عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2006, 09:36 PM   #6
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ=وَوَادِي الْعَوِيرِ دُونَنَا والسَّوَاجِرُ
تخطّى إلينا ركنَ هيفٍ وحافرًا=طروقًا وأنّى منكَ هيفٌ وحافرُ
وَأبْوَابُ حُوَّارِينَ يَصْرِفْنَ دُونَنَا=صَرِيفَ الْمَحَالِ أقْلَقَتْهُ الْمَحَاوِرُ
فقلتُ لها فيئي فإنَّ صحابتي=سِلاَحِي وَفَتْلاَءُ الذِّرَاعَيْنِ ضَامِرُ
وَهَمٍّ وَعَاهُ الصَّدْرُ ثُمَّ سَمَا بِهِ=أخُو سَفَرٍ والنَّاعِجَاتُ الضَّوَامِرُ
وَلَنْ يُدْرِكَ الْحَاجَاتِ حَتَّى يَنَالَهَا=إلَى ابْنِ أبي سُفْيَانَ إلاَّ مُخَاطِرُ
فإنَّ لنا جارًا علقنا حبالهُ=كغيثِ الحيا لا يجتويهِ المجاورُ
وأُمّاً كَفَتْنَا الأُمَّهَاتِ حَفِيَّة ً=لها في ثناءِ الصّدقِ جدٌّ وطائرُ
فَمَا أُمُّ عَبْدِالله إلاَّ عَطِيَّة ٌ=مِنَ اللَّهِ أعْطَاهَا أمْرَءاً فَهْوَ شَاكِرُ
هيَ الشّمسُ وافاها الهلالُ ، بنوهما=نُجُومٌ بِآفاقِ السَّمَاءِ نَظَائِرُ
تذكّرهُ المعروفَ وهيَ حييّة ٌ=وذو اللّبِّ أحيانًا معَ الحلمِ ذاكرُ
كَمَا اسْتَقْبَلَتْ غَيْثاً جَنُوبٌ ضَعِيفَة ٌ=فَأَسْبَلَ رَيَّانُ الْغَمَامَة ِ مَاطِرُ
تصدّى لوضّاحِ الجبينِ كأنّهُ=سراجُ الدّجى تجبى إليهِ السّوائرُ
فقلَّ ثناءً منْ أخٍ ذي مودّة ٍ=غدا منجحَ الحاجاتِ والوجهُ وافرُ
تخوضُ بهِ الظّلماءَ ذاتُ مخيلة ٍ=جُمَالِيَّة ٍ قَدْ زَالَ عَنْهَا الْمُنَاظِرُ
ورودٌ سبنتاة ٌ تسامي جديلها=بِأسْجَحَ لَمْ تَخْنِسْ إلَيْهِ الْمَشَافِرُ
وَعَيْنٍ كَمَاءِ الْوَقْبِ أشْرَفَ فَوْقَهَا=حجاجٌ كأرجاءِ الرّكيّة ِ غائرُ
مِنَ الْغِيدِ دَفْوَاءُ الْعِظَامِ كَأنَّهَا=عقابٌ بصحراءِ السّمينة ِ كاسرُ
يحنُّ منَ المعزاءِ تحتَ أظلّها=حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهزاجرُ
كما نفحتْ في ظلمة ِ اللّيلِ قينة ٌ=عَلَى فَحَمٍ شُزَّانُهُ مُتَطَايِرُ
فَلَمَّا عَلَتْ ذَاتَ السَّلاَسِلِ وانْتَحَتْ=لَهَا مُصْغِيَاتٌ لِلنَّجَاءِ عَوَاسِرُ
قوالصُ أطرافِ المسوحِ كأنّها=بِرِجْلَة ِ أحْجَاءٍ نَعَامٌ نَوَافِرُ
سراعُ السّرى أمستْ بسهبٍ وأصبحتْ=بِذِي الْقُورِ يُغْشِيهَا الْمَفَازَة َ عَامِرُ
أشمُّ طويلُ السّاعدينِ كأنّهُ=يُحَاذِرُ خَوْفاً عِنْدَهُ وَيُحَاذِرُ
قليلُ الكرى يرمي الفلاة َ بأركبٍ=إذا سالمَ النّومَ الضّعافُ العواورُ
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ=بذي نبقٍ زالتْ بهنَّ الأباعرُ
دَعَاهَا مِنَ الْحَبْلَيْنِ حَبْلَيْ ضَئِيدَة ٍ=خيامٌ بعكّاشٍ لها ومحاضرُ
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً=بذاتِ العلندى حيثُ نامَ المفاجرُ
وعالينَ رقمًا فارسيًّا كأنّهُ=دَمٌ سَائِلٌ مِنْ مُهْجَة ِ الْجَوْفِ نَاحِرُ
فلمّا تركنَ الدّارَ قلتُ منيفة ٌ=بقرّانَ منها الباسقاتُ المواقرُ
أوِ الأثلُ أثلُ المنحنى فوقَ واسطٍ=مِنَ الْعِرْضِ أوْ دَانٍ مِنَ الدَّوْمِ نَاضِرُ
فحثَّ بها الحادي الجمالَ ومدّها=إلى اللَّيْلِ سَرْبٌ مُقْبِلُ الرِّيْحِ بَاكِرُ
فلا غروَ إلاّ قولهنَّ عشيّة ً=مَضَى أهْلُنَا فَارْفَعْ فَإِنَّا قَوَاصِرُ
فأفْرَغْنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَمَا=ضَبَا الْبِيدَ سَافِي الْقَيْظَة ِ الْمُتَنَاصِرُ
نَوَاعِمُ أبْكَارٌ تُوَارِي خُدُورَهَا=نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذرُ
وَنَكَّبْنَ زُوراً عَنْ مُحَيَّاة َ بَعْدَمَا=بَدَا الأَثْلُ أثْلُ الْغِينَة ِ الْمُتَجَاوِرُ
وَقَالَ زِيَادٌ إذْ تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ=أرَى الْحَيَّ قَدْ سَارُوا فَهَلْ أنْتَ سَائِرُ
إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا=رَفَعْنَا قُرُوناً خَطْوُهَا مَتَوَاتِرُ
مَطِيَّة َ مَشْعُوفَيْنِ أفْنَى عَرِيكَهَا=رواحُ الهبلِّ حينَ تحمى الظّهائرُ
فجاءتْ بكافورٍ وعودِ ألوّة ٍ=شَآمِيَة ٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا
إنَّ ابنَ مغراءَ عبدٌ ليسَ نائلنا=حَتَّى يَنَالَ بَيَاضَ الشَّمْسِ رَانِيهَا
تَبْلَى ثِيَابُ بَنِي سَعْدٍ إذَا دُفِنُوا=تحتَ التّرابِ ولا تبلى مخازيها
الآكلينَ اللّوايا دونَ ضيفهمُ=والقدرُ مخبوءة ٌ منها أثافيها
اللاّفظينَ النّوى تحتَ الثّيابِ كما=مجّتْ كوادنُ دهمٌ في مخاليها[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة
إنَّ السَّمَاءَ وَإنَّ الرِّيحَ شَاهِدَة =ٌوالأرْضُ تَشْهَدُ والأيَّامُ والْبَلَدُ
لَقَدْ جَزَيْتُ بَنِي بَدْرٍ بِبَغْيِهِمُ=عَلَى الْهَبَاءَة ِ يَوْماً مَا لَهُ قَوَدُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ
إنَّ على أهوى لألأمَ حاضرٍ=حسبًا وأقبحَ مجلسٍ ألوانا
قَبَحَ الإِلهُ وَلاَ أُحَاشِي غَيْرَهُمْ=أهْلَ السُّبَيْلَة ِ مِنْ بَنِي حِمَّانا
مُتَوَسِّدُونَ عَلَى الْحِيَاضِ لُحَاهُمُ=يرمونَ عنْ فضلائها فضلانا
وَبِحَسْبِ قَوْمِكَ إِنْ شَتَوْا مَطْلُولَة ٌ=شَرْعَ النَّهَارِ وَمَذْقَة ٌ أحْيَانا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة
إنَّا وَجَدْنَاالْعِيسَ خَيْراً بَقِيَّة ً=منَ القفعِ أذناباً إذا ما اقشعرّتِ
تنالُ جبالاً لمْ تنلها جبالها=ودويّة ً ظمأى إذا الشّمسُ ذرّتِ
مهاريسُ في ليلِ التّمامِ نهته ؟=إذا سمعتْ أصواتها الجنُّ فرّتِ
إذَا اكْتَحَلَتْ بَعْدَ اللِّقَاحِ نُحُورُهَا=بِنَسْءٍ حَمَتْ أغْبَارُهَا وکزْمَهَرَّتِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ=وقَدْ أَرَادَ بِهِ مَنْ قَالَ إغْضَابي
جُنَادِفٌ لاَحِقٌ بکلرَّأْسِ مَنْكِبُهُ=كَأنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشى بِكُلاَّبِ
مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أعْيُنُهُمْ=قفدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صيّابِ
قولُ امرئٍ غرَّ قومًا منْ نفوسهمُ=كخرزِ مكرهة ٍ في غيرِ إطنابِ
هَلاَّ سَأَلْتَ هَدَاكَ الله ما حَسَبي=إذا رعائيَ راحتْ قبلَ حطّابي
إنّي أُقَسِّمُ قِدْري وَهْيَ بَارِزَة ٌ=إذْ كُلُّ قِدْرٍ عَرُوسٌ ذَاتُ جِلْبَابِ
كأنَّ هندًا ثناياها وبهجتها=لمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى أدْحَالِ دَبَّابِ
موليّة ٌ أنفٌ جادَ الرّبيعُ بها=على أبارقَ قدْ همّتْ بإعشابِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ=ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ=ـدَارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا
لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ=أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر=رزقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا
وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ=أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا=رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا
والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ=يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا=يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا
ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ=لاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما=شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا
وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ=ـرَحْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعجـ=ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا
لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ= ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها
إنّي نذيرُ الّتي ألقتْ منيئتها=على القعودِ وحفّتها بأهدامِ
مِنَ الْمُهِيبَاتِ مُخْضَرّاً مَغَابِنُهَا= لمْ تثقبِ الجمرَ كفّاها بأهضامِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أوْ هيّبانٌ نجيبٌ نامَ عنْ غنمٍ=مستوهلٌ في سوادِ اللّيلِ مذؤوبُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا
بانَ الأحبّة ُ بالعهدِ الّذي عهدوا=فَلاَ تَمَالُكَ عَنْ أرْضٍ لَهَا عَمَدُوا
وَرَادَ طَرْفُكَ في صَحْرَاءَ ضَاحِيَة ٍ=فِيهَا لِعَيْنَيْكَ والأظْعَانُ مُطَّرِدُ
واسْتَقْبَلَتْ سَرْبَهُمْ هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ=هَاجَتْ نِزَاعاً وَحَادٍ خَلْفَهُمْ غَرِدُ
حَتَّى إذَا حَالَتِ الأرْحَاءُ دُونَهُمُ=أرحاءُ أرملَ حارَ الطّرفُ أوْ بعدوا
حثّوا الجمالَ وقالوا إنَّ مشربكمْ=وَادِي الْمِياهِ وَأحْسَاءٌ بِهِ بُرُدُ
وفي الخيامِ إذا ألقتْ مراسيها=حورُ العيونِ لإخوانِ الصّبى صيدُ
كَأنَّ بَيْضَ نَعَام في مَلاَحِفِهَا=إذا اجْتَلاَهُنَّ قَيْظٌ لَيْلُهُ وَمِدُ
لَهِا خُصُورٌ وَأَعْجَازٌ يَنُوءُ بِهَا= رملُ الغناءِ وأعلى متنها رؤدُ
مِنْ كُلِّ وَاضِحَة ِ الذِّفْرَى مُنَعَّمَة ٍ=غَرَّاءَ لَمْ يَغْذُهَا بُؤْسٌ وَلاَ وَبَدُ
يثني مساوفها غرضوفَ أرنبة ٍ=شمّاءَ منْ رخصة ٍ في جيدها أودُ
لَهَا لِثَاثٌ وأنْيَابٌ مُفَلَّجَة ٌ=كالأُقْحُوَانِ عَلَى أطْرَافِهِ الْبَرَدُ
يجري بها المسكُ والكافورُ آونة ً=والزَّعْفَرَانُ عَلَى لَبَّاتِهَا جَسِدُ
كَأنَّ رَيْطَة َ جَبَّارٍ إذَا طُوِيَتْ=بَهْوُ الشَّرَاسِيفِ مِنْهَا حِينَ تَنْخَضِدُ
نِعْمَ الضَّجِيعُ بُعَيْدَ النَّوْمِ يُلْجِئُهَا=إلى حشاكَ سقيطُ اللّيلِ والثّأدُ
كأنَّ نشوتها واللّيلُ معتكرٌ=بعد العشاءِ وقدْ مالتْ بها الوسدُ
صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ أغْلَى التِّجَارُ بِهَا=مِنْ خَمْرِ عَانَة َ يَطْفُو فَوْقَهَا الزَّبَدُ
لَوْلاَ الْمَخاوِفُ والأوْصَابُ قَدْ قَطَعَتْ=عرضَ الفلاة ِ بنا المهريّة ُ الوخذُ
في كلِّ غبراءَ مخشيٍّ متالفها=جدّاءَ ليسَ بها عدٌّ ولا ثمدُ
تمسي الرّياحُ بها حسرى ويتبعها=سرادقٌ ليسَ في أطرافهِ عمدُ
بَصْبَاصَة ُ الْخِمْسِ في زَوْرَاءَ مَهْلَكَة ٍ=يَهْدِي الأَدِلاَّءَ فِيهَا كَوْكَبٌ وَحَدُ
كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَة =ًإذا الحداة ُ على أكسائها حفدوا
حسبَ الجماجمِ اشباهًا مذكّرة ً=كأنّها دمكٌ شيزيّة ٌ جددُ
قامَ السّقاة ُ فناطوها إلى خشبٍ=عَلَى كُبَابٍ وَحَوْمٌ خَامِسٌ يَرِدُ
ذَوُو جَآجِيءَ مُبْتَلٌّ مَآزِرُهُمْ=بَيْنَ الْمَرَافِقِ في أيْدِيهِمُ حَرَدُ
أوْ رَعْلَة ٌ مِنْ قَطَا فَيْحَانَ حَلأَّهَا=عَنْ مَاءِ يَثْبَرَة َ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
تَنْجُو بِهِنَّ مِنَ الْكُدْرِيِّ جَانِيَة ٌ=بالرّوضِ روضِ عماياتٍ لها ولدُ
لَمَّا تَخَلَّسَ أنْفَاساً قرَائِنُهَا=منْ غمرِ سلمى دعاها توءمٌ قردُ
تهوي لهُ بشعيبٍ غيرِ معصمة ٍ=منغلّة ٍ دونها الأحشاءُ والكبدُ
دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الأرْضِ مَسْلَكُهَا=تِيهٌ نَفَانِفُ لاَ بَحْرٌ وَلاَ بَلَدُ
تطاولَ اللّيلُ منْ همٍّ تضيّفني=دونَ الأصارمِ لمْ يشعرْ بهِ أحدُ
إلاَّ نَجِيَّة َ آرَابٍ تُقَلّبُنِي=كما تقلّبَ في قرموصهِ الصّردُ
مِنْ أمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُ=بَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الْجَثَّامَة ُ اللُّبَدُ
وَعَيْنِ مُضْطَمِرِ الْكَشْحَيْنِ أرَّقَهُ=هَمٌّ غَرِيبٌ وَنَاوِي حَاجَة ٍ أَفِدُ
وناقة ٍ منْ عتاقِ النّوقِ ناجية ٍ=حرفٍ تباعدَ منها الزّورُ والعضدُ
ثَبْجَاءَ دَفْوَاءَ مَبْنِيٍّ مَرَافِقُهَا=على حصيرينِ في دفّيهما جددُ
مقّاءَ مفتوقة ِ الإبطينٍ ماهرة ٍ=بِالسَّوْمِ نَاطَ يَدَيْهَا حَارِكٌ سَنَدُ
ينجو بها عنقٌ صعلٌ وتلحقها=رِجْلاَ أصَكَّ خِدَبٍّ فَوْقَهُ لَبِدُ
تضحي إذا العيسُ أدركنا نكائثها=خرقاءَ يعتادها الطّوفانُ والزّؤدُ
كأنَّهَا حُرَّة ُ الْخَدَّيْنِ طَاوِيَة ٌ=بعالجٍ دونها الخلاّتُ والعقدُ
ترمي الفجاجَ بكحلاوينِ لمْ تجدا=رِيحَ الدُّخَانِ ولَمْ يَأخُذْهُمَا رَمَدُ
باتتْ بشرقيِّ يمؤودٍ مباشرة ً=دعصًا ارذَّ عليهِ فرّقٌ عندُ
في ظلِّ مرتجزٍ تجلو بوارقهُ=لِلنَّاظِرَيْنِ رِوَاقاً تَحْتَهُ نَضَدُ
طَوْرَيْنِ طَوْراً يَشُقُّ الأرْضَ وابِلُهُ=بعدَ العزازِ وطورًا ديمة ٌ رغدُ
حَتَّى غَدَتْ في بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَة ً=رِيحَ الْمَبَاءَة ِ تَخْدِي والثَّرَى عَمِدُ
لَمَّا رَأَتْ مَا أُلاَقِي مِنْ مُجَمْجَمَة ٍ=هيَ النّجيُّ إذا ما صحبتي هجدوا
قَامَتْ خُلَيْدَة ُ تَنْهَانِي فَقُلْتُ لَهَا=إنَّ الْمَنَايَا لِمِيقَاتٍ لَهُ عَدَدُ
وقُلْتُ مَا لاْمْرِىء ٍ مِثْلِي بِأرْضِكُمُ=دونَ الإمامِ وخيرِ النّاسِ متّأدُ
إنّي وَإيَّاكِ والشَّكْوَى الَّتي قَصَرَتْ=خَطْوِي وَنَأْيُكِ والْوَجْدُ الَّذِي أجِدُ
كالماءِ والظّالعُ الصّديانُ يطلبهُ=هو الشّفاءُ لهُ والرّيُّ لوْ يردُ
إنَّ الْخِلاَفَة َ مِنْ رَبِّي حَبَاكَ بِهَا=لَمْ يُصِفْهَا لَكَ إلاَّ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
القابضُ الباسطُ الهادي لطاعتهِ=فِي فِتْنَة ِ النَّاسِ إذْ أهْوَاؤُهُمْ قِدَدُ
أمْراً رَضِيتَ لَهُ ثُمَّ اعتَمَدْتَ لَهُ=واعلمْ بأنَّ أمينَ اللهِ معتمدُ
واللَّهُ أخْرَجَ مِنْ عَمْيَاءَ مُظْلمَة ٍ=بِحَزْمِ أمْرِكَ وَالآفَاقُ تَجْتَلِدُ
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ في دَارٍ مُبَارَكَة ٍ=عِنْدَ الْمَلِيكِ شِهَاباً ضَوْؤُهُ يَقِدُ
ونحنُ كالنّجمِ يهوي منْ مطالعهِ=وَغُوطَة ُ الشَّامِ مِنْ أعْنَاقِنَا صَدَدُ
نَرْجُو سِجَالاً مِنَ الْمَعْرُوفِ تَنْفَحُهَا=لِسَائِلِيكَ فَلاَ مَنُّ وَلاَ حَسَدُ
ضَافِي الْعَطِيَّة ِ رَاجيهِ وَسَائِلُهُ=سيَّان، أفْلَحَ مَنْ يُعْطِي وَمَنْ يَعِدُ
أَنْتَ الْحَيَا وَغِيَاثٌ نَسْتَغِيثُ بِهِ=لوْ نستطيعُ فداكَ المالُ والولدُ
أزرى بأموالنا قومٌ أمرتهمُ=بالعدلِ فينا فما أبقوا وما قصدوا
نُعْطِي الزَّكَاة َ فَمَا يَرْضَى خَطِيبُهُمُ=حَتَّى نُضَاعِفَ أضْعَافَاً لَهَا غُدَدُ
أمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ=وفقَ العيالِ فلمْ يتركْ لهُ سبدُ
واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والْمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ=عَلَى التّلاتِلِ مِنْ أمْوَالِهِمْ عُقَدُ
فإنْ رفعتَ بهمْ رأسًا نعشتهمُ=وَإنْ لَقُوا مِثْلَهَا فِي قَابِلٍ فَسَدُوا[/poem]

يتبع
تأبط شراَ غير متواجد حالياً