُورُ تَغَاوِيا
ألَسْنَا أشَدَّ النَّاسِ يَا أُمَّ سَالِمٍ=لَدَى الْمَوْتِ عِنْدَ الْحَرْبِ قِدْماً تَآسِيا
فلمْ يبقِ منّا القتلُ إلاّ بقيّة ً=وَلَمْ يُبْقِ مِنْ حَيَّيْ رَبِيعَة َ بَاقِيا
بَرَزْنَا لِضِبْعَانَيْ مَعَدٍّ فَلَمْ نَدَعْ=لِبَكْرٍ وَلاَ أفْنَاءِ تَغْلِبَ نَادِيا
برهطِ ابنِ كلثومٍ بدأنا فأصبحوا=لِتَغْلِبَ أذْنَاباً وَكَانُوا نَوَاصِيا
أعدنا بأيّامِ الفراة ِ عليهمُ=وَقَائِعَنَا والْمُشْعَلاَتِ الْغَوَاشِيا
سلاهبَ منْ أولادِ أعوجَ فوقها=فوارسُ قيسٍ مشرعينَ العواليا
وَغارَتُنَا أوْدَتْ بِبَهْرَاءَ إنَّهَا=تصيبُ الصّميمَ مرّة ً والمواليا
ونحنُ تركنا بالعقيرِ نساءكمْ=معَ الثّكلِ هزلى يشتوينَ الأفاعيا
وكانتْ لنا نارانِ نارٌ بجاسمٍ=ونارٌ بدمخٍ يحرقانِ الأعاديا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً
إلَى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُنْتُ نَائِماً=فقامَ سلوليٌّ فبالَ على رجلي
فقلتُ لأصحابي اقطعوها فإنّني=كَرِيمٌ وَإنّي غَيْرُ مُدْخِلهَا رَحْلي[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إلى ظعنٍ كالدّومِ فيها تزايلٌ=وَهِزَّة ُ أجْمَالٍ لَهُنَّ وَسيجُ[/poem]

يتبع
تأبط شراَ غير متواجد حالياً