عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-08-2008, 09:11 PM
الصورة الرمزية الهواويa
الهواويa الهواويa غير متواجد حالياً
 






الهواويa is on a distinguished road
افتراضي اقدم مؤذني المسجد الحرام

أقدم مؤذني المسجد الحرام
خمسة مؤذنين للفرض الواحد قبل وجود مكبرات الصوت



30 عاما عاشها العم محمد يوسف مؤذن - أحد اقدم مؤذني المسجد الحرام- ما بين ازقة حي اجياد السد ببساطتها وعتمتها التي كانت تميز «الزقاق المكي» وقت ذاك لكن 38 عاما اخرى قضاها العم المؤذن داخل المكبرية بالحرم المكي عاصر خلالها كثيرا من أئمة ومؤذني بيت الله الحرام تتبدل الظروف وتتغير الاحوال ويظل العمل المؤذن متشبثا بعمله في اطهر بقعة واقدس بيت. لأني من اسرة عرفت في مكة باشتغالها برفع الاذان في الحرم المكي حيث انني سادس مؤذن من الاسرة التي تشرفت بهذه المهمة منذ اكثر من 200 عام فكنت اعيش مع والدي الاجواء الروحانية وهو يرفع الاذان لأكثر من 35 عاما من داخل المكبرية القديمة التي كانت بباب زيادة ثم نقلت فوق بئر زمزم فكان والدي يصر على اصطحابي معه كلما نوى الذهاب للحرم المكي وكأنه كان يمهد لي للعمل في هذه المهمة التي تشرفت بها اسرتنا وفي عام 1389هـ كانت التجربة الاولى لي في العمل بعد وفاة والدي حيث كان عمل والدي في رفع الاذان يساعدني على التقدم ولم يكن في ذلك الوقت تجرى اختبارات للمتقدمين كما هو الحال الآن ولن انسى ما حييت التجربة الاولى لي حيث رفعت لأول مرة الاذان قبل اكثر من 37 عاما من الآن وقد شعرت برهبة الموقف وانا اقف امام مكبر الصوت داخل الحرم لرفع الاذان وهو بلا شك من المواقف التي لازالت عالقة في ذاكرتي ومن بين اشهر ائمة الحرم اللذين عاصرهم الشيخ المؤذن اصحاب الفضيلة العلماء عبدالله خياط وعبدالله الشعلان والشيخ عبدالطاهر ابو السمح والشيخ عبدالله الخليفي والشيخ محمد السبيل اضافة الى أئمة الحرم الحاليين وفقهم الله كما انني زاملت كبار مؤذني المسجد الحرام مثل عبدالله ريس واذكر ان اول راتب تقاضيته 240 ريالا.
ومن خلال ذاكرته الفولاذية عن ملامح الاذان في المسجد الحرام يذكر الشيخ المؤذن انه قبل توفر اجهزة مكبرات الصوت كان الاذان في الحرم المكي يعتمد على صعود خمسة للدور الثاني بجوار المآذن لرفع الاذان في كل صلاة فيما ترفع الاقامة من جوار الامام.
وبين مؤذني المسجد الحرام يظل صوت الشيخ علي ملة وصوت الشيخ احمد توفيق الاقرب للشيخ المؤذن لقوته وجماله وقدرتهما الفائقة على الاطالة ويذكر الشيخ جملة من المواقف من داخل المكبرية منها انقطاع التيار الكهربائي لحظة رفع الاذان اثناء امامة الشيخ عبدالله الشعلان للمصلين.
ولم يكن الشيخ المؤذن مؤذنا في الحرم بل ان هذه التجربة فتحت له المجال لرفع الاذان من على مكبرية مسجد نمرة في عرفات ايام موسم الحج وبين اوساط الحجيج وهي من الذكريات التي يعتز بها خلال عمله المديد في رفع الاذان.
ولعل من الذكريات التي يحتفظ بها مؤذن المسجد الحرام في رمضان صلاة القيام في صحن المسجد المكي الذي كان مفروشا بالحصى تتناثر على ارضه دوارق مياه زمزم التي تبرد بقطع من الثلج والانوار البسيطة التي كانت تزين ساحات المسجد الحرام.
ولا أمل للشيخ المؤذن بعد كل هذا الشرف مع الاذان في بيت الله الحرام الا ان يجعل هذه الاعمال خالصة لوجهه الكريم وان يختم اعماله بالصالحات.

منقول للفائده