من اجل عيون مفتولين الشوارب
تمتعت ليلة البارحة بعزيمة عند أحد (الكرماء ) لقب يسعى اليه الناس في هذا الزمن سعياً حثيثاً سواءً بمالهم أو بجاههم ....فحدثنا احد الحاضرين يقول كان كلما زارني احدٌ من الأصحاب او الزملاء ذهبت الى ذلك الحضرمي القابع في الشارع الموازي لحينا ، فأخذت منه ذبيحة بالدين لكي أُكرم مفتولين الشوارب ( هكذاسماهم ) ولم أعي بنفسي الا وهو يطالبني بعشرة الآف ريال ، ولم يكن يفصل بيني وبين دجاج الأخوين الا مسافة لاتتجاوز العشرة أمتار ، ولكن كيف اعشي مفتولين الشوارب دجاج أو سمك ، رحمته كثيراً فراتبه لايتجاوز الثلاثة الآف ولديه من الأطفال ستة اطفال ولكن عندما وضح لي أن بني قومه لو عشاهم على غير المفطح او بالأقل تيس وملحقاته فإنه سيدفع سمعته ، وهيبته بين ربعه وجماعته ثمناً لهذا الفعل الشنيع ، الذي يعد جريمةً لاتغتفر في قاموس مفتولين الشوارب ، حتى أنه يروي لي ويقول : ذات مرة جاءنا عكف الشوارب فذهبت الى صاحبي ( الحضرمي ) فاعتذر ولم يعطيني ذبيحة لأنني لم اسدده مبلغ الذبائح السابقة ، فاضطررت الى بيع ذهب زوجتي لكي اعشيهم ، واحضرت الذبيحة وقامت ام الأولاد بالطبخ وكانت تعاني من ارهاق بسبب كثرة التعب وفجأة دخلت المطبخ الا وهي تترنح وأغمي عليها ، فخرجت الى القوم وطلبت منهم العذر لأغيب عنهم قليلا ، ثم أوصيت ابني
ذو السبع سنين أن يبقى معهم في المجلس ، ومررت على المستوصف ورميتها هناك(مستوصف تجاري )ورجعت وأكملت الطبخ بنفسي ومفتولين الشوارب في المجلس يلوون المسابح !!!!
فقلت له ان أكثر ماشد انتباهي أن شاربك ليس مفتولا ، فقال قد انفتل ظهري من هذه العادات التي ستدخلني في دوامة الديون ودهاليز السجون ، فقلت له : يا صاحبي إن مفتولين الشوارب ليسوا بعزرائل أو اسرافيل ، وليسوا بأفضل من محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول ( لو دعيت الى ذراع أو كراع لأجبت ) وقد اولم على احدى نسائه بدقيق فته بلبن ، فقال لم يكن هناك مفتولين الشوارب ..!!
نعود الى عزيمة صاحبنا حيث قلط الدور الخامس الى جانب الضيف على السفرة مباشرة ، وكانت هناك مفاجأة لم تكن للدور الخامس في الحسبان فقد كانت السفرة تحمل بين جنباتها ثلاثة خرفان مفاطيح كل واحد اطلق من الثاني ، والى جوارها العصيدة والمرق ، وجميع انواع السلطات والإيدامات والفاكهة والمشروبات ، وأنواع كثيرة من الحلويات ، فكشرت عن انيابي ، وحلفشت عن مذارعي ، وهمت في ظهر الخروف ، وسبحت في خلوفه ، وغطست في احشائه ، وفجأة نظرت الى الظيف ، فإذا بيده لم يمسها الدسم ، وهو يأكل تفاحة فقلت متعجباً لماذا لاتأكل ؟
وحلفت عليه وقطعت له من اللحم فقال لا تفعل هذا فوالله لو أكلت من هذا اللحم لما نمت هذه الليلة ..!!
فقلت في دهشة لماذا ؟ فقال يا أخي أنا ممنوع من اللحم مطلقا ولو أكلته لبدأت في رحلة من المعاناة لاتنتهي ، فقلت في خاطري لماذا هذا العبث بهذه النعمة والضيف لم تدخل جوفه ..!!
فعلا أمر يدعوا الى الحيرة ، ولكنني تداركت نفسي فنظرت الى شار ب الضيف
فإذا هو مفتولا فعذرت صاحبي .!!
|