عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-09-2008, 07:37 PM
الصورة الرمزية فراشه شفافه
فراشه شفافه فراشه شفافه غير متواجد حالياً
 






فراشه شفافه is on a distinguished road
Exclamation Xxالبكـــاء يغســــــل ×~× أدران القلـــــــوب xX




إنها حقيقة لا مراء فيها ، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،

ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : "

البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ،

والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ،

وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار ! " .

وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم

: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا.

ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون

ويزيدهم خشوعا) [الإسراء 107-109].


البكاء شيء غريزي:


نعم هذه هي الفطرة فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه ،

يقول الله تعالى: ( وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) [ النجم / 43 ]

قال القرطبي في تفسيرها : " أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ،

وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح

يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء...


أنواع البكاء:


لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعا ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه تعالى

إذ ذكر عشرة أنواع هي:

- بكاء الخوف والخشية .

- بكاء الرحمة والرقة .

- بكاء المحبة والشوق .

- بكاء الفرح والسرور .

- بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .

- بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف : أن الأول -

" الحزن " - يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب

وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ،

والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة

والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ،

ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه ،

ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .

- بكاء الخور والضعف .

- بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .

- البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة

فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تبيع عبرتها

وتبكي شجو غيرها .

- بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم

ولا يدري لأي شيء يبكون.



فضل البكاء من خشية الله:



إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه

وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) [مريم58].

وقال تعالى عن أهل الجنة : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي

أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ

الرَّحِيمُ } [ الطور 25 – 28 ]

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله

حتى يعود اللبن في الضرع " .

وقالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ..."وفي آخره:" ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً

فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " .


وقال " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ".


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من

دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ،

وأثر في فريضة من فرائض الله ".وكان السلف يعرفون قيمة البكاء من خشية الله تعالى،

فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : " لأن أدمع من خشية الله

أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! " .

وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب

إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً.


بكاء النبي صلى الله عليه وسلم:



عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علي

القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ

غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة

بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) [ النساء / 40 ] قال " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتُّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ .

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر

وبكى ثم قال : " أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا " .

أما عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي اللَّه عنه – فيقول : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو

يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ .

وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله..." الحديث.

وقام ليلة يصلي فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ !

قالت عائشة : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته !

قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول

الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : " أفلا أكون عبداً شكورا ؟!

لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ …) الآية.


من فوائد البكاء من خشية الله :

- أنه يورث القلب رقة ولينا

- أنه سمة من سمات الصالحين

- أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.

- أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.





مما اعجبني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

[ رَبِ .. غَلّفْ قَلبٍي بٍسعآدهً بَعدهآ لاَ أشقىّ ..
وَهِبْ لِـ روُحيٌ طمأنّينةً لآ تَفنّى .. ]
أخر مواضيعي