اكبادنا تمشي على الارض
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
همس الحنان والبراءة ..الاطفال لطالما اتعبونا بشقاوتهم ولطالما حزنا لالمهم ملؤا علينا الدنيا
فاحببناهم وبكينا لفراقهم حتى وهم كبارا لانهم اطفال في نظرنا
الشاعرعمر بهاء الاميري
يصف جانبا من ذلك وهو يصف وحدته عندما سافر ابناؤه
:
أين الضجيج العذب والشغب؟**أين التدارس شابه اللعِبُ؟
أين الطفولة في توقُدِها؟**أين الدمي في الأرض والكتبُ؟
أين التشاكس دونما غرض؟**أين التشاكي ما له سببُ؟
أين التباكي والتضاحك في**وقت معاً والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي**شغفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا؟
يتزاحمون علي مجالستي**والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسَوق فطرتهم**نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا**ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا**ونحيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا**واليومَ وَيح اليومِ قد ذهبوا
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم**في القلب ما شقوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت**نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم**في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا**ودموع حُرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثرٌ**وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا**في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه**وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا**في علبة الحلوي التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا**في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت**عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في قرنايلٍ نزلوا**واليوم قد ضمتهم حلبُ
دمعي الذي كتمته جلداً**لما تباكَوْا عندما ركبوا
حتي إذا ساروا وقد نزعوا**من أضلعي قلباً بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة**فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العُذّال من رجل**يبكي ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكا خَوَرٌ**إني وبي عزم الرجال أب!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|