[alm7b]

[align=center]خلال عقود الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي, كانوا يقولون: بأن الأسماك البحرية مأكول الفقراء والأغنياء في آن, تعبيراً عن رخص أسعار هذا الصنف من اللحوم البيضاء, وأيضاً بسبب توفرها الدائم في الأسواق وبكميات تفوق الطلب.

وبين الأمس واليوم, اختلفت المعادلة إلى حدود بعيدة, وشهد هذا الصنف من الغذاء تراجعاً كبيراً بسبب ارتفاع أسعاره, وهو ما أدى إلى الإحجام عن توفيره وعدم تناوله كغذاء أساسي, مثلما كان واقع الحال في زمن سابق.‏

وإذا أردنا الإحاطة بأسباب تراجع توفر الثروة السمكية, فيمكن القول: إن هذه الأسباب باتت أكثر من معروفة, وهي تعود أساساً إلى ما يسمى بالصيد الجائر في مياهنا الاقليمية, وعدم الاكتراث بالخطط والبرامج والقوانين المعمول بها دولياً. فالذين يقومون بمثل هذه الأساليب الممنوعة من الصيد على الشواطئ الساحلية, يمكن مشاهدتهم بالعين المجردة, وهؤلاء يقومون صباح مساء في الأخذ بطرق محرمة دولياً. فاستخدام (الديناميت) وبعض أصناف المتفجرات الأخرى, أو الصيد بواسطة مايعرف بالشباك (الجارفة) والتي بدورها ممنوعة حتى من التصنيع.. كل هذه الأساليب وسواها, باتت وللأسف أشبه ما تكون بالمظاهر الطبيعية والمألوفة, مع أن غالبية بلدان العالم إن لم نقل جميعها, تنظر إلى هذا السلوك بكثير من الاستهجان والريبة.‏

الأساليب التي أتينا على ذكرها, ساعدت وإلى حد كبير في خسارة قطاع حيوي ومهم, فإلى جانب تبديد الفواتير المالية الكبيرة التي يمكن أن تعود إلى خزينة الدولة فيما لو كانت عمليات الصيد منظمة, فإن الآلاف من الصيادين الذين توارثوا هذه المهنة عن أجدادهم, يواجهون اليوم بطالة فعلية نجمت عن تصحر مياهنا الاقليمية من كل ما له علاقة بالأحياء المائية.‏

والسؤال: لماذا لا نقوم بصوغ قوانين وتشريعات من شأنها التضييق على الصيادين بعقوبات تجعل الذين يخالفون يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على مثل هذه السلوكيات المرفوضة?!‏[/align]


[align=center]alm7b][/align]