عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-07-2008, 09:19 PM
الأمير الأمير غير متواجد حالياً
موقوف
 






الأمير is on a distinguished road
افتراضي زهور نا .. كيف نحميها من أشواك الطريق



هروب الفتيات ظاهرة عرفتها المجتمعات العربية من زمن بعيد بل ولم تكن غريبة عليهم بعد ان وصلت لحد الاعتياد واسباب ذلك كثيرة وللأسف مقنعة لدى الكثير من الناس اما مجتمعنا الخليجي عامة والمجتمع السعودي خاصة فقد تفاجأ بين الحين والآخر بحوادث لهروب فتيات ولم يعد الواحد منا يندهش لقراءة خبر هروب فتاة من منزل اهلها او هروب زوجة من منزل زوجها ولكننا كمجتمع محافظ ومقدس للعادات والتقاليد والتي توارثناها جيلا بعد جيل نرى في هروب الفتاة جرما اكبر من هروب الفتى رغم ان النهاية واحدة والضحية هم فلذات اكبادنا، فكما ان الفتاة الهاربة قد تقع في مستنقع الفساد الاخلاقي وتصبح فريسة لذئاب بشرية لم تعد تقبع في الشوارع المظلمة فحسب بل قد تكون اقرب ما يكون لك، فالشاب معرض للوقوع بذات المستنقع بل وقد يألفه ولا يرى في ذلك عيبا. فهو رجل وهي امرأة واذا هرب كما يقال بالعامية
(يدبر أموره) اما الفتاة فلا طائل من ورائها سوى الفضيحة والعار ولكن لكل ظاهرة اسبابها وهذه الاسباب تعددها وتنوعها جعل منها ظاهرة مخيفة سيطرت على عقول الكثيرين منا ولعل ذكر الاسباب يساعد في اعطاء بعض الحلول لإنهاء معاناة هؤلاء الفتيات وأهلهن وقد اجمعت اغلب الآراء على ان من الاسباب التي تجعل الهرب احد الحلول للفتيات هي المعاملة القاسية التي تلقاها الفتاة في منزل ذويها ولعل حوادث العنف الاسري والتي كان غلب ضحاياها الانثى دليل على صحة هذا الكلام كما ان المشاكل الاسرية المتعددة والتي تخلق جواً مشحونا داخل البيت من الاسباب المعينة على فكرة الهرب اضافة على سوء اخلاق احد الوالدين او الاشقاء وعدم التفهم لرغبة الفتاة وعدم اشباع رغباتها النفسية والمادية والمعنوية واعتبارها كأي قطعة داخل البيت واحتقارها دوما ومناداتها بأسوأ الاسماء عامل قوي يؤدي الى فكرة الهرب بل وللانتحار في بعض الحالات للاسف والتي يدخل ضعف الوازع الديني كأحد العوامل الرئيسية في ذلك، كما ان من الاسباب التي لا أرى الكثير يتطرق اليها رغم اهميته بل نتحاشى الحديث فيه هو الفراغ العاطفي الكبير الذي قد تعانيه الفتاة منذ فترة المراهقة وما بعدها واهمال الاسرة هذا الجانب وعدم الشعور بالفتاة كأنثى تنمو وتتطلع لكلمات الثناء وعبارات الاعجاب بكل ما تصنعه وتلبسه وخصوصا من فلنلتفت لهذه الظاهرة ولنقاومها قبل ان نرى فتيات بعمر الزهور اصبحن اشواكا على قارعة الطريق
.

أنس الحازمي
صحيفة عكاظ
رد مع اقتباس