[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً=وقد حل في عيني من سنتي غمضي
سليمى فشاقتني وهاجت صبابتي=بطرفٍ لها ساجٍ وذي أشرٍ بض
كأن على أنيابها بعد هجعة ٍ=ضبابة ُ ماءِ الثلجِ بالعَسَلِ الغضِّ
فلما عرتنا ينفح المسك جيبها=إذا نهضت كادت تميل من النهض
عرضت عليها أن تجد وصالنا=وأن تبذل المعروف لو قبلت عرضي
وقلت لها : كيف ادكاري غريرة ً=مبتلة ً هيفاء لم تقضي قرضي
لها عَمَلٌ لم تجنِ فيهِ خطيئة ً=تقاضى به أديانها ثم لا تقضي
فلمّا دنا منها بتاتٌ وأصبحتْ=بعيدا، ولم تحلُلْ سمائي ولا أرضي
فقلتُ لمنْ ينهى عن الودِّ أهلَهُ=أعاذلُ أفشي كُلَّ لومكِ أو غُضّي
إذا أنا لم أنفع صديقي بوده=فإنَّ عدوّي لم يضرَّهُمُ بُغضي
ألينُ لمنْ صادقتُ منْ حسنِ شيمتي=وأكحل من عاديت بالكحل المض
وليس ذَوو الأَضغانِ في كلِّ كُرْبة ٍ=يُطيعونَ إبْرامي الأمورَ ولا نقضي
وإني لصبارٌ إذا خشي الردى=ولم يبقَ إلاّ كلُّ ذي حَسَبٍ مَحْضِ
وأضرب رأس الكبش بالسيف في الوغى=إذا ما اعتصوا بالبيضِ بعد قناً رُفْضِ
وأكشِفُ عن صحبي غَما الخوفِ والرّدى=إذا ندبت خيل الطليعة للنفض
على كل موارٍ برجع نسوره= يَرُضُّ الحصى رَضّاً جميعاً مع القَضِّ
وما عز أقوامي تلادي وطاوفي=من المال في حق وقيت به عرضي
وأَقْتُلُ جَهْلَ المرءِ بالحِلْمِ والتقى=وإنْ رامَ قرضي حالَ من دونِه قرْضي
وأشْدَخُ هاماتِ الأعادي بِوطْأتي=ولستُ عن الأوتار ما عِشتُ بالمُفضي
وأحلُمُ في شِعْري فلا أَنطقُ الخَنا=ويدرأ عني شعر ذي الحرة العض
من الشِّعر سُمٌّ يقتُلُ المرءَ طعمُهُ=كما تقتل الصم الأساود بالعض
ومنهُ غُثاءٌ لا يُفارقُ أهْلَهُ=كمثلِ الحَرونِ لا يَكُرُّ ولا يمضي
ويعرب أقوامٌ ويلحن معشرٌ=مِراراً وبعضُ اللحنِ أكثرُ من بعضِ
يزل الفتى عما يقول لسانه=كما زلَّ من يهوي عن الزَلَقِ الدْحضِ
وتيهٍ مروراة ٍ يحار بها القطا= إلى فَجِّ مخشيِّ المهالك ذي غمضِ
كأن على قيعانها من سرابها=رياطاً نقيات المتون من الرحض
وكأَنَّ على أعلامِها وإكامها=إذا ما ارتدت بالآلِ أردية المحضِ
تجاوزتُ مِنْها كُلَّ قُفٍّ ورملة ٍ=بناجية ٍ أطوي المخارم بالركض
بناها من الأحماء أكلاؤها العلا=وما قد أصابت في الشتاء من العض
فما زال سيري ينتقي مخ عظمها=وأعذر منها في السنام وفي النحض
من الجَهْدِ حتى عاد غَثّاً سَمِينُها=رَذّية َ أسفارٍ أضرَّ من النقضِ
إذا أحنقت أدرجت فضل زمامها=فجال عليها الضفر حولاً من الغرض
بتلك التي أقضي همومي وبُغيتي=إذا رضي المثلوج بالطعم والخفض[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر
ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر=كما هاج مسحوراً إلى الشوق ساحر
سليمى وهندٌ والرباب وزينبٌ=وأَرْوى وليلى صِدْنَني وتُماضِرُ
كواعب أترابٌ كأن حمولها=من النَّخلِ عُمْريُّ النخيلِ المَواقِرُ
تعلّق ديباجٌ عليهنَّ باجلٌ=وعقلٌ ورقمٌ يملأ العين فاخر
دخلن خدوراً فوق عيسٍ كنينة ً=كما كنست نصف النهار الجآذر
من الهيف قد رقت جلوداً تصونها=وأَوْجُهها قد دَقَّ منها المَناخِرُ
تلوث فروعاً كالعثاكيل أينعت=عناقيدُها وابيضَّ منها المحاجِرُ
كُسْينَ من الألوانِ لوْنا كأنَّهُ=تَهاويلُ دُرٍّ يَقبلُ الطيبَ باهِرُ
عِتاقٌ جوازي الحسن تُضحي كأنَّها=ـ ولو لم تُصِبْ طيباًـ لآلٍ عَواطِرُ
إذا ما جرى الجادي فوق متونها=ومِسْكٌ ذكيٌّ جفّفتها المجامِرُ
لَهُنَّ عيونُ العِين في صُوَرِ الدُّمى=وطرْفٌ ضعيفٌ يَسْتبي العَقْلَ فاتِرُ
أبانت حصيداً عن يمينٍ وياسرت=وسارت وفيها عن رماحٍ تزاور
فَظِلْتُ وفي نفسي همومٌ تنوبُني=وفي النفسِ حُزْنٌ مستسرٌّ وظاهِرُ
عَساكرُ من وَجْدٍ وشَوْقٍ تنوبُني=إذا رفهت عني أتتني عساكر
وإن قلت هذا حين يسلى حبائبي=أبى القلب أن يسلى الذي هو ذاكر
فلو أن حياً مات شوقاً صبابة ً=لقام على أوصالي العام قابر
عفت دمنة ٌ منهن بالجو أقفرت=كأنْ لم يَكُنْ فيها من الحيِّ سامِرُ
تبدت بها الأرواح كل عشية ٍ=وغير آيات الرسوم الأعاصر
وغيثٌ سماكيٌّ ركامٌ سحابه=دَلوحٌ من الوَسْميِّ بالماءِ باكرُ
يبيت إذا أبدى بروقاً كأنها=سيوف زحوفٍ جردتها الأساور
كأنَّ طُبُولاً فوقَ أعجازِ مُزْنِهِ= يُجاوبُها من آخِرِ الليلِ زامِرُ
كأنَّ حنينَ وُلَّهٍ في سحابهِ=يُجاوبُها خُلْجٌ وَعُطفٌ جَراجِرُ
لهُ زِبْرِجٌ: برق ورعدٌ كأنَّهُ=مزامير جونٌ هيجتها مزاهر
فغيّر رسَم الدارِ من بَعْدِ عُرْفها=أجشُّ هزيمٌ يحفِشُ الأُكْمَ ماطرُ
يَبيتُ يَصُبُّ الماءَ صَبّاً ويَنْتحي=لهُ نَزَلٌ فيه تُجَرُّ حَضاجِرُ
فأزلق ورلاناً فبالأكم أعصمت=وقد زلقت من الضباب الجواحر
كساها رياضاً كالعهون عشية ً=لها صبحٌ مثل الدرانيك ناضر
إذا اكْتَهَلتْ واعتمَّ أزواجُ نبتها=نما بعده بقلٌ تؤامٌ وزاهر
عفت غير ظلمانٍ كأن نعامها=إذا راعها رَوْع إفالٌ نوافرُ
بِها النُّؤيُ والمشجوجُ بالفِهْر أُسُّهُ=وآرِيُّ أفْراسٍ بِها وأياصِرُ
وسُفْعٌ ضَبَتْ أنصافَها النارُ رَكَّدٌ=وأورقُ هاب كالحَمامة ِ داثِرُ
فهيّجَ دمعي رَسْمُ دارٍ كأنَّهُ=وحي السلام فالدموع بوادر
وحبك ما لا تستطيع طلابه=ومن لا يُجِدُّ الوصْلَ، داءٌ مُخامِرُ
ويهماء يجري آلها فوق أكمها=كما فاض ماءٌ ألبس الأكم غامر
إذا الشمس كانت قم رأسٍ سوية ٍ=وظلّتْ تُساميها الحرابي الخواطرُ
تجشّمتُها حتى أَجوبَ سَرابَها=ومن يعْملِ الخيراتِ أو يُخطِ خالياً
بناجية ٍ أجدٍ كنازٍ كأنها=إذا رُدَّ فيها الطَّرْفُ فحلٌ عُذافِرُ
تمد الزمام والجديل إذا مشت=مواشكة ٌ غلباء كالبرج عاقر
بأتلع كالجذع السوادي طوله=نفى الليفَ عَنْهُ والكرانيفَ ناجِرُ
وطالَ شَواها ثُمَّ تَمَّ نَصيلُها=وقد طال منها خطمها والمشافر
عَلَيْها من الفِتْيانِ جَوّابُ قَفْرة ٍ=وأبيضُ هنديٌّ من العُتْق باتِرُ
وحلسٌ عليه نسعتان ونمرقٌ=وكورٌ علافيٌّ من الميس قاتر
أقضي عليها حاجتي وأردها=مَنيناً كما رَدَّ المنيحَ المُخاطِرُ
وتعجبني اللذات ثم يعوجني=ويسترني عنها من الله ساتر
ويَزْجُرني الإسْلامُ والشيبُ والتقى=وفي الشِّيْبِ والإسلامِ للمرءِ زاجِرُ
وقُلْتُ وقد مَرَّتْ حُتوفٌ بأهلِها:=ألا ليْس شيءٌ غير ربّي غابِرُ
هو الباطن الرب اللطيف مكانه=وأول شيءٍ ربنا ثم آخر
كريمٌ حليمٌ لا يعقب حكمه=كثير أيادي الخير للذنب غافر
يُنيمُ حصادَ الزَّرْعِ بعدَ ارْتفاعِهِ=فَتَفْنى قُرونٌ وَهْوَ للزَّرْعِ آبِرُ
ومن يعيَ بالأخبار عن من يرومُها=فإنّي بما قد قُلتُ في الشعر خابِرُ
ألا أيها الإنسان هل أنت عاملٌ=فإنك بعد الموت لابد ناشر
ألم تر أن الخير والشر فتنة ٌ=ذخائرُ مَجْزِيٌّ بهنَّ ذخائرُ
فإنْ عُسْرة ٌ يوماً أضرّتْ بأَهْلِها=أتت بعدها مما وعدنا المياسر
ونازلِ دارٍ لا يُريدُ فراقَها=سَتُظْعِنُهُ عمّا يُريدُ الجَرائِرُ
ومن ينصف الأقوام ما فات قاضياً=وكل امرئٍ لا ينصف الله جائر
يُعَذَّرُ ذو الدَّيْنِ الطلوبُ بِدَيْنهِ=وليس لأمر يظلنم الناس عاذر[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ
الدَّهرُ حالانِ: هَمٌّ بعدهُ فرجٌ=وفَرْجَة ٌ بعدَها هَمٌّ بتعذيبِ
فإنَّ حمدَكَ مَنْ لم تَبْلُهُ صلَفٌ=وإن ذمك بعد الحمد تكذيب[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اليأس من طول الثواء رواح
اليأس من طول الثواء رواح= والمكث فيه تثبتٌ ونجاح
ومن التعفُّفِ عَنْ مسائلَ جَمَّة ٍ=تُزْري بِصاحبِها، حَياً وفَلاحُ
لايلبسنَّ أخٌ أخاه مواعداً=خُلُفاً كما لَبِسَ السَّرابَ رُماحُ
إنَّ القَصائدَ خيرَها وشِرارَها=مِثْلُ المناهِلِ: عذبة ٌ ومِلاحُ
فسل الجواد إذا تبرع بالندى=وذَرِ البخيلَ فإنّهُ أَنّاحُ
لا يَسْتوي ذو بسطة ٍ نالَ العُلا=ومقصرٌ وهن القوى دحداح
المشتري حسن الثناء بماله=فله بذاك مزية ٌ ورباح
والجهل مالم تخش يوماً ذلة ً=غيٌ وعاقبة الحلوم صلاح
فانفَعْ صديقَك ما استطعتَ ولا تَخِمْ=إنْ جَدَّ من حَرْبِ العدوِّ فِضاحُ
والمرءُ يُدْركُ في الأناة بِحِلْمِهِ=ويضام وهو مدربٌ ملحاح
ومن الفحول أبٌ يزين وشائنٌ=ومن الطَّروقة ِ رِشدة ٌ وسِفاحُ
والوعد منه منجزٌ وخلابة ٌ=ومن النُّفوسِ سَخِيَّة ٌ وشِحاحُ
والعيشُ شَتّى : شربتانِ، فمنهما=محضٌ يُعاشُ بطعمها وضَياحُ
أفنى القرونَ وَجَذَّ كلَّ قبيلة ٍ=دَهْرٌ يُقلِّعُ غَرْسَها مُجتاحُ
يُبلي الجديدَ ويعتفي أيْدَ الفتى=ليلٌ يكر عليهم وصباح
حتى يعود من البلى وكأنه=قدحٌ تثلم ناحلٌ رحراح
ولهُ حِفافٌ ما يُواري قملة ً=خزِىء ُ النباتِ كأنّهُ رُبّاحُ
ثم المنايا ليس عنها مزحلّ=بل ليس دون سهامهن وجاج
ولقد سمعتُ بطائراتٍ في الدجى=شُرُدُ النهارِ وما لهُنَّ جَناحُ
بل ليس يخفى فاجرٌ من ربه=كِنٌّ يَكونُ به ولا بَرْواحُ
ونوافذٍ خلَّ القلوبَ سِهامُها=ماإن ترى لكلومهن جراح
ولقد دعاني للبطالة رَبْرَبٌ=هِيفٌ نواعمُ كالظباءِ صِباحُ
يبسمن عن بردٍ كأن غروبه=مسكٌ يخالط عرفه الفقاح
تهوى مواصلتي وترضى شيمتي=بيضٌ وأدمٌ في الفريد ملاح
فأجبتُهنَّ بِلا جُناحٍ رابَهُ=يكفي الفواحش ريبة ٌ وجناح[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ=حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف
خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ=أغر تنمي به البيض الغطاريف
لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها=في كل فج لع خيل مسانيف
يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها=ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ
أخزى طرندة منه وابل برد=وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ
مازال مسلمة الميمون يحضرها=وركنها بثقال الصخر مقذوف
وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ=كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ
حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ=وحان من كان فيها فهو ملهوف
فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ=ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ
يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم=هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟
تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً=واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ
قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا=فصخرها عن جديد الأرض منسوف
كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا=باتت تجاوبنا فيها الأساقيف
أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ=كما توصت في الصبح الخطاطيف
فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ=وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ
فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ=والكلس والذهب العقيان مرصوف
ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا=يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ
يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ=حتى كأن سواد العين مطروف
وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها=كريمها فوق أعلاهن معطوف
وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها=أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ
لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ=يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ
فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ=مبطنٌ برخام الشام محفوف
في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ=وقد أحاط به الأنهار والريف
فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ=فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف
تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ=في حوكها من كلام الشعر تأليف
قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ=كما أقام قنا الخطي تثقيف[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ=وهن يؤبن بعد الحسن بالطيب
فهيجوا الشوق إذ خفت نعامتهم=وأورثوا القلب صدعاً غير مشعوب
فَهُمْ حزائقُ ساروا نِيَّة ً قُذُفاً=لم ينظروك سراعاً نحو ملحوب
بتوا القرينة فانصاع الحداة ُ بهم=وَهُمْ ذوو زَجَلٍ عالٍ وتَطْرِيبِ
منهُ أراجيزُ تَزْفي العيسَ إذْ حُدِيتْ=وفي المزاميرِ أَصْواتُ الصَّلابيبِ
والعيسُ منهُ كأنَّ الذعرَ خالَطَها=أو نالَها طائفٌ من ذي المخاليبِ
زانَ السُّدولَ عليها الرِّقْمُ إذ حُدِجَتْ=بكل زوجٍ من الديباج محجوب
وفي الهَوادجِ أبكارٌ مُناعَمَة ٌ=مثل الدمى هجن شوقاً في المحاريب
كأنَّها كُلَّما ابتُزَّتْ مَباذِلُها=درٌ بدارين صافٍ غير مثقوب
لها سوالف غزلانٍ وأوجهها=مثل الدنانير حرات الأشانيب
كأنّما الذَّهَبُ العِقيان تجعَلُهُ=بين الزمرد أوساط اليعاسيب
على نحورٍ كغرقي البيض ناعمة ٍ=يَعْلُلْنَها بِمَجاميرٍ وتَطْييبِ
لَها معاصمُ غصَّ اليارقاتُ بِها=وفي الخلاخيل خلقٌ غير معصوب
تزهو المحاسن منها وهي ناعمة ٌ=بكلِّ جَثْلٍ غُدافِ اللونِ غِرْبيبِ
صُفْر السوالفِ من نَضْحِ العبير بِها=تَبْدو لَها غُرَرٌ دونَ الجَّلابيبِ
تُبْدي أَكُفّاً تصيدُ العاشقين بِها=منها خضيبٌ ومنها غَيْرُ مخضوبِ
كأنَّ أَفْواهَها الإغريضُ إذ بَسَمتْ=أو أقحوان ربيعٍ ذي أهاضيب
في رَوْضة ٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ ناعمة ٍ=تجري الطلال عليها بعد شؤبوب
كأنني شاربٌ من ذكرهم ثَمِلٌ=لذ يعل بخمر الطاس والكوب
أخو ندامى كرامٍ حل ضيفهم=برية ٍ باتَ يسقى غير مسلوب
تَدِبُّ فيها حُميّاها وقد شرِبوا=منها قطابٌ ومنها غير مقطوب
شربٌ يغنون والريحان بينهم=وكل جحلٍ من الخرطوم مسحوب
ترى القوائم منه وهي شائلة ٌ=من كلِّ ذي مُشْعَرٍ بالقار مربوبِ
تُسَلُّ أرواحُها منها إذا مُلئَتْ=حتّى تُفرّغ في موتى الأَكاويبِ
إن المناهل جم لن تساعفنا=منها العذاب ومنها غير مشروب
تحنو إلى كل فينانٍ أخي غزلٍ=صوادفٌ عن ذوي الأسنان والشيب
يَبلى الشبابُ وينفي الشيبُ بَهْجَتَهُ=والدهرُ ذو العَوْص يأتي بالأعاجيبِ
ما يطلبِ الدهرُ تدرِكْهُ مخالِبُهُ= والدهرُ بالوِتْر ناجٍ غيرُ مطلوبِ
هل من أناسٍ أولى مجدٍ ومأثرة ٍ=إلا يشد عليهم شدة الذيب
حتى يصيبَ على عَمْدٍ خيارَهُمُ=بالنافذات من النبل المصائيب
إنّي وَجَدْتُ سهامَ الموت مَعْدِنُها=بِكُلِّ حتْمٍ من الآجالِ مَكْتوبِ
من يلقَ بَلْوى يَنُبْهُ بعدَها فَرَجٌ=والناس بين ذوي روحٍ ومكروب
وبين داعٍ إلى رشدٍ صحابته ،=وبَيْنَ غاوٍ وذي مالٍ ومحروبِ
والعَيْشُ طبيانِ: طُبْيٌ ثرَّ حالبُهُ=وطبي جداء ذاوٍ غير محلوب
وما طلابك شيئاً لست نائله=وسبك الناس ظلماً غير تعذيب
عاتِبْ أخاك ولا تُكْثِرْ ملامَتَهُ=وزر صديقك رسلاً بعد تغييب
وإنْ عُنيتَ بمعْروفٍ فَقُلْ حَسَناً=ولا تهن عن ذوي ضغنٍ لتهييب
لا تحمدن امرأ حتى تجربه=ولا تذُمَّنَهُ مِنْ غيرِ تجريبِ
إن الغلام مطيعٌ من يؤدبه=ولا يطيعك ذو شيبٍ لتأديب
إنَّ السَّلائقَ في الأخلاقِ غالبة ٌ=فالصقر لا يقتنى إلا بتدريب
وإنْ رحلتَ إلى مَلْكٍ لتمدَحهُ=فارحلْ بشعْرٍ نقيٍّ غيرِ مخشوب
وامدحْ يزيدَ ولا تَظْهَرْ بمدحتهِ=وقد أوائلها قوداً بتشبيب
إن البوارح لا يحبسن رحلته=ولا يعوج بأصوات الغرابيب
إن الخليفة فرعٌ حين تنسبه=من الأعاصي هجانٌ خير منسوب
يَنْميهِ حَرْبٌ ومروانٌ وأصلُهما=إلى جَراثيمِ مجدٍ غيرِ مأشوبِ
نماك أربعة ٌ كانوا أئمتنا=فكان ملكك حقاً ليس بالحوب
أعطاك ملكاً وتقوى أنت سائسه=بعد الفضائل من أوحى إلى النوب
كالبَدْرِ أبلجُ عالي الهمِّ مُخْتَلَقٌ=يُنْمَى إلى الأبطحيّاتِ المصاعيبِ
بحرٌ نمتْهُ بُحورٌ غيرُ ساجية ٍ=تلك المخاصيب أبناء المخاصيب
قومٌ بمكَّة َ في بطحائها وُلدوا=أبناء مكة ليسوا بالأعاريب
الأكثرونَ إذا ما سالَ موجُهُمُ=بكلِّ أَصْيَدَ سامي الطرفِ هُبْهوبِ
والضاربونَ من الأبطالِ هامَهُمُ=ضَرْباً طِلَخْفاً وهَكّاً غيرَ تَذْبيبِ
أنت ابنُ عاتكة َ الميمونِ طائِرُها=أم الملوك بني الغر المناجيب
إذا الملوكُ جَرَتْ يوْماً لمكرُمة ٍ=جري المحاضير حثت بالكلابيب
جَريْتَ جَرْيَ عتيقٍ لم يكنْ وَكَلاً=بذ العناجيج سبقاً غير مضروب
سهل المباءة يعفو الناس جمته=يَكْسو الجِفانَ سَديفاً من ذُرَى النِّيبِ
حتى تصد العوافي بعدما سبقت=عند المجاعة ِ من لحمٍ وتَرْعيبِ
وأنت تحيي فثاماً بعدما همدت=إحياءَ بِصَوبٍ نَفْسَ حُلْبوبٍ
وأنت خيرُهُمُ يوماً لمُخْتَبَطٍ=وأجودُ الناس جُوداً عند تَنْجيب
وجَحْفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صواهِلُهُ=عَوْدٍ يُجِدُّ مُتونَ السَّهلِ واللُّوبِ
تَرى السَّماحيجَ فيها وهي مُسْنِفَة ٌ=وكل فحلٍ طوال الشخص يعبوب
يحملن بزة أبطالٍ إذا ركبوا=بِكلِّ مُطَّرِدٍ صَدْقِ الأَنابيبِ
تردي بشعثٍ إذا ابتلت رحائلها=بكل فجًّ من الأعداء مرهوب
إن سكنوها وشدوا من أعنتها=أَخَذْن بالقومِ في حُضْرٍ وتَقْريبِ
وإنْ مَرَوْها بِقِدٍّ أو بِأَسؤُقِهِمْ=جاشت سراحيب تبري للسراحيب
يسمو بها وبجيشٍ كالدبا أشبٍ=بكل هولٍ على ما كان مركوب
حتى يفض جموعاً بعدما حشدت=يُهالُ منها ويُغشى كلُّ مَرْعوبِ
لهُ كِباشٌ بوقعِ السيفِ يغصبُها=وكبش صفك ماضٍ غير مغصوب
ثمت ناصت فلولاً من عدوكم=قد أجحرت بين مقتولٍ ومجنوب
شدت يداه جميعاً عند مأخذه=شدّاً إلى جيدِهِ رِبْطاً بِتَقْصيبِ
بَلْهَ سُبِيٌّ حَوَتْها الخيلُ تحسبُها=زهاء شاءٍ من الأذري مجلوب
كأنَّ رنّاتِ نِسوانِ السُبِيّ ـ وقد=ألوى بها القوم - أصوات اليعاقيب
غُنْمٌ يظلُّ إمامُ الناسِ يَقْسِمُها=فبين موهوبة ٍ منها وموهوب[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ=حين ازلأموا فما عاجوا ولا حبسوا
يحدى بهم كل عجعاج ويعملة ٍ=مافي سوالفها عيبٌ ولا قعس
تَعومُ في الآلِ مُرخاة ً أَزِمّتُها=إذا أقولُ ونَوْا من سَيْرِهم ملسُوا
وفي الخدور مهاً بيضٌ محاجرها=تفتر عن بردٍ قد زانه اللعس
يشفي القلوب عذابٌ لو يجادبه=كالبرق لا روقٌ فيه ولا كسس
مرضى العيون ولم يعلق بها مرضٌ=شُمُّ الأُنوفِ فلا غَلْظٌ ولا فَطَسُ
تكسو الجلود عبيراً لونها شرقٌ=فَكُلُّ أبشارِها مصفّرة ٌ مُلُسُ
فلم يبالوك إذ ساروا لطيتهم=وكان منهم سفاه الرأي والشكس
فدِمنة ُ الدارِ بَعْدَ الحيِّ قد بَلِيَتْ=ترابها بحسى الأرواح مكتنس
ومايزال عليها مسبلٌ هطلٌ=مُستأسِدٌ هَزِجٌ بالماءِ مُرتَجِسُ
جَوْنٌ رُكامٌ سِماكيٌّ له لَجَبٌ=كأنه ماكثٌ في الدار مُحتَبَسُ
يفري الإكام مع القيعان وابله=يَنْزعُ جِلْدَ الحصى أَجشُّ مُنبجِسُ
أبلى معارفَ أطْلالٍ وغَيَّرها=فكلُّ آياتِها مَمْحُوَّة ٌ طُمُس
نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومشجوجٌ وملتبد=كأنها كُتُبٌ عاديّة ٌ دُرُسُ
فالعين فيها وخيطان النعام بها=والعون : أطهارها واللقح الشمس
وليسَ يحبِسُني عن رِحْلة ٍ عَرَضَتْ=صوتُ الغُدافِ ولا العطّاسة ُ الغُطُسُ
ومهمة ٍ قفرة ٍ أجنٍ مناهلها=ديمومة ٍ ما بها جن ولا أنس
يُقْوي بِها الرَّكبُ حتى ما يكونَ لهم=إلا الزناد وإلا القدح مقتبس
كأنَّ أعلامَها والآلُ يرفعُها=سُبّاحُ ذي زَبَدٍ تبدو وَتغْتَمِسُ
بها توائم جونٌ في أفاحصها=مثل الكلى عزهن الماء والغلس
حكّتْ جُلوداً كأنَّ الريشَ إِذْ بَثَرتْ=من قبلِ تشويكهِ في بَثْرِهِ العَدَسُ
قد جُبْتُها ورؤوسُ القومِ مائلة ٌ=من متِّهم ومنَ الإدلاجِ قد نَعَسوا
كأنهم في السرى والليل غامرهم=إذْ كلّموكَ من الإسْآد قد خرِسوا
لم يبق منهم وقد مالت عمائمهم=معانقي الميس إلا الروح والنفس
تخدي بهم ضمرٌ حوضٌ وسيرتها=تكاد منها رقاب الركب تنفرس
كأنَّ أصواتَ أَلْحِيها إذا اصطدَمَتْ=أصواتُ عيدانِ رُهبانٍ إذا نَقَسوا
تحملُني جَسْرة ٌ أُجْدٌ مُضَبَّرة ٌ=وَجْناءُ مُجفرة ٌ مَنْسوبة ٌ سَدَسُ
رهب عرندسة ٌ حرفٌ مذكرة ٌ=فكلُّ أَخفافِها ملثومة ٌ لُطُسُ
تُمِرُّ جَثْلاً على الحاذَيْنِ ذا خُصَلٍ=مثل القوادم ، لم يعلق بها العبس
قد أثر النسع فيها وهي مسنفة ٌ=كما يؤثِّرُ في العاديّة ِ المَرَسُ
كأنَّها بَعْد جَهْدِ العينِ إذ ضَمَرتْ=مُوَلَّعٌ لَهَقٌ في وجْههِ خَنَسٌ
باتَ إلى حِقْفِ أَرطاة ٍ تصفّقُهُ=ريحٌ ، فلما انجلى عن شخصه الغلس
صادَفَ خُوطاً قليلَ اللحمِ مُفْتَدِياً=من أهلِ دَوْمة َ صيدَ الوحشِ يَلْتمِسُ
أشلى كلاباً فلم تنكل وأجريها=غضفاً نواحل في ألوانها غبس
فاشتق تحمله رح ويحملها=وهو بذعرٍ من القّناص مُنْتَخَسُ
حتى إذا كان من أفواهها كثباً=وما طلته ضراءٌ كلها حنس
كر وقد لحقت منها سوابقها=كأنه مرزبانٌ مغضبٌ مرس
يهز لدناً يذب الضاريات به=فهنَّ شتّانَ: مجروخٌ ومُنْحدِسُ
أردى أوائلها طعناً فأقصدها=ففي التوالي إلى كَلاّبها شَوَسُ
وانصاعَ كالكَوْكبِ الدُّرِّيِ مَيْعتُهُ=كما تضرَّم وَسْطَ الظلمة ِ القَبَسُ
فذاك شبّهتُهُ عَنْساً مُقَتَّلة ً=إذْ كلُّ حبلٍ عليها جائلٌ سَلِسُ
تنوي الوليد أمير المؤمنين وإن=طال السفار وأضحت دونه الطبس
خليفة َ اللهِ يُستسقى الغمامُ بهِ=ما مسَّ أثوابَهُ من غَدْرة ٍ دَنَسُ
ملكاً هماماً يجيل الأمر جائله=إذا تحير عند الخطة الهوس
دانتْ لهُ عَربُ الآفاقِ خَشْيَتَهُ=والرومُ دانتْ لَهُ جمعاءَ والفُرُس
خافوا كتائبَ غُلْباً أَن تطيف بِهِمْ=للسابغات على أبطالها جرس
بهن تحوي سبياً ثم تقسمها=كما يصيدك وحش القفرة الفرس
قَسْراً عَدوَّك إنَّ الضغن قاتِلُهُمْ=وإنهم إن أرادوا غدرة ً تعسوا
لا يبصرون وفي آذانهم صممٌ= إذا نعشتهم من فتنة ٍ ركسوا
هم الذين سمعتُ اللهَ أَوْعَدَهُمْ=المشركون ومن لم يهوكم نجس
هَجَّنَ أقوالَهم ما قُلتَ من حَسَنٍ=عند المقامة ِ إنْ قاموا وإن جَلَسوا
هَدَتْ أميَّة ُ سُبْلَ الحقِّ تابِعَها=إنَ الأمورَ على ذي الشك تَلْتَبِسُ
ذوو جُدودٍ إذا ما حُودِسَتْ حَدَسَتْ=إنَّ الجدودَ تَلاقى ثم تَحتَدِسُ
وأسهلُ الناسِ أعطانا لمختَبِطٍ=وأكثرُ الناسِ عيداناً إذا حَمَسوا
لا يجزعون إذا ما القتل حل بهم=ولا يرون فراحى إن هم خمسوا
إذا قريشٌ سمت كانوا ذوائبها=وخيرُهُمْ مَنْبِتاً في المجدِ إِذْ غُرِسوا
قومٌ هُمُ مَوَّلوني قد عَفَوْتُهُمُ=فلا وجدك ما ضنوا ولا عبسوا[/poem]
|