طالب يسال مدرسه عن زمن ماجد ويترك الدرس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[co[size=5]lor=0000FF](( المقامة الماجدية ))[/color[/size]]
قال الراوي:
* دخل المعلم الفصل.. فكان له القول الفصل.. فكتب العنوان على السبورة.. وشرح الدرس بأبهى صورة.. ثم لما انتهى قال للطلاب: هل من سائلٍ يحتاج إلى جواب.. أو مخطئٍ فنرشده إلى الصواب.. فتجرأ أحدهم وفعل.. وقام وسأل: فكان سؤاله سريعاً على عجل.. فطلب منه المدرس الإعادة, برويةٍ من أجل الإفادة.. فكرر الطالب السؤال, وأعاده فقال: هل ستشاهد الليلة يا أستاذ مباراة الريال..؟!
* خيم الصمت على الطلاب.. وخافوا على زميلهم من العقاب.. ولامه بعضهم على اندفاعه (الهمجي).. وطرح هذا السؤال اللامنهجي..!!
* ولكن المفاجأة أن أستاذهم الصارم.. كان يقف موقف الباسم.. وهو يقول بشكل حاسم: بل سأحضر اعتزال ( أول عميدٍ للاعبي العالم ).
* سأحضر يا طلابي اعتزال ( المجد ).. الذي يشارك فيه ريال مدريد أمام ( فارس نجد ).
* أبدى الطالب تعجبه قائلاً ومتسائلاً : ومن هو هذا اللاعب ذو الإنجازات الماجدة..؟! والبطولات الخالدة.. في الأزمنة البائدة.. فذلك عصر غاب عن المشاهدة.. حدثنا عنه.. وقربنا منه..
* سكت الأستاذ قليلاً ثم تحدث بألم.. ونطق بندم.. وقال: ماذا حدث للأجيال؟! وكيف لا يعرفون أول من قاد بلدنا للمونديال.. وكان كابتناً لأولئك الأبطال..؟!
* ماجد الذي يعرفه كبار الكوريين.. وصغار اليابانيين.. وكل الماليزيين والسنغفوريين.. يجهله (بعض) السعوديين.
* كان ينبغي أن تدرسوا نبذةً عن ماجد في مادة التاريخ.. وفي علم الفلك والنجوم مع الشمس والقمر والمريخ.
* ولا بأس إن رسموه لكم خريطةً في الجغرافيا.. فقد كان علامةً فارقةً في جبين آسيا.
* أما في اللغة والقواعد.. فهو الأمثلة والشواهد.. وهو أعذب قصيدةٍ في الشعر والأدب.. وأحلى لحنٍ في الفن والطرب.
* فقد وحّدَ هذا الأسمر جماهير الوطن على موهبته التهديفية.. فكان نموذجاً مشرقاً في التربية الوطنية.
* اسألوا عنه سور الصين, و حارس الأرجنتين.. ومن كان ذا عينٍ فيرى.. فليشاهد هدفه في إنجلترا.
* صدقوني.. لست لنجوم جيلي بالمنحاز, ولكن.. ماجد هو الإعجاز.. وهو الحقيقة وغيره المجاز.. إنجازٌ يتلوه إنجاز.. وفنٌ تعدى به الكل واجتاز.. وأخلاقٌ بها تفوق وامتاز.. فكان قدوةً في نجد وعلماً في الحجاز.
* أأحدثكم عن السهم الملتهب.. أم عن الخصم المنتحب.. أم عن الحارس المرتعب..؟!
* أأخبركم عن السحابة التي تمطر ذهباً..؟! أم أحكي لكم عن الفن الذي تجسد لعباً..؟! أم عن اللعب الذي تحول طرباً..؟!
* أتريدون مني أن أصف لكم ( بيليه ) الصحراء..؟! أم أشنف أسماعكم بقصة الجوهرة السمراء..؟! أم أحكي لكم عن عشاقه الذين باتوا في حبه سواء..؟!
* أترغبون أن أرتقي بكم عالياً كما كان يفعل أفضل ضارب راس؟!.. أم أمر بكم على ضحاياه من الحراس؟!
* اسألوا حراس المرمى عن أكثر لقبٍ جلب لهم الفرح والإسعاد.. حتى نالوا به الأمجاد.. أليس لما صار ماجد لهم ( الجلاد )؟!
* إن كانت البرازيل والأرجنتين تفتخران بـ( بيليه ) و ( ماردونا ).. فإن السعودية والخليج وآسيا يتباهون بـ( ماجدونا ).
* فهذا اللاعب لم يأت في ملاعبنا لا بعده ولا قبله.. ولا شبيهه ولا مثله.. ولا ينكر ذلك إلا من أطال التعصب جهله.. وغطى الحقد عقله.
* فهو الثابت في جميع المقارنات وغيره المتحول.. والكل خلفه في كافة التصنيفات وهو الأول.
* تعددت من حوله الأسامي.. فكان كعادته السامي.. نجمٌ حقيقي, ليس بالورقي, وتفوقه منطقي.. فقد رفع علمنا في كل المحافل.. وسجله بكل الإنجازات مليءٌ وحافل.
* ظلَّ ثابتاً رغم المشككين ولم يهتز..يعرفه جيداً سكان حي الملز.. وذلك لما ارتقى للمجد وقفز.. وعندما رأوا من بيوتهم تلك الرأس.. أيقنوا تلك الليلة بحمله للكأس.. ومن يومها أصبح ذلك الهدف تاريخاً لهم وعلامة.. حتى أنهم أسموا ذلك اليوم بـ( يوم الهامة).
* أذاق منتقديه الأمرَّين.. وجعلهم خبراً من بعد عين.. يتطاولون عليه بالكلام.. ويشهرون نحوه الأقلام.. فينظر إليهم نظرة العملاق للأقزام.. ويرد عليهم في الملعب بالأفعال الجسام.. فيحقق الأمجاد.. ويغيظ الحساد.. وكلما عادوا عاد.. ولو زادوا لزاد.
* هذه يا طلابي نبذةٌ مختصرةٌ موجزة, عن الظاهرة الكروية المعجزة.. ذكرتها بجهد المُقِل, واختصار المُخِل.
* فالحديث عن ( مجد ماجد ) طويل, فاختاروا ( جزءاً ) لأسرده لكم بالتفصيل.
* فقام الطالب السائل.. وقال ودمعه سائل.. قد كفتنا والله هذه الرسائل.. وأوضحت لنا كل المسائل.
* فقد اكتشفنا من خلال هذا الكلام القليل.. بأنه لاعبٌ أصيل.. ونجمٌ ليس له مثيل.. والعاقل يكفيه التمثيل.. ويقنعه التعليل.. ويرضيه الدليل.. ولا حاجة له في التطويل.. كم أحسدك يا أستاذي على زمنكم الجميل.. وفنكم الكروي الأصيل..
فقد كان لديكم ( ماجد) فمن أين لنا بـ(ماجدٍ) في هذا الجيل..؟!
ثم أنشد الطالب:
وما المجد إلا ( ماجدٌ ) في ارتقائه
به جيلكم يسمو علينا ويرتقي
هلموا بنــا كيما نشاهد فنــه
فموعدنا في (درة الفهد ) نلتقي
فإن كان (جيل الأمس) جاء مودعاً
فلا شك (جيل اليوم) جاء ليستقي
مع تحيات عاشق المستديرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|