عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2008, 07:05 AM   #5
أبو ريلام
شاعر
 
الصورة الرمزية أبو ريلام
 







 
أبو ريلام is on a distinguished road
افتراضي رد : .. هجرت الناعمة ..

[align=center]عناد بن سعيد
قصيدة جميلة صح لسانك
أكتنفها بعض الغموض
خصوصاً في المطلع ( الوداع وتوديع الثري الذي أعتبرته أنا مسرح أحداث القصيدة )
رذاذ الطيش تعبير جميل مبهم يدفعنا للتفكير في ماهية هذا الرذاذ الدلمي هل بكى شاعرنا دماً على ذلك الثرى؟
الشطر الثاني كان أكثر تعقيداً
الفعل ( تلتك ) على آي شيء يعود لا نستسيغ أن يعود على الثرى
ومن المستساغ جداً أن يعود على ( معني الوداع المفهوم من الشطر الأول من البيت ) ولعلي سأحمله على هذا المعني
البيت الثاني
وداعاً دونما تسأل عن اسبابي وكيـف وليـش
وداعا قبل ما تسمع قضـاة الشّـوق لاعـذاره

البيت جميل يحمل صورة بلاغية تجعل من الشوق قاضياً يفصل بين المحبوب و بين شوق المحب
العجيب هنا أن القاضي هو الخصم يتبادر إلى الذهن البيت القائل ( فيكَ الجدالُ وأنت الخصمُ والحكمُ )
البيت الثالث
خسرنا معركة لكن تجهّز واحتـدم يـا جيـش
حروب النّصْر يسبقها على دار البطـل غـارة

من المؤسف تحول شاعرنا في هذا البيت من محب إلى محارب
يُعد جيوش القطيعة ويبرر خسارة معركة الإشواق الأولى ويعتبرها مجرد غارة كانت من نصيب المحبوب
لا عجب فعندما نستكمل القصيدة سنفهم هذا التحول
البيت الرابع
ترا هالمجد ما يُبنى على كنـزٍ ولقمـة عيـش
ولا يُؤْمَـنْ لـذي مـالٍ فـإنّ الأرضَ دوراه

هنا نعلم يقينن أن الشاعر يضع المجد و الرفعة والعز نصب عينيه
وهو بالرغم من الحب الذي يكنه لهذا المحبوب إلا أنه يرفض أن تُمس كرامته
ويسوق في هذا البيت دليل عقلي أن المجد لا يتأتي من خلال المال ويعتبرهذه الأمور فضله ( لقمة عيش )
البيت الخامس
يدوم العزّ لاصحابه بذكـرٍ مانتظـر تنبيـش
وراع الضوّ لو يخفـى تلـوّح بالسمـا نـاره

الحكمة بدت جلية في هذا البيت والبيت السابق
الذي يبقي للأنسان بعد موته هو الذكر الطيب ويمثل على ذلك فالكريم يذكره الناس بالكرم وحتى لو واراه الثري
ولعلنا نستحضر هنا حاتم الطائي وكيف ذاع صيته وكرمه وبقي خالداً حتى عصرنا هذا
البيت السادس
عزيز الشان يا طيرٍ تهاجر للفضـى وتعيـش
تقلّ قدورنا لحظـة يغيـب الرجْـل عـن داره

هنا تتجلى الحكمة في أسمى صورها
تنبيه : الدار يقصد بها الشاعر البيئة وليس المسكن
الطير الحر يجوب الفضاء ويعرفه الناس في كل بقعة ويشار إليه بالبنان هذا طير حر وهذى حقيقة مسلم بها
ولكن الرجل ربما إذا خرج من داره قل مقداره كلنا لنا نفس الملامح ولا تظهرنا سوا التجارب
وأنّآ للأخر أن يعرف من أنت ويحفظ لك قدرك وأنت تشبه باقي الرجال شكلاً ولم يصاحبك ويتعرف على ما يجعلك مميزاً
عن غيرك ( أرجوا أن لا يحمل البيت على معنى ساذج وهو يقل قدر الرجل بمجرد خروجه من بيته ) لتوضيح فقط
ولعله كان من الأحرى بشاعرنا أن يتجنب مقاربة هذا المعني عن بيته الشعري ويكون أكثر حيطةً وحذراً

هجرت الناعمة لكـن تركـت بكفّهـا تنقيـش
وقاية درهمـي كالـت بعلـم الطـب قنطـاره
وجيت احلف باسم ربي لو اني في رغد يا عيش
هجرت الشعر واحرقته ولا تخّـرت بانكـاره

هنا تختتم القصة والنتيجة هي الهجر الذي كان له بالغ الأثر على هذه المحبوبه
اللتي لم تتقي ملامسة كرامة الشاعر وتحضر الحكمة كذالك ( درهم وقاية خير من قنطار علاج )
هذه محاوله مني لقراءة نص عناد لعلى لم أوفق ولكن لا يلام المرء على إجتهاد
ملاحظة عطية الحسني يذكر كلمة قدور وأنها جمع قِدر وأن جمع قَدر بفتح القاف وتسكين الدال هو أقدار
وأنا اتفق معه تماماً القدر وهو المكانة والشأن والمنزلة ذُكر بالقرآن الكريم قال تعالى
وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام : 91]
أى ما عَظَّم هؤلاء المشركون الله حق تعظيمه[/align]
أبو ريلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس