[أحمد العدواني]

أخي موضوعك غامض جداً ، أنت لم توضح هل أنك ضعيف حجة وقليل ثقة بنفسك أمامهم ، أما أنك تتلعثم ولديك ( لتغة ، أو عقدة لسان فطرية كما يسميها البعض والتي كانت في لسان نبي الله موسى عليه السلام ولم تعبه ) والحالة الأخيرة هي التي فهمها منك الأخ / محمد بخيت ورد بناءً عليها .. !!

وبأسباب ذلك أتت الردود متباينة

وفي الحالتين أفصل لك لأريحك فأقول :

إن كنت عنيت أن الله سبحانه جعل في لسانه لتغة ( لثغة ) أو عقدة من صغرك أو بأسباب حادث فهذا أمر لا يعيب ومن يضحك منك بأسبابها وأياً كان فهو شخصٌ حقير ولا يستحق الصحبة وأنصحك بترك صحبته

أما إن تعلق الأمر بأنك تتلعثم وينعقد لسانك ( إرادياً ) خجلاً منك من تهكمهم بك وبأهل الجنوب وعدم قدرتك على الرد عليهم وإيقافهم عند حدهم فهذه مشكلة لديك أنت وهي للأسف ـ واسمح لي ـ مأخذ عليك وأنت السبب فيها ، فلو أنك من أساس علاقتك بهم كنت واثق القول والفعل وممن يمتكلون شخصيةً قويةً ترغم وتجبر الآخرين على إحترامها واحترام كل ما يتعلق بها ( أهل ، قبيلة ، تاريخ ، ثقافة ) و حتى لو كان هناك ما يسبب الضحك ( جدلاً ) لما تجرأوا على الضحك حين الإتيان على ذكر أهل الجنوب والزهارين ولما أصبحت أنت تلعثم أمامهم وتطأطأ رأسك وتبتسم إبتسامةً صغيرة كما ذكرت !!

أخي أتعجب منك كيف لك أن تصف أن أن صحبتهم ( زينة ) وأنهم عرب من ظهر عرب وأنهم رجال و .. و .. و .. الــخ !!

وهل بالله عليك العرب الأصلاء والرجال من ظهور الرجال يتهكمون بغيرهم من الرجال ، وفي وقتٍ قد يكونون هم أقل شأناً ولا أصل ولا فصل لهم مقابل من يتهكمون به !!

إن ما نحن فيه مما نراه من شكاوى من بعض أبناء قبيلتنا أو قبائل جنوبية أخرى من أنّ نجديين أو قصمان أو سواهم من آل فلان وعلان وآل بطيخ يتهكمون بهم يعود لسببين لا ثالث لهما :

1- قدر الله في أن الحكم الحالي لجزيرة العرب في نجد ، وأستغل ذلك بعض ضعاف النفوس وفاقدي الشرف ( حسباً ونسباً وقدراً وكريم أفعال وصنيع ) من ساكني هذه الديار ليظهروا أنفسهم على غيرهم ووجدوا أن أكثر المجتمعات تقبلاً لتهكمهم بل خنوعاً أمامه هم أهل الجنوب ( وهذا أمرٌ محيّر بالفعل ) !!

2ـ أهل الجنوب أنفسهم تجدهم من بينهم ضعيفي شخصية خانعين مسالمين لا خلفية تاريخية ولا ثقافية لديهم عن أمجادهم وحضاراتهم وأسلافهم الذين حازوا المجد كل المجد ليجابهوا بها سواهم من الجهلة والوضعاء ، وأقول تحديداً ( الجهلة والوضعاء ) لأن عقلاء القوم منهم والمتعلمين والعارفين بحقائق التاريخ يحفظون للجنوبي والأزدي والزهراني تحديداً قدره ، ولكنهم إن وجدوه كما أسلفت خانعاً ذليلاً سيء القول والتصرف ، وجدوا أنفسهم في حلٍ من الأمر ورأوا أن هذا الشخص لا يكترث بأن يظهر أمام غيره ( دوناً ) أو لا يجد سبيلاً لإنصاف نفسه والدفاع عنها بإقرار ( مكانته وأصالته ) ، فيكون تهكمهم حينها أمراً يرونه عادياً !!

علينا أخي أن نخلح جلابيب الهوان التي ألبسناها ـ نحن ـ أنفسنا حتى وإن رأينا أو سمعنا غيرنا يحاول ( حقداً ، حسداً ، ضغينةً ، جهلاً ، بحثاً وطلباً للشرف بالإعتلاء على أكتاف أهل الشرف والعزة والمجد والطولة " كما حال أغلب اليعربيين ونحن منهم بل نحن أشرفهم وآصلهم وأبلغهم للمجد والشرف قولاً وفعلاً " ) ، إن رأينا أو سمعنا ولئك الغير يحالون مجرد المحاولة التقليل من شأننا أو التهكم بنا أن تكون لنا وقفات صارخةٌ صامدة ,نابعةٌ من ثقةٍ مفرطة واعتزاز ورقي ذات ، لتكون خير ردٍ عليهم حينها ، وتكون أيضاً أصدق عبرةٍ وأقوى مانعٍ لتكرار مثل تلك المواقف منهم مستقبلاً . . !!

نحن من نصنع أنفسنا ونظهرها أمام الآخرين ، فمنهم كما ذكرنا ( الجاهل ) ويستحق التنوير ، ومنهم الحاقد ويستحق التقريع والردع

تحياتي لك .. وارفع رأسك عالياً وصوتك صادحاً , وقبلها اجعل أقوالك وأفعالك وأفكارك قمماً تطاول السُحب وتصل عنان السماء ، فوالله ما الشرف والعز إلا لأهله حتى وإنْ تقول به الدخلاء أو حاولوا التظاهر والإرتقاء به " زوراً وبهتاناً " !!

لك وللجميع خالص تحياتي