عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-07-2008, 07:26 AM
صـدى زهـران صـدى زهـران غير متواجد حالياً
 






صـدى زهـران is on a distinguished road
افتراضي الوفــاء النــادر

بسم الله الرحمن الرحيـم
أخواني الأعزاء السلام عليكمـ ورحمـة اللـه وبركاتــه هذهـ قصة أرجوا منكمـ قراءتها و استنتاجـ فوائدها والعمل بها
أتــى شـابـّـان إلـى الخليــفة عمـر بـن الخطــاب رضــي الله عنـه وكـان فـي المجلـس وهمـا يقودان رجلاً من البـادية
فأوقفوه أمامــه
قال عمـر: ما هذا ؟
قالوا: يا أمير المؤمنين هذا قتل أبانا.
قال: أقتلت أباهم؟
قال: نعم قتلته.
قال: كيف قتلته ؟
قال: دخل بجمله في أرضي , فزجرته , فلم ينزجر , فأرسلت عليه حجراً , وقع على رأسه فمات...
قال عمر: القصاص..
الإعدام..قرار لم يكتب..وحكم سديد لا يحتاج مناقشة , لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل , هل هو من قبيلة شريفة ؟
هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لايهم عمر ـ رضي الله عنه ـ لأنه لايحابي أحداً في دين الله
ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ولو كان ابنه القاتل لاقتص منه ..
قال الرجل: يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت بـه السماوات والأرض أن تتركني ليلة , لأذهب إلى زوجتي و أطفالي
في البادية , فأخبرهم بأنك سوف تقتلني , ثم أعود إليك , والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا.
قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية , ثم تعود إليّ ؟ فسكت الناس جميعاً , إنهم لا يعرفون اسمه , ولا خيمته
ولا داره ولا قبيلته ولا منزله , فكيف يكفلونه ؟ وهي كفالة ليست على عشرة دنانير , ولا على الأرض , ولا على ناقة
إنها كفالة على الرقبة أن تقطع بالسيف ...
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن يمكن أن يفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة
وعمر متأثر , لأنه وقع في حيرة , هل يقدم فيقتل هذا الرجل , وأطفاله يموتون , جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة
فيضيع دم المقتول , وسكت الناس , ونكّس عمر رأسه , والتفت الشابين: أتعفوان عنه ؟ قالا: لا , من قتل أبانا لابد أن
يقتل يا أمير المؤمنين ..
قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفّاريّ بشيبته وزهده , وصدقه وقال: يا أمير المؤمنين , أنا أكفله
قال عمر: هو قتل , قال: ولو كان قاتلاً !
قال : أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه , قال كيف تكفله ؟
قال: رأيت فيه سمات المؤمنين , فعلمت أنه لا يكذب , وسيأتي إن شاء الله
قال عمر: يا أبا ذر , أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تارككـ !
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين..
فذهب الرجل , وأعطاه عمر ثلاث ليال , يهيئ فيها نفسه , ويودع أطفاله وأهله,وينتظر في أمرهم بعده , ثم يأتي
ليقتص منه لأنه قتل...
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد , يعدّ الأيام عداً , وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة , فجاء الشابان
واجتمع الناس , وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر , قال عمر: أين الرجل ؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفت أبو ذر
إلى الشمس , وكأنها تمر سريعة على غير عادتها , وسكت الصحابة واجمين , عليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر, وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة لكن هذا منهج , لكن هذه أحكام
ربانية , لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتناقش صلاحيتها , ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى ناس
دون ناس , وفي مكان دون مكان...
وقبل غروب بلحظات , وإذا بالرجل يأتي , فكبّر عمر , وكبّر المسلمون معه .
فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك , ما شعرنا بك وما عرفنا مكانكـ!!
قال: يا أمير المؤمنين , والله ما عليّ منك ولكن عليّ من الذي يعلم السر وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين , تركت أطفالي
كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية , وجئت لأقتل...
فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان ؟ قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه...
قال عمر: الله أكبر , ودموعه تسيل على لحيته...

وقفه
أخواني آلا ترون أن عنوان الموضوعـ هو الوفــاء النــادر والحقيقهـ في هذه الأيام نعم أنه الوفـاء النادر
وأتمنى منكم الأستفاده من القصة...
من مكتب Saudi falcon
تح ــياتي...أخ ـــوكمـ...صقر السعودية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
.
.
.
جاري البحث
.
.
.
أخر مواضيعي