رد : الخجل عند الرجال..أخلاق .ام ضعف شخصيه؟؟
الحياء خلق حميد عريق، يبعث على ترك القبيح وفعل المليح، فهو خلق عاصم لصاحبه من ارتكاب النقائص والقبائح والمنكرات، وحين يفقد الإنسان هذا الخلق يهون عليه أن يفعل من النقائص والمنكرات ما يشاء، وقد عبر رسول الله e عن أثر فقدان خلق الحياء بقوله(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)رواه البخاري، والواقع يشهد أن فقدان الإنسان للحياء يجعله وقحاً بذيئاً ماجناً؛ يهون عليه مخالفة العرف بل الشرع، غير عابئ بذم أو لوم، بل ربما فاخر بقبائح أفعاله، دون أن يبالي بأحد، ودون أن يكترث بما يقول الناس فيه، وبما يعيبونه به، وأشد صور الوقاحة أن يجاهر الإنسان بما فعل من القبائح والمنكرات التي سترها الله عليه.
الحياء: هو تغيّر وانكسار يعتري الإنسان خوفاً مما يعاب عليه أو يذم به شرعاً أو عرفاً. وغالباً ما يحمل الإنسان السوي على الحياء التقصير، سواء في حق الخالق أو المخلوق. وضده: القَحة والوقاحة والبذاءة.
علامات الحياء:
هناك بعض العلامات الدالة على تخلق الإنسان بخلق الحياء، وتظهر عند التقصير: كالسكوت والانكسار، وحمرة الوجه، وتنكيس الرأس، والتلعثم،..
أنواع الحياء:
· حياء فطري: يولد به الإنسان، كحياء الطفل عند انكشاف عورته.
· وحياء كسبي: وهو الذي يكتسبه المسلم من منطلق الدين أو العقل أو العرف المقبول، فيستحي أن يفعل ما نُهي عنه أو يقصر فيما أُمر به، أو يستحي أن يخالف ما تعارف عليه الناس، أو دلّ عليه العقل، مثلاً: كاستحيائه من رمي بقايا الاطعمه او الشراب من سيارته بالشارع وهو يسير
ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها» [صحيح البخاري ومسلم].
والحياء شعبه من الإيمان
فعن أبي هريرة أنه قال: { الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان }.
لكن هناك حياء مذموم
يلتبس على كثير من الناس الحياء الشرعي والخجل الفطري، فيظنون أنهما شيء واحد، وهو ليس كذلك؛ لأن الخجل قد يكون مذموماً إذا تسبب في ضياع الحق أو التقصير في الواجب، وقد يكون سببه ضعف الشخصية، أو عدم الثقة بالنفس، ويسمى حياء مجازاً لتطابق الصورتين، يقول القاضي عياض - رحمه الله: والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعياً، بل هو عجز ومهانة، وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي. ومن صور الحياء المذموم:
· الخجل عن السؤال مع حاجته وعدم فهمه، فتفوت عليه فرصة التعلم والتفقه، فيبقى جاهلاً، وقد قال ابن عباس t : اثنان لا يتعلمان مستح ومتكبر، ومن هذا الباب مدحت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نساء الأنصار لعدم استحيائهن في استفتاء رسول الله e فقالت: رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن.
الخجل من إظهار شعائره؛ كالصلاة وخاصة إذا كان مع المقصرين، أو الخجل من الالتزام ببعض سنن الإسلام خشية الاستهزاء به.
الخجل من إنكار المنكر، حياء من صاحب المنكر، وما هذا بحياء بل هو ضعف الإيمان والشخصية، وهذه مفارقة عجيبة، إذ لم يستح صاحب المنكر بل تجرأ بإظهار منكره وصاحب الحق يستحي من الإنكار عليه!!
وبناء على ذلك فليس كل حياء جبلي[خجل] مذموم، إنما يكون مذموماً إذا حال دون صاحبه وتعلم الخير أو فعل الخير، أما إذا لم يكن عائقاً في أداء الواجبات فهو خير إلى خير، وصاحبه نال الحسنيين الحياء الفطري والحياء الشرعي، فهذا رسول الله قد نال الحسنيين، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري t قال: كان رسول الله أشد حياء من العذراء – أي البكر- في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه، وقال علي t : كان رسول الله لا يغضب للدنيا، فإذا أغضبه الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|