[align=center]
قبل أيام قلائل كُنا مجموعه من الزملاء نتسامر ونتبادل الحديث حول قضيه خطيره تفشت في عصرنا هذا؛وهي الشذوذ العاطفي(رجل يحب رجل والعكس ومن هذا القبيل ...)
فكان هذا يخبرنا بقصه للعضة والعبره وهذا يتكلم عن أسبابها وتدعايتها وهذا يتكلم عن خطورتها وسلبيتها ...الخ.
ولكني أُصبت بالذهول حين أخبرنا أحد الزملاء بقصة شذوذ في العصر الدمشقي(القرن السادس أو السابع تقريباً ولست متأكداً)؛ومن من؟؟! قاااااااااضي القضاة إبن خلكان!!

حين سمعت ما قاله رُسمت على وجهي علامات التعجب والإندهاش.
وكأن هذا الزميل قراء ذلك التعجب على وجهي بصيغه خاطئه ظنناً منه أني لم أصدق ما قاله،فما كان منه إلا أن يأتيني بالكتاب اللذي وردت فيه القصه إثباتاً لصحت كلامه،لاطفته بالحقيقه وأخبرته أنني أقل من أنني أنتقده واكبر من أني اتهم أي إنسان بالكذب،فهو أحد خريجي جامعة الملك عبدالعزيز بقسم الدراسات الإسلاميه ومن التقاه الملتزمين؛أسأل الله أن يثبته على هدايته ويهدينا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
لن أُطيل عليكم إليكم ما ورد في كتاب:
فكرٌ ومباحث
تأليف:
علي الطنطاوي
نشر وتوزيع:
دار المنايره-السعوديه-جده
الطبعه الثالثه 1412هـ - 1992م
موضوع:
من غزل الفقهاء
الصفحه :
( 39 - 40 )
((قاضي القضاه إبن خلكان المشهور ، كان يعشق إبن الملك المظفر(المسعود بن المظفر)، وكان قد تيمهُ حبه، قال القاضي التبريزي: كنت عنده في العاذليه(دار المجمع العلمي اليوم) في بعض الليالي،فلما أنصرف الناس من عنده قال لي: نم أنت هنا. وألقى علي فروه وقام يدور حول البركه ويكرر هذين البيتين إلى أن اصبحنا وتوضأنا وصلينا والبيتين هما:
أنــــــا والله هــالك آيسٌ من سلامتي
أو أرى القامةَ التي قـد أقامت قيامتي
ولما فشا أمره ، منع الملكُ إبنه من الركوب ( الخروج للأسواق وما شابها ...) فأشتد ذلك على إبن خلكان وقال فيه :
إن لم تجودوا بالوصــــال تعطفاً ـــ ورأيتم هجري وفـــــــرط تجنبي
لما منعتم عيني القريحة أن ترى ـــ يوم الخميسُ جمالكم فــي الموكبِ
لو كنت تعلم يـا حبيبي مـــا الذي ـــ القاه من كمد إذا لــــــــــــم تركبِ
لرحمتني ورثيت لـي مــن حـالةً ــــ لولاك لــــم يك حملها من مذهبي
ومــن البــليـة والـــــرزيـة أنني ــــ أقضي ولا تدري الــذي قد حل بي(1)
قسماً بوجهك وهـــو بــدرٌ طـالعٌ ــــ وبليــــل طلتك الــتـي كـــالـغـيهب
لــو لــم أكـن في رتبةً أرعى لها ــــ الـــعـــهـــد القديم صيانةً للمنصب
لهتكتُ سـتري فــي هـواك ولذ لي ــــ خــــلـع الــعذارى ولو ألح مؤنبي
لـــكن خشيتُ أن يقول عـــواذلي ــــ قد جُـن ذلك الشيخُ في هذا الصبي
فأرحم فديتك حُـــرمــةً قد فاربت ــــ كشف القناع بحق ذيــــاك النبي
لا تـفـضـحـن بحبك الصب الذي ـــــ جرعته فـــــي الحب أكدر مشرب
ولهُ فيه أبياتاً كثيره.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) بل البلية أن تكن قاضياً وتعشقُ الغلمان[/align]
هذا ما ورد في الحاشيه من الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله.
أستودعكم الله...
أخوكم :
كــ المشاعر ـــل