مجلس ابو زافرين
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل اكثر من 40 عاما قدم احد الاشخاص من تهامة الى السراة واتجه الى
احدى القرى وطرق احد الابواب فرحب به صاحب المنزل فوجد المجلس كبيرا جدا وبه زافرين
وعدد الزفر هو مقياس الكبر والوجاهة
فمكث الرجل الى العصر ولم يقدم له طعام اوقهوة
وقدم بعض افراد القرية الى المجلس الكبير ليشربوا القهوة والشاي
فوجدوا الضيف ولم يعلموا عن حاله فجلس صاحب الدار يتأمل مجلسه والزفر المنقوشة
ويقول لا يوجد افضل من مجلسي او اكبر منه في منطقتنا فقال الضيف هناك في قريتي
افضل منه فصاح الرجل انا اعرف قريتك واتحداك هيا نذهب الان ونشوفه
فقال الضيف لا ولكن انا ساذهب للمسجد والصباح ننطلق (نغور)الى تهامة
واريد جميع الحاضرين ان يذهبوا معنا وهذه جنبيتي معدال(علق)فوافقوا
وانطلقوا صباحا ووصلو الى تهامة وادخلهم مجلسه الصغير المتهالك
فشاهدوا مناظر الدسم في ارجائه
وما هي الا دقائق واذا به يقدم لهم صحفة(صحن خشبي)كبيرة من العيش والسمن للفطور
وقال افطروا انا ساغيب عنكم لحظات
فنظروا من الشباك واذا به قد ذبح خروفين
وغداهم وقال هذا المجلس اكبر من مجلسك ولا لا
عرف الرجل وخجل هو والحاضرين لانهم عرفوا انما تقاس بالكرم وليس بالطول او العرض
والرجل لم يكرم ونام في المسجد ولم يضيفوه
فقام صاحب المجلس البخيل وقال انا غلطان وابشر بالحق
وقام الاخرون وقالو ونحن ايضا غلطانين ولك ايضا حق ثاني
فرفض الرجل وقال اخذ العبرة عندي اهم
ان اردتم البقاء فعلى الرحب والسعة
فانصرفوا وقد بلغ بهم الانكسار والخجل مبلغا عظيما
فعلا اكرام الضيوف هو المعيار الحقيقي لسعة المنازل وسعة الصدور
وعلى المحبة نلتقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|