مفاهيم إدارية
الثقة في المصرفية الإسلامية.. لماذا؟
لا يجادل أحد في قدر الثقة التي يمنحها المتعاملون مع البنوك للمصرفية الإسلامية، وذلك على الرغم من حداثة سنها النسبي، مقارنة مع الصناعة المصرفية التقليدية صاحبة الخبرات الطويلة التي تراكمت عبر تاريخ طويل من الممارسة امتدت لعدة عقود من الزمان.
وهذه الثقة الممنوحة للمصرفية الإسلامية لم تُقعد المختصين والقائمين على هذه المصرفية عن العمل الجادّ في تدعيم هذه الثقة، والذهاب بها لآفاق جديدة من الراحة النفسية
بين البنوك والمتعامل مع هذه الصيرفة، وليس هناك ما يدعم هذه الثقة أكثر من أن تكون المنتجات التي تطرحها هذه الصيرفة بعيدة عن الشبهات واللغط الذي يدور حول الكثير من المنتجات البنكية: هل هي حرام أم حلال أم أنها مختلطة بين هذا وذاك؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تكون بعيدة عن المنتجات المصرفية لأنها لو دخلت فيها، فهذا يعني انهيار الأساس الذي تقوم عليه. والصيرفة الإسلامية هي نظام اقتصادي إسلامي؛ أي أنها مطالبة بدرجة أعلى من النقاء؛ لأنها ترتبط بالشريعة وبالإسلام،
فلا نكون كمن يدسّ السم في العسل، ونخدع الناس باسم الصيرفة الإسلامية في حين أن منتجاتنا مشكوك فيها!!
استدعى إلى ذهني هذه الخاطرة الخطوة التي أعلنها الشيخ صالح كامل صاحب الأفضال الكبيرة على المصرفية الإسلامية وصانع نهضتها الحديثة، بإنشاء هيئة لكشف ومطابقة منتجات البنوك للمصرفية الإسلامية، والتي تهدف إلى تصنيف جميع منتجات البنوك في الدول الإسلامية لتحديد مطابقتها للمصرفية الإسلامية من عدمه،
في خطوة يُقصد منها إزالة أية شبهة للمنتجات الإسلامية، وكشف البنوك التي تتلاعب بمسمى المصرفية الإسلامية،
وتخدع الجمهور بمنتجات هي أبعد ما تكون عن المصرفية الإسلامية، وذلك لاستغلال
الرواج التي تجده هذه الصيرفة وثقة الناس بها.
إن هذه الخطوة ستفيد من جانبين فهي:
أولاً: ستكشف أي تحايل باسم المصرفية الإسلامية.
وثانياً: ستزيد من الثقة في المصرفية الإسلامية الحقيقية وغير الزائفة على الرغم من أن ثقتنا فيها عالية، لكنها ومع هذه الثقة، ستفتح كافة ملفاتها؛ لأنها واثقة في أمانتها وقدرتها على تخطي الامتحان.
إن الاقتصاد الإسلامي يملك حلولاً جبّارة لكل المشكلات الاقتصادية التي تواجه المجتمعات الإسلامية،
ومن أجل ذلك يجب أن تكون هذه المصرفية التي تمثل النظام الإسلامي في البنوك، بعيدة عن الشبهات،
وذات مصداقية عالية؛ حتى تتمكن من أداء رسالتها في المجتمع.
سلطان السعدون 3/9/1429
03/09/2008 م
......................................
9/9/1429هـ.منقوووووووول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|