عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-09-2008, 09:22 AM
ريتاج العطاوي ريتاج العطاوي غير متواجد حالياً
 






ريتاج العطاوي is on a distinguished road
افتراضي نهاية العصـــــــــــــــ!!!!!!!ــــــــــــــــــــــــ اة

[align=center]نهاية العُصاة
ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي‏.‏

فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم وإنما هو قائم بالقسط حاكم بالعدل‏.‏
وإن كان حلمه يسع الذنوب إلا أنه شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير فالحذر الحذر‏.‏ ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة فتعبوا من حيث لم يحتسبوا‏.‏ فقلعت أصولهم‏.‏ ونقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم‏.‏
وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق عز وجل وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر فمالت سفينة ظنونهم‏.‏ فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم‏.‏ ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات‏.‏ فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات‏.‏ فكانوا موجودين كالمعدومين لا حلاوة لرؤيتهم ولا قلب يحن إلى لقائهم‏.‏ فالله الله في مراقبة الحق عز وجل‏.‏ فإن ميزان عدله تبين فيه الذرة وجزاؤه مرصد للمخطىء ولو بعد حين‏.‏ وربما ظن أنه العفو - وإنما هو إمهال - وللذنوب عواقب سيئة‏.‏ فالله الله الخلوات‏.‏ الخلوات‏.‏ البواطن البواطن‏.‏ النيات النيات‏.‏ فإن عليكم من الله عيناً ناظرة‏.‏ وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه فكم قد استدرج‏.‏ وكونوا على مراقبة الخطايا مجتهدين في محوها‏.‏ وما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا
وهذا فصل إذا تأمله المعامل لله تعالى نفعه‏.‏ ولقد قال بعض المراقبين لله تعالى‏:‏ قدرت على لذة هي غاية وليست بكبيرة‏.‏ فقلت لنفسي‏:‏ إن غلبت هذه فأنت أنت وإذا أتيت هذه فمن أنت‏.‏ وذكرتها حالة أقوام كانوا يفسحون لأنفسهم في مسامحة كيف انطوت أذكارهم وتمكن الإعراض عنهم‏.‏
فارعوت ورجعت عما همت به‏.‏

والله الموفق‏.‏
من صيد الخاطر
[/align]