[حكيم]

ركن الخطباء .. هو ذلك المكان الذي تفتقده الكثير من دولنا العربية والإسلامية , هو مكان عام في حديقة الهايد بارك في لندن . ذلك المكان الذي يعطي المرء البسيط حريته بالتعبير عن ابسط حقوقه الا وهي الفكر .
حرية التعبير عن الرأي تلك التي قد اغتيلت في شوارعنا العربية . يقوم المرء هناك خطيباً ليعبر عما بدا له من قيم أو من معتقدات او حتى شتم !
إن اراد أن يغني بصوت عالٍ أم يسخر باسلوب ثائر على بوش أو حتى بلير !
هناك تذوب جميع الحدود ، بعيداً عن الإستخبارات وبعيداً عن سلطات تعودت عليها شعوبنا إن ارادت ان تصف فقط كيف هو شكل بيت حاكمها !
في معظم دول عالمنا العالم الثالث ، يلد منا الولد وفي فمه قفل ! لا يفتح إلا في مكان مثل الهايد بارك .
الحرية كما قال احد الفلاسفة هي تعريف لكلمة السعادة ، تلك التي حرمنا منها ولم نذق حلاوتها لا من قريب ولا من بعيد !
ولكي لا اصبح متعجرفاً فإنني سأبدأ يوميا بكتابة بعض المقالات التي تحلو لي وقد تحلو لكم او لمن يحبون الفكر والحرية والتعبير عن الرأي ، ولما كنا في أمس الحاجة في عصرنا الحاضر لفهم الآخر وتقبل الجديد فإني من هذا المنبر سأحاول ولو بالبسيط توضيح بعض المقارنات بين شعوبنا العربية والشعوب الغربية .
قد يقول قائل منكم انبهار أو تقليد !
فليكن ما يكن ، فهو واقع يجب أن نتفهمه وندرسه لنرى كيف وصلوا إلي المريخ عفواً كدت أن اقول الى القمر لولا أنني استدركت ! وكيف نحن لا زلنا نغرق في صفحات تاريخنا المجيد لنبحث لنا عن مخرج في هذه الحضارات !
عزيزي القارىء ، إن مايدعو فعلاً إلى التأمل هو أن نكون قادة العالم في يوم ونصبح بعدها عالم ثالث في اليوم الذي يليه ! مالم نكن عالماُ آخر !
ولكني لا زلت اتسائل من هو العالم الثاني ؟!
ولست هنا في مكان للإجابة عن السؤال المر فكلنا يعلم ما هو الجواب .
دعونا نعود للوراء لتحدث قليلاً عن الحرية التي أصبحت جريمة في العالم العربي ! ولكن في المرة القادمة ..
انتظروني ..