ح3 ـ بلخزمر قصصٌ وتاريخ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا في الحلقة الثانية مراحل الشياخه في القبيلة إلى حين وصولها للشيخ/ محمد بن أحمد "رحمه الله" .
وقد ذكرت فيها قصيدة بدعا وردا من الشيخ / محمد بن أحمد "رحمه الله" إلا أني لم أتطرق لقصة القصيدة ، ولكن للمطالبة بتوثيق قصة القصيدة حتى لا تندثر ولما فيها من شجاعة وشهامة وإخلاص للقبيلة من كل أفرادها بما فيهم الفئة الغالية على قلوبنا " النساء " فقد آثرت كتابتها في الجزء الثالث وتخصيصة لهذه القصة لما فيها من فخر واعتزاز بماضي تليد كان ولازال يقطن في نفوس أبناء بالخزمر الكرام .....
والى القصة :
كان العرف قديما يقضي عند قدوم مولود ذكر على أهل المولود أن يأخذوا الإذن من أخواله حتى تتم عملية الطهار ، وكان هناك امرأة من قرية الجماجم متزوجة في قبيلة مجاورة ـ تم حجب اسم القبيلة والقرية درأً للفتنه ـ من قرية تقطن في تهامة ، فأنجبت من زوجها طفلا وحينما حان وقت الطهار أقدم زوجها على طهار ابنه دون أخذ العذر من أخواله فسألته زوجته هل أخذت العذر من أخواله ، فرد عليها برد قاسي وقال ما وراه إلى فلان ( بلقب الرجل ) يقصد استهزائا بخال الولد فغارت المرأة على أهلها وعلى بالخزمر ، فأخذت نفسها وذهبت للسوق الواقع في ربوع الصفح ورفعت شيلتها على عصاه ـ وكان هذا العرف عندما تستجير المرأة بأهل قبيلتها برفع شيلتها عن رأسها ـ وأخذت تستنجد برجال بالخزمر ، فاجتمعوا حولها وأخبرتهم بالقصة ، فأمر الشيخ/ محمد بن أحمد "رحمه الله" باجتماع أفراد القبيلة جميعا ، فاجتمعوا ونزل منهم ما يقارب الـ 400 رجل إلى قرية رحيمهم هذا في تهامة ، وأخذوا أهل الزوج أبو الولد المذكور وقرابته يجمعون المؤن لاكرام بالخزمر الوافدين بعدد هائل مقارنة بتلك الفترة المليئة بالجوع والفقر وأخذوا يستنجدون ببقية قرى القبيلة لاكرام بالخزمر ، وقال الشيخ/ محمد بن أحمد "رحمه الله " قصيدته المشهورة :
حي غدة تاخذ الجمال **** تاخذها قيمة وباركه
والرد :
ما لفينا نطلب العكال **** ما لفينا إلا مباركه
وقد استنفدوا أهل تلك القرية الكثير من المؤن لتقديم الواجب لرجال بالخزمر ، حتى قال أبو الولد في هذه القصة قصيدة اشتهرت كثيرا وتناقلتها الأجيال ، وقد قال فيها حينما بلغ من حنقه وغيضه ما بلغ :
البدع:
حي الله قيفٌ قوموا لازمه تقوم
يالعرجل اللي لبسهم من صنوع الميزر
وأنتم كما سيلٌ في الخبت بالرّضَا
الرد :
لو كان ما انكح غير من ديرة البقوم
ما آخذ عروس ٌ قالت أهلي دول بالخزمر
لجل اني اعرف غيضهم يسبق الرضا
وعادوا رجالات بالخزمر مرفوعي الرؤس بحكمة شيخهم / محمد بن أحمد " رحمه الله " والذي آثر العقل والخلق الكريم على القوة والسلاح رغم ما يملكونه من قوة وعتاد ورجال .
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله ..
دمتم بخير
......
المصدر : مسودات لدى الوالد الأستاذ/ فارس بن رجب الزهراني " حفظه الله "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة صالح بن فارس ; 04-09-2008 الساعة 01:50 PM.
|