عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2008, 07:11 PM   #9
بادي
 
الصورة الرمزية بادي
 







 
بادي is on a distinguished road
افتراضي رد : معلومات كونية ... معلومات كونية ... معلومات كونية

قال لي شيخي
في هذا الكون ، بدائع وعجائب وآيات تذهل العقل ، وتبهج النفس ، وتهتز لها الروح ، ويرف لها القلب ، ولا يسع العقل السليم إلا أن يلهج بالتسبيح لخالق هذه العجائب والبدائع تباركت ربنا وتعاليت ، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار
هذه العوالم فيها إبداع وحكمة ، ودلائل قدرة ، وآيات رحمة ، والله سبحانه لا يرضى لنا أن نمر بهذا المهرجان ونحن مغمضو العيون عن آثار جماله ، ودلائل قدرته وكماله ، ولازال يهيجنا إلى النظر والتأمل فيها ، فبهذا التفكر يمتلئ القلب بمعرفة الخالق عز وجل ، وبمحبته ، فإنه متى عرفه ، احبّه ولابد ، فعلى مقدار العلم به ، تكون قوة الحب له ، والتعلق به ،
وكلما كثرت الأدلة والبراهين والآيات ازداد القلب محبة للخالق سبحانه ، ومثال ذلك أن يقال لك إن عالماً ألّف كتاباً بديعاً ، فقد تعجب به ، ولكن إذا قيل لك أنه ألّف (ألف كتاب) في فنون مختلفة ، وأتى في كل منها بالعجب الذي يبهر العقول ،
فإنك لا تملك إزاء ذلك إلا الإعجاب به ، والثناء عليه ، والإجلال له ، ولله المثل الأعلى .. ها أنت حيثما وجهت نظرك رأيت آيات ودلائل وأعاجيب تهز القلب ، وفي كل منها شاهد قوي على أنها من صنع اللطيف الخبير سبحانه وتعالى ولكن أكثر الخلق كما قال تعالى :
(( وكائن من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنا معرضون ))
ألا تعجب لكنوز مكشوفة مستورة ، وجواهر محجوبة منظورة ، وأسرار خافية ظاهرة ، تملأ ما بين السماء والأرض ، تقدّم للناظر شهادات على صفات خالقها وأسمائه الحسنى !
(( وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟؟))
(( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ))
أما العقلاء يا بني ..
فقد هالهم هذا الجمال ، وأدار رؤوسهم هذا الإبداع في الكون ، فوقفوا إزاءه خاشعين ، منبهرين ، متفكرين معجبين ، مسبحين هذا الخالق العظيم جل شانه ، وفي ذات الوقت : هم يعجبون من هذا الإنسان الذي قد يقف أمام صورة زيتية نقشها مخلوق ، فلا يزال يتفكر فيها ويعجب بها ، ويثني على مبدعها ، ويعدد مناقبها ، ثم تجد هذا الإنسان بعينه :
يعمى عن جمال هذا الكون ، وحوادث هذه الدنيا البديعة ، وصورها المتحركة، وغاب عن عقله أن يفتش فيها عن صانعها ، ويتعرف من خلالها على أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، ويثني عليه بما هو أهله ، حتى يتنور قلبه ، وتشف روحه ، وتزكو نفسه ، لم يفهم من هذه البدائع والعجائب إلا الصور الماثلة ..!! سبحانك ربي سبحانك ..! في الأرض بحار وجبال ، وأشجار وأزهار ، وفي السماء شموس وأقمار ، ونجوم ومجرات ، ونظام وإبداع ، وفصول مختلفة ، وكائنات متنوعة ، وآيات تتولد منها آيات ..
فكيف لا يُشكر الله العظيم في علاه تبارك اسمه وتعالى جده ، ولا إله غيره ، ولا رب سواه ..!؟ سبحانه من أعظمه .. وأجل شأنه ..!
يا بني ..
من يدرس الكون دراسة متأملة واعية ، فيرى آثار رحمة الله ، وكمال قدرته وعظمة حكمته : لابد أن يمتلئ قلبه بحب الله تعالى والحياء منه ، كما صاح أحد العارفين يوماً : رباه ..! في العيون بهاؤك ، وفي القلوب حبك ، في الروح إجلالك .. جمالك في السموات ظاهر ، وفي الأرض باهر ، ولكن أكثر الناس محجوبون ، يتقلبون في النعماء ، ويرون مظاهر الجمال في كل مكان وأكثرهم صم بكم عمي …!! وكأين من آية يمر بها الإنسان وهو معرض ..! يالها من دروس بثها الله في الأرض ، ولكن أكثر الخلق عنها غافلون ..
يا بني..
بدراسة هذه العجائب والبدائع يقوى إيماننا ، وتزكو نفوسنا ، وتقوى عقولنا ..
صــورٌ وعجائب إن ذُكِـرت **** ذُكِـر الخلاق على الأثـرِ
انظر يا بُني في حب الرمان مثلاً :
تجد الحلاوة في المرارة ، وترى الحب الحلو وهو مغروس في أصول شديدة المرارة ، وهناك لطائف لطيفة على الحب لتمسكه فلا يضطرب وتحفظه وتمده بالغذاء ..!! وانظر إلى اللسان في هذا الإنسان ،
إنه معجزة قائمة بذاتها ، كيف نطق ، وكيف استوى ، وتفكر لو أنه طال حتى تدلى ، أو لو أنه قصر حتى تعطل عن وظيفته ، أو لو أنه كان ثقيلاً فلا يتحرك ، أو خفيفاً تقطعه الأسنان إذا وقع تحتها ،
فمن ذا الذي قدّره وسواه ، وأبدعه ، وألهمه كيف يؤدي وظيفته ..؟؟ وعلى هذا وذاك قس ترى العجب العجاب فلا تملك إلا ان تلهج في خشوع :
(( ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك ، فقنا عذاب النار ))
فإذا ثبتت قدمك في هذا الطريق :
فما أسرع ما تجد صدى هذا الإقبال في قلبك : يقين راسخ ، وإيمان لا يزال يزيد وينمو كلما وقع نظرك على آية .. ولذا قالوا : ما نفع القلب شيء مثل خلوة يدخل بها ميدان فكرة .. بمعنى : أن يختلي الإنسان بربه _ يعتكف _ ليدير عقله في هذه الأعاجيب .. وختم شيخنا حديثه الشائق بقوله : عجبت ممن يرى هذه الأعاجيب ، ثم هو لا يعرف الله سبحانه ..! وعجبت ممن عرفه ثم لم يحبه ..!
وعجبت أكثر ممن زعم أنه يحبه ثم هو لا يقبل عليه بالطاعات والقربات ..ثم أخذ يردد :
تعصي الله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس فظيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعتـه إن المحب لمن يحب مطيعُ
- - - - -
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين أبو عبد الرحمن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
http://www.saaid.net/twage3/097.jpg
أخر مواضيعي
بادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس