رد: قصيدة الملك الأسطورة مالك بن فهم الدوسي وما تلتها من أحداث
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=right]الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
أخواني الكرام أسعد الله أيامكم بكل خير
سأقف واياكم إلى جانب من جوانب وأحداث العصر الجاهلي وما تلاه من العهد الأول لبعثة المصطفى عليه أفضل الصلاه والسلام ،
أن الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الأسلام أطلق عليهم اصطلاح بالعهد الجاهلي والذي يصف حال العرب قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً عنه للعهد الذي تلاه من البعثة النبوية وظهور الإسلام. كما أن هذا المصطلح ليس خاصاً بالعرب فحسب بل يشمل جميع الشعوب الغير مسلمة أنا ذاك، كما استعمل هذا المصطلح للدلالة على المسلمين الذين ابتعدوا عن الدين الإسلامي بمفهومه الشامل، كما يستخدم هذا المصطلح تعبيراً لما يسمي عدم الإلتزام الصحيح بالكتاب والسنة: بجاهلية القرن العشرين.
لذا فأن تاريخ العرب وقبل ظهور الأسلام كانت تسوده الكثير من العبادة الوثنية، ومنهم من كان يدين بملة سيدنا أبراهيم عليه والسلام. فكانت الأصنام منتشرة ومنها ما كان حول الكعبة لأهل مكة، ومنها ما كان يخص القبيلة التي تقيمه على حماها وتحت أرادتها وتصرفها، ومنها ماهو مشترك لعدد من العشائر والقبائل ، فجميعها كان العرب تجعل منها مزاراً تحجً اليه، ويذبحون لها، ويهدونها، ويستقسمون بالأزلام عندها. فنحمد الله العلي القدير الذي أنعم علينا بنعمة الأسلام، والذي أنار به طريق البشرية للهداية والطريق المستقيم.
فأن من العبادات الشركية التي سبقت ظهور الأسلام وأتخذتها قبائل زهران عموما ودوس خصوصا وجعلت منها مزاراً تقام عليها طقوساً تعبدية طلباً من التقرب اليها من دون الله، ونعوذ بالله من ذلك وهي:
1-صنم ذو الخلصة: فالمشهور عند العرب بأنه كان صنماً ( لدوس، وخثعم، وبجيلة )
2-صنم ذو الكفٌين: وهو صنم لدوس كان لعمرو بن حممة الدوسي من بني منهب بن دوس
3-صنم ذو الشري: وكان لبني الحارث بن يشكر بن مبشر. وهم الغطاريف وفيه يقول أحدهم
[align=center]إذاً لحللنا حول ما دون ذي الشري ........ وشج العدا منا خميس عرمرم [/align]
فقد ورد مسمى صنم ذي الشري في حديث الطفيل بن عمرو الدوسي: عندما أسلم ورجع إلى أهلة وهو يحمل العصا وبرأسها نوراً يضاء به ، دنت منه زوجته ، فقال لها: إليك عني فلست منكم ولست مني ، فقالت لما بأبي أنت وأمي ؟ فقال فرق بيني وبينك دين الأسلام ، فقالت: ديني دينك فقال لها: إذهبي إلى حنا ذي الشري ، وهو حمى حموه لصنم ذي الشري، وبه ماء يهبط من الجبل، فذهبت وأغتسلت ثم جاءت فعرض عليها الإسلام فأسلمت.
- كما جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام:
ذو الشرى: وكان لبني الحارث بن يشكر بن مبشر من الأزد، صنم يقال له ذو الشرى. وورد في رواية للاخباربين أن "ذا الشرى" صنم لدوس كان بالسراة. وقد ورد اسم هذا الصنم في الحديث النبوي، وورد بين أسماء الجاهليين اسم "عبد ذي الشرى".
ويرى بعض اللغويين ان الشرى ما كان حول الحرم، وهو إشراء الحرم،فإذا كان هذا التعريف صحيحا، فإنه يكون في معنى "ذات حمى" عند السبئيين. وكان له حمى، به ماء يهبط من جبل حمته دوس له.
صنم ذو الكفٌين: فقد كان لدوس وهو لعمرو بن حممه الدوسي من بني منهب، وكان مصنوعاً من الخشب
وفي صحيح الإمام البخاري:
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، أخبرنا أبو الزناد، أن عبد الرحمن قال:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قدم الطفيل بن عمرو الدوسي. وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل:هلكت دوس قال: اللهم اهد دوسا وائت بهم.
وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى فتح مكة، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبعثه إلى ذي الكفين " صنم عمرو بن حممة " فخرج إليه وأحرقه بالنار وهو يقول:
[align=center]يا ذا الكفين لست من عبادكا..... ميلادنا أكبر من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا [/align]
قال: فلما أحرق ذا الكفين أسلموا جميعا. ورجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض.
وتشير إلى تلك الروية وتأكيدها الكثير من المصادر التاريخية ومنها:
1-مختصر تاريخ دمشق لأبن منظور.
2-المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
"ذي الكفين" وكان لدوس، ثم لبني منهب بن دوس.
فلما أسلموا، بعث النبي صلى الله عليه وسلم،الطفيل بن عمرو الدوسي، فحرقه وهو يقول:
[align=center]يا ذا الكفين لست من عبادكا .... ميلادنا أكبر من ميلادكا
اني حشوت النار في فؤادكا[/align]
ويظهر من هذا الرجز أنه أحرقه بالنار. ومعنى هذا أنه لم يكن صنما من حجر، وإنما كان من خشب،أو أنه أراد بيت الصنم. وذكز أن هذا الصنم كان صنم "عمرو بن حممة الدوسي" أحد حكام العرب.
صنم ذو الخلصة:
لقد أشار الأستاذ: علي بن صالح السلوك في كتابه المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية
(بلاد غامد وزهران) بأن (ذو الخلصة) كان بثروق في بلاد دوس في وادي الخلصة،
كما أنه أشار إلى وجود وادي الخلصة أيضاً في بلاد خثعم.
كما أن الأستاذ: علي بن سدران أشار إلى تحقيق مفصل في كتابه التبيان (في تاريخ أنساب زهران )
في أكثر من صفحة لموقع الصنم (ذو الخلصة)، وقد أستند أيضاً فيما ذكر
لمشاهدة الأستاذ: عبد العزيز سعيد الزهراني لذلك الصنم.
وهنا نشير ايضاً لما جاء في المصادر التاريخية:
ومما جاء في معجم البلدان: لياقوت الحموي
الخلصة مضاف إليها ذو بفتح أوله وثانيه ويروى بضم أوله وثانيه والأول أصح والخلصة في اللغة نبت طيب الريح يتعلق بالشجر له حب كعنب الثعلب وجمع الخلصة خلص وهو بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة.
فلما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وأسلمت العرب ووفدت عليه وفودها قدم عليه جرير بن عبد الله البجلي، مسلما فقال له يا جرير ألا تكفيني ذا الخلصة فقال بلى فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم إليه فقاتلته خثعم وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم وظفر بهم وهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة وأضرم فيه النار فاحترق.
وقيل كان لعمرو بن لحي بن قمعة نصبه أعني الصنم بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى فكانوا يلبسونه القلائد ويعلقون عليه بيض النعام ويذبحون عنده، وقيل هو الكعبة اليمانية والبيت الحرام الكعبة الشامية.
وقال أبو القاسم الزمخشري في قول من زعم أن ذا الخلصة بيت كان فيه صنم نظر لأن ذو لا يضاف إلا إلى أسماء الأجناس
وقال ابن حبيب في مخبره كان ذو الخلصة بيتا تعبده بجيلة وخثعم والحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال بن عامر وكانوا سدنته بين مكة واليمن بالعبلاء على أربع مراحل من مكة
قال وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليات نساء بني دوس على ذي الخلصة يعبدونه كما كانوا يعبدونه)، والخلصة من قرى مكة بوادي مر الظهران.
كما جاء في الكثير من المصادر ومنها:
1- موسوعة الخطب والدروس للشيخ علي بن نايف الشحود.
بعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الخلصة صنم لدوس، وقال له: (هل أنت مريحي من ذي الخلصة)، فنفر إليه ومعه أصحابه فكسره وهدمه. رواه البخاري ومسلم.
2- الفائق في غريب الحديث و الأثر للزمخشري
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة. هو بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة؛ أو صنم لهم. وقيل: كان عمرو بن لحي بن قمعة نصبه بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى، فكانوا يلبسونه القلائد، ويعلقون عليه بيض النعام، ويذبحون عنده، وكأن معناهم في تسميته بذلك أن عباده والطائفين به خلصة.
وقيل: هو الكعبة اليمانية.
3- فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري لسعيد بن علي بن وهب القحطاني:
حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس بن أبي حازم قال: قال لي جرير: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تريحني من ذي الخلصة " ؟
وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية، قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: « اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا » . فانطلق إليها فكسرها وحرقها. ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فقال رسول جرير : والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب. قال: " فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات" .
وفي رواية: " ألا تريحني من ذي الخلصة" ؛ فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري فقال: « اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا » قال: فما وقعت عن فرس بعد، قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها.
" ذو الخلصة" بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم، وبجيلة، وغيرهم، وقيل: ذو الخلصة الكعبة اليمانية التي كانت باليمن .
4- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام:
ذو الخلصة، فكان صنم خثعم وبجيلة ودوس وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، والحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال بن عامر،.وكانوا سدنته. وذكر ابن الكلبي ان سدنته بنو أمامة من باهلة بن أعصر.
وفي رواية أبن اسحاق ان عمرو بن لحي نصب ذا الخلصة بأسفل مكة، فكانوا يلبسونه القلائد، ويهدون إليه الشعير والخطة، ويصبون عليه اللبن، ويذبحون له، ويعلقون عليه بيض النعام. ويظهر من رثاء امرأة من خثعم لذي الخلصة حين هدمه جرير بن عبد الله، وأحرق بيته، وهو قولها:
[align=center]وبنو أمامة بالولية صرعـوا ..... ثملاً يعالج كلهم أنـبـوبـا
جاءوا لبيضتهم فلاقوا دونها ..... أسداً تقب لدى السيوف قبيبا
قسم المذلة بين نسوة خثعـم ..... فتيان أحمس قسمةً تشعيبـا[/align]
5- صحيح البخاري ج9 ص73 ، ورواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة .
كما وردت في بعض الأحاديث التي دلت على وقوع الشرك ، ولكنها كلها تتحدث عن أشراط الساعة، كما هو صريح خبر أبي هريرة المروي في صحيـح البخـاري ، كتاب الفتـن، باب ( تغير الزمان حتى تعبد الأوثان ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية "
ويتضح مما ذكر أعلاه مايلي:
1- أن الأصنام ( ذو الكفٌين، وذو الشري ) هما بأرض دوس الحالية والمعروفة لدينا في أرض ثروق بزهران، وتأكيداً لذلك ما ورد في الروايتين للصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي. فهذا موثق ومثبت ولا يحتاج منا أي دليل أو أجتهاد.
2- أن الصنم ( ذو الخلصة ). فكما ورد في كثير من الروايات فأنه ليس بأرض دوس بزهران.
ومنه نضع بعض التحقيقات حول مكان الصنم (ذو الخلصة)
- أن الطفيل أبن عمر الدوسي، لم يُذكر عنه أنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم، هدم صنم (ذو الخلصة)، حين طلبه بهدم صنم (ذو الكفين)، ولو كان بأرض دوس لذكر معنا في قصة هدمة لصنم ذو الكفين.
- أن الصنم ذو الخلصة لم يكن لقبيلة لدوس فقط وأنما كان ( لدوس، وخثعم، وبجيلة )
- أن الذي كلف بهدمة هو جرير بن عبد الله البجلي. لحدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس بن أبي حازم قال: قال لي جرير: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تريحني من ذي الخلصة " فأن الذي حاربهم هم خثعم فهولا جميعهم مصدقون وهم من صحابته صلى الله عليه وسلم. وخثعم ليست بأرض دوس.
- كما ورد من رثاء امرأة من خثعم لذي الخلصة حين هدمه جرير بن عبد الله، وأحرق بيته، وهو قولها: وبنو أمامة بالولية صرعوا .... ثملا يعالج كلهم انبوبا ،،، إلى اخر القصيدة.
- أن الذي أقام هذا الصنم وكما أشارت اليه بعض الروايات هو عمرو بن لحي بن قمعة نصبه بأسفل مكة. كما أقام الكثير من الأصنام في أنحاء متفرقة من أرض العرب.
- كما جاء الروايات أعلاه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، وثلاثة من صحابته كانوا على يقين ودراية بمواقع ذلك الأصنام، وعلى من كان أمره عليه الصلاة والسلام بهدمها.
أن الحديث الشريف عن أبي هريرة فيما رواه عن رسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام لتأكيد بعلاقة دوس بصنم (ذو الخلصة). بقوله: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية "
- كما أن حديث مسدد جاء مؤكداً على أن صنم (ذو الخلصة) ليس بأرض دوس. حيث قال حديثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس بن أبي حازم قال: قال لي جرير: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تريحني من ذي الخلصة "
لذا فأن صنم (ذو الخلصة) وكما أؤكد في الكثير من الروايات ومنها:
- ما جاء في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي بقوله:
وقال ابن حبيب في مخبره كان (ذو الخلصة) بيتا تعبده بجيلة وخثعم والحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال بن عامر وكانوا سدنته بين مكة واليمن بالعبلاء على أربع مراحل من مكة وهو اليوم بيت قصار فيما أخبرت وقال المبرد موضعه اليوم مسجد جامع لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم.
وجاء في كتاب: خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي:
و " ذو الخلصة " ، بفتحات الخاء المعجمة واللام والصاد المهملة: الكعبة اليمانية التي كانت باليمن، أنفذ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله فخربها. وقيل هو بيت كان
في صنم لدوس وخثعم وبجيلة وغيرها. كذا في " النهاية " لابن الأثير.
وفي " الصحاح " : هو بيت لخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية، وكان فيه صنم يدعى الخلصة فهدم. وفي " شرح البخاري " لابن حجر: " (ذو الخلصة): بفتح الخاء المعجمة واللام بعدها مهملة " . وحكى ابن دريد فتح أوله وإسكان ثانيه. وحكى ابن هشام ضمهما، وقيل بفتح أوله وضم ثانيه، والأول أشهر. والخلصة: نبات له حب أحمر كخرز العقيق، وذو الخلصة: اسم البيت الذي كان فيه الصنم، وقيل اسم البيت الخلصة واسم الصنم (ذو الخلصة) وحكى المبرد أن موضع ذي الخلصة صار مسجدا جامعا لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم
وجاء عن "ابن حبيب" موضع البيت في العبلاء على أربع مراحل من مكة.
- كما ورد في كتاب معجم ما استعجم لأبو عبيد البكري
" العبلاء " بفتح أوله، وإسكان ثانيه، ممدود: قد قدم تحديدها في رسم اللعباء، وسيأتي ذكره في رسم عكاظ، وهي لخثعم. وهناك كان (ذو الخلصة)، بيتهم الذي كانوا يحجونه. وتبل من العبلاء، قال الراجز: جاءت من العبلاء تبل.
- كما جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام بقوله.
وجعل "ابن حبيب" موضع البيت في العبلاء على أربع مراحل من مكة.
- كما جاء في كتاب معجم ما استعجم للبكري:
بقوله: (ذو الخلصة) بفتح أوله وثانيه وفتح الصاد المهملة بيت (بالعبلاء) كانت خثععم تحجه وهو اليوم موضع مسجد العبلاء.
كما أن ( العبلاء ) جاءت في وصف أرض عكاظ .
- فقد ورد في كتاب معالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية.
عكاظ بضم العين المهملة وتخفيف الكاف وآخره ظاء معجمة : جاء في ذكر البراض وقتله عروة الرحال ، فقال ابن هشام :
إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ ، وبقية القصة هناك .
قلت: عكاظ من أشهر أسواق العرب ، كان يوجد في الجهة الشرقية الشمالية من بلدة الحوية اليوم فموقعه شمال شرقي الطائف على قرابة خمسة وثلاثين كيلا في أسفل وادي شرب. وأسفل وادي العرج عندما يلتقيان هناك ، فالأماكن المذكورة في حوادث عكاظ ، كالعبلاء وشرب والحريرة.
- وجاء في وصف إحدى حروب الفجار في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني:
بقوله في وصف اليوم الثالث من أيام الفجار وهو يوم العبلاء، فجمع القوم بعضهم لبعض والتقوا على قرن الحول بالعبلاء وهو موضع قريب من عكاظ،
- كما جاء في كتاب: المنمق في أخبار قريش لأبن حبيب
ثم يوم العبلاء
قال أبو عبيدة: تجمع هؤلاء وأولئك فالتقوا على قرن الحول في اليوم الأول من يوم عكاظ والتقوا بالعبلاء وهو أعبل إلى جنب عكاظ.
- وجاء في سيرة سيرة ابن كثير:
قال السهيلي: و الفجار بكسر الفاء على وزن قتال وكانت الفجارات في العرب أربعة ذكرهن المسعودي وآخرهن فجار البراض هذا و كان القتال فيه في أربعة أيام يوم شمطة و يوم العبلاء و هما عند عكاظ.
فجميع الروايات تؤكد بأن صنم (ذو الخلصة) موقعة في (العبلاء) من تبل. وهي بأرض خثعم وهي موضع من مواضع أرض عكاظ، فكان الصنم لخثعم وبجيلة ودوس ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، والحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال بن عامر،.وكانوا سدنته. وذكر ابن الكلبي ان سدنته بنو أمامة من باهلة بن أعصر. ولم ترد سوى رواية أبن اسحاق ان عمرو بن لحي نصب ذا الخلصة بأسفل مكة. كذلك لم يأتي في وصف موقع (ذو الخلصة) في تباله بأنها بالقرب من بيشه سوى ماوقع من تشابه المسميات وأختلاف المواقع، وبهذا الموقع لا يتحقق بان لدوس وبجيله انتشار بتلك الديار، فكما أوردنا فأن (العبلاء) من ديار خثعم وكما وصفت فأنها من أرض عكاظ.
وهنا أشير إلى أنه قد يتساءل القاري كيف كانت أرض عكاظ، ومنها (العبلاء) موقع لصنم (ذو الخلصة)، وكيف كانت تلك المناطق ضمن انتشار قبيلة دوس.
وكما أسلفنا سابقا فأن:
- العبلاء كانت من ديار عدوان بن عمرو وهي من البطون النازحة لقبيلة عدوان بن عمرو، فأن قبيلتي: (فهم وعدوان أبناء عمرو والتي نزلت بعض بطونها بأرض الطائف بالقرن الخامس الميلادي وبقيادة عامر أبن الظرب العدواني فأنها امتداد لقبيلة دوس.
- فاليمن عندما ذكر عامر أبن الظرب العدواني قالت عنه بأنه عمرو بن حممه الدوسي حكيم العرب وأول من قرعة له العصا وكانت وفاته بالعهد الجاهلي.
- لذا فأن من الأهمية المطلقة لكل باحث أن يعلم بأن: (عمرو بن حممه بن الحارث بن رافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس)، كان من المهاجرين الأولين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن ابنه، هو جندب بن جندب بن عمرو بن حممة، قتل يوم صفين مع معاوية، وأخته كانت أم عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي أم خالد وأبان ابني عثمان بن عفان رضي الله عنه. وبذلك فأنه قد أؤكد بأنه توفي بعد هجرته للنبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.[/align]
[align=center]وبها أختم حديثي وصلى الله على نبينا محمد [/align]
التعديل الأخير تم بواسطة محمد العسعوس ; 07-09-2008 الساعة 09:12 PM.
|