[الفقار]

قلت الامطار في زمن الفاروق طيلة ثلاث سنوات متتالية وحدث بعدها قحط شديد استمر قرابة التسعة أشهر
تغيرت فيه الأرض وأصاب الناس الجوع الشديد ،
وقد ذكر المؤرخون الهم الذي أصاب الخليفة عمر رضي الله عنه حتى أن لون وجه تغير عما كان عليه وقد
قام الفاروق بمجموعة اجراءات للتقليل من تأثير المجاعة ولعلي أذكر بعضها
1- طلب الفاروق من أهل الشام امداد الحجاز بالطعام
2- طلب الفاروق من والي مصر عمربن العاص التموين ونتج عن ذلك شق طريق بحري من النيل حتى الجزيرة
يعرف بخليج أمير المؤمنين وقد اندثر هذا الطريق
عندما صلت المؤنة قسمها الفاروق بين الناس وأرسل رجاله للتوزيع على الناس خارج المدينة وطلب من رجاله
أن يعطوا كل بيت ثوبين كسوه وبعير ودقيق وطلب منهم أن ينحروا البعير ويجففوا لحمه ليبقى معهم مدة أطول
3 كان يحمل بنفسه الطعام للفقراء خارج المدينة
4- عندما اشتدت المجاعة قدم أهل القرى والبوادي على المدينة فكان الفاروق يولم لهم يوميا العشاء حتى ذكر المؤرخون بأن العدد
قد قارب العشرة الآف في وليمة واحده
(( لعلي أختم بهذه القصة : بعد وصول الامداد أمر بنحر الأبل وتوزيع اللحم بعد طبخه بين الناس
فحمل اليه رجاله أطيب اللحم ليأكله ولما وضعوه أمامه قال : ماهذا عمر يأكل أطيب اللحم والفقراء
يأكلون الكراديس من اللحم )) أرفعوه عني وأتوني بزيت (( مرق )) وخبز ولما أحضره الخادم تناول أول لقمة وتوقف
وقال لخادمه خذ هذا الطعام واحمله إلى بني فلان خارج المدينة فإني لم أتعهدهم منذ يومين ))

المرجع : التاريخ المشرق