عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-06-2007, 06:37 PM
الصورة الرمزية يحيى الزرعي
يحيى الزرعي يحيى الزرعي غير متواجد حالياً
 






يحيى الزرعي is on a distinguished road
افتراضي من يقتل متعة السمع فينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

استوحيت هذا الموضوع و جاء في بالي وضعه في المنتدى بعد قراءتي لموضوع الأخ بن فارس


من يقتل فينا متعة السمع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من يقتل فينا جمالها..؟ من يستلب منا رونقها ..؟ من يغتصب فينا عذريتها ..؟ من يعبث بأنغامها الأبدية ..؟ هذه الحاسة التي غازلت جماليات الطبيعة حين اختلجت فيها عناصرها,
وسيبقى انفجار النبع إلى سمفونية جريان النهر .. إلى إيقاع الجاز في هدير البحر .. إلى ترنيمات النسيم حين يداعب أوراق الشجر.. إلى صوت العصافير حين تغني في عرس الحياة .. إلى إيقاعات الطبيعة الرائعة حين تتعاقب عليها الفصول ..
من أفسد علينا هذه النعمة ..؟
هذه الحاسة التي أبدعت أبو العلاء المعري وبشار بن برد من الشعراء الذين فقدوا نعمة البصر إلى سيد مكاوي المغني و الملحن الفذ الذي طرق بأذنه أبواب الخلود ..
إلى الكثير الكثير من الموسيقيين و الشعراء الذين فجروا بمواهبهم أجمل أجمل لوحات السمع الخالدة ..
من موسيقى ..وشعر..وغناء ...
هل من يتحكم بآلية سمعنا ونوع ولغة ومدة هذا التحكم ..؟
هل من يعبث بآذاننا ..؟
نعم نجيب .. ولكن كيف..؟
لنستعرض ظاهرة السمع السلبي في يوميات مواطن عربي يستيقظ في الساعة السابعة صباحا مثلا يفتح المذياع أو التلفاز ماذا يسمع : يطل عليه المذيع مستنفرا اسعد الله صباحكم إليكم النشرة العاشرة للأخبار يقرأها عليكم فلان بن فلان الصحيان قبل الفجر مع هدير ال إف إم 16 .
بعد الفاصل نبدأ أهلا بكم ...
بعد مئة قتيل وألف جريح وخمسين مشرد وعشرين يتيم وستين دقيقة ما زلنا ننتظر وصول الجهات المعنية لسماع توصياتها .. والتغني بإرشاداتها ..
أصبح سماع خبر القتل و الدم والتشريد والتجويع من الأجندة اليومية لآذاننا بسبب كثرة محطات الإعلام والنقل والبث المباشر وغير المباشر التي تسعى لتغطية الحروب والحوادث والأعمال الإرهابية ,تندد بهذا .. وتستنكر ذاك ..وتشجب بشدة تلك .. وتدين بحدة هاتيك.
مما يجعل المواطن بحالة توتر دائمة تنعكس على حياته اليومية والمعاشية ومن هنا تبين أهمية الإعلام المرئي والمسموع في تحسين آلية السمع وتوجيهه وذلك في تعدد مواده وتنوع أخباره غير أخبار الحروب والسياسة والاقتصادية و المشاكل الاجتماعية والهموم اليومية وبرامج عفا عنها الزمن
يحاول هذا المواطن البحث في محطات بث أخرى عما يسعده فيسمع مالا يريد أن يسمعه من موسيقى سيئة وغناء هابط وإيقاعات سريعة تعكس سوقية الزمن الذي نعيش في ذاكرته ..
ثم يحاول البحث ويحاول أن يجد أغنية حزينة تذكره بذاته .. يهرب من دموعه يبحث مرة أخرى يجد أغنية صيفية قصيرة دون مستوى الركبة.. يطفئ المذياع
يخرج من بيته ..أي المواطن..
السيارات تعج في كل مكان ..الضجيج.. الزمامير.
أصوات موسيقا مزعجة تنبعث من محلات بيع الأشرطة والCD هدير الموتورات الشبابية .. الشرطي الذي يساهم أحيانا في عرقلة السير خلق ضجيج أزمة .. اصوات محركات
الضجيج في كل صوب و مكان ...
يصل أخيرا إلى عمله,يبدأ بعد الثواني والدقائق والساعات لينتهي دوامه عائدا إلى بيته بنفس الوتيرة السيئة التي جاء بها ..
..وصل إلى المنزل أخيرا يفتح المذياع أو التلفزيون ربما هذه المرة يحظى بموسيقى جميلة أو أغنية منعشة لفيروز مثلا أو برنامج للترفيه و الراحة يستعيد له إنسانيته الضائعة, لكن يا حسرة يطل نفس المذيع الصباحي مجددا ,معاتبا ومشتاقا هذه المرة : معكم نحن دائما ..كونوا معنا ,أهلا و سهلا بكم من جديد...يطفئ المذياع بسرعة ,يتمتم ويتمتم ...
يشتم ويشتم ..ثم إلخ..إلخ..إلخ...
إذا هذه السلوكية العدوانية تجاه الأذن سواء من التلفزيون أو الراديو أو الشارع .إلخ..من المسؤول عنها ,من المستفيد منها..
من يرفع من توتر هذا المواطن
من يخرب طبيعانية أحاسيسه ومشاعره
من يخفض من مستوى أدائه وواجبه تجاه بلده
من ومن .. ومن ينقذنا من هذه المهزلة..؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أبو أمجد الزرعي
أخر مواضيعي