عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-08-2008, 06:57 AM
الصورة الرمزية الحوية
الحوية الحوية غير متواجد حالياً
 






الحوية is on a distinguished road
Cool الـــــحــســــد

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وآله وصحبه والتابعين، أما بعد:
أخواني واحبابي اسال الله ان يبعدكم عن الحسد والغيبة والنميمة .

خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنه إذا وصل إلى القلوب أفسدها، وبعد بياضها سودها، ويتأكد علينا اجتنابه في كل زمان ومكان، ألا وهو الحسد المذموم،إذا هو من الذنوب المهلكات، وهو أن يجد الإنسان في صدره وقلبه ضيقاً وكراهية لنعمة أنعمها الله على عبد من عباده في دينه أو دنياه، حتى إنه ليحب زوالها عنه، بل وربما سعى في إزالتها، وحسبك في ذمه وقبحه أن الله أمر رسوله بالاستعاذة منه ومن شره،قال تعالى: ومن شر حاسد إذا حسد
ومن أهم أسبابه: العداوة والبغضاء، بين الناس لأي سبب كان، ومنها: التعزز والترفع، وهو أن يثقل على الحاسد أن يرتفع عليه غيره، ومنها العجب والكبر وهو استحقار وتنقص عباد الله ؛ لأنهم حصلوا على مالم يحصل عليه، ومنها حب الرياسة وطلب الجاه والثناء؛ لأن بعض الناس يريدون أن يمدحوا في المجالس،وأن يجلسوا ويتربعوا على ذلك الكرسي الذي يسيل لأجله لعاب الكثيرين، ومنها خبث النفس وحبها للشر وشحها بالخير، فتجد الحاسد إذا ذكر عنده رجل ومدحه الناس تلون وجهه وتوغر صدره ولم يطق المكان الذي هو فيه، أما إذا ذكر عنده رجل حصلت له مشاكل ونكبات استنار وجهه، وخرج إلى مجلس آخر ليبث وينشر خبره وربما أتى بإشاعات في صورة الترحم والتوجع، وهذا من ذله وخسة طبعه اللئيم.



وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها


وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها



أعطيت كل الناس من نفسي الرضا *** إلا الحسود فإنه أعياني


لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلا تظاهر نعمة الرحمن


يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان


يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب


يأتيك يحلف أنه بك واثق *** وإذا توارى عنك فهو العقرب

وإذا علمت بحاسد فلا تجالسه ولا تخالطه؛ لأنه ضرر على المجتمع إلا إن تناصحه.


إذا رأيت أنياب الليث بارزة *** فلا تظن أن الليث يبتسم



مــا أرى يرضيه إلا ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني
رد مع اقتباس