يعرف الرجل من هيبته ?
يعرف الرجل من هيبته ::
قديماً قالوا " يعرف الرجل من هيبته " و كان الرجل في عصور ماضية يستحق الوصف بكلمة " رجل " بكل مدلولاتها الجسدية و النفسية ، حتى أصبح المتعارف عليه أن وصف رجل تطلق على جنس " الذكور " ، لكني أجد تحفظاً شديداً على استخدامها بشكل مطلق و على من يصنف من ضمن " الذكور " لطبيعته الخلقية ، فكثير يحيون بيننا ذكور لا رجال و لا حتى أنصافهم .
في عصر الإسلام المزدهر بحياة رسولنا الكريم و حتى بعد وفاته إن سمعت كلمة " رجل " لا يرتسم أمامك إلا معاني الشهامة و المروءة ، لا تتخيل إلا رجلاً بجسدٍ مفتول العضلات له هيبته و احترامه ، لن ترى بناظريك إلا صور رجولية بطولية للرسول و صحابته و قد يخطر ببالك فوراً عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - لما اشتهر به من قوة شخصية ، كان الرجل حقاً يمثل تلك الكلمة أدق الوصف ، كانوا رجالاً تهابهم حجارة الطرقات و هذا أبداً لا ينافي رقة قلوبهم في مواقف تحتاج اللين ، و حققوا بـ " برجولتهم " نصراً و فتوحات و مجداً ضاهى وقتها كل الدول الأوروبية و فعلاً كانت الأمة الإسلامية أمة بجدرانٍ قوية قائمة على أساسات صلبة و رجال حملوا الأمانة بقلوبهم و كانوا على قدر التكليف من رب العالمين . قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والجبال والأرض فأبين أن يحملنها و حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً).
وانتقلت الأمانة بمرور الزمن لوقتنا الحالي لعصرٍ اندثرت به كل القيم عدا " الخلاعة و الميوعة " ، انتقلت لمن نسميهم مجازاً - رجال - ، بكل أسف ما نراه في مجتمعاتنا من عينات ذكورية لم يصلوا لمرحلة الرجولة بعد ، فكيف لمن يتمايل صبح مساء على أغانٍ مبتذلة تخدش الحياء نطلق عليه لفظ رجل ؟ كيف لنا أن نصدق أن هذا الجسد حقاً من يملكه " رجل " حين يتخذ من الرقص مهنةً له و الفضائيات لا تراعي الذوق العام ضاربةً بعرض الحائط القيم و المثل و تعرض لنا " الذكر الراقص " فهل تسمح لنا الأعراف بإطلاق " رجل " على هذا النموذج الساقط ؟
أيمكنني أن أصف من أرى دموعه تنهمر وبات ليالٍ يشكو حاله و هجره النوم و اسودت الدنيا بعينيه لأن " معشوقته " - بالحب المحرم طبعاً - هجرته ، بأنه رجل و على عاتقه مسئوليات جسام و هو يغفل عنها ، أم أن الأقصى و بلاد المسلمين حُررت ؟ يبكي ذكورنا لخسارة فريقهم المفضل بالمباراة في حين يمتنعون عن البكاء خشية من الله أو اعتذاراً لوالديهم باعتبار أن البكاء فيه انتقاص من ذكورتهم .
أرجال هم شباب ستار أكاديمي و أمثاله ؟ أرجل من يضع بأذنيه تشبهاً بالغرب " حلق " ؟ كيف لنا أن نحترم و نهاب من يمشي في الطرقات بتسكعٍ و تمايلٍ عجزت إناث التمايل عن فعله ولا ننسى طبعاً ضرورة إتباع " الموضة " و خصوصاً بلبس البنطال الساقط.
مشاهد نراها يندى لها الجبين ، تحرر الخجل ابتعد و توارى عنا لما يرى من نماذج تخلت عن رجولتها واتبعت هواها بكل شئ ، تخلت عن دينها و عقيدتها و انقادت خلف الضياع و السقوط بوحل الرذيلة أكثر.
يا أسفنا على زمن غاب فيه " الرجال " أين أمثال صلاح الدين ؟ أين هم أحفاد عمر المختار أين هم رجال أمة خير البرية محمد ؟ أتستطيع تلك النماذج أن تدافع عن حبيبنا الذي يُهان و هل سيصدق الغرب أننا حقا نحب نبينا و ندافع عنه بصدق ؟ إذاً أين أهدرنا سنته ؟
هل بأشباه رجال سنحرر بلادنا المسلوبة و نعيد المجد للعراق و فلسطين ؟
الأقصى يئن و يستصرخ و يحتاج رجالاً لا أنصافهم .
واقع مخجل و مبكي بكل أسف ، مجتمعاتنا تلوثت بقيم مسمومة هدفها النيل من شبابنا للوصول بهم لما حقاً وصلنا إليه من عقول مفرغة من محتواها ، لنملك فقط ذكوراً بلا رجولة ليس بإمكانهم النهوض بأمتهم ، و غير قادرون على تبني قضايا الأمة .
فهل سيطول حال تأخر تلك الأمة ؟!!
اعجبتنى فنقلتها من احدى المدونات
جزى الله كاتبها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|