لن أعيش في جلباب أبي
لن أعيش في جلباب أبي حتى ولو كان الثمن حياتي ،
لا تتوقع أخي الكريم بأني سأسرد لك وقائع المسلسل المصري الشهير بهذا الاسم وخاصة ونحن في أيام العيد
أيام الروحانية والفرح والسرور0
هذه العبارة رددتها طفلة صغيرة لا يصل عمرها الخمس سنوات رددتها بما فعلت وقررت دون أن تعرف العواقب
لقد إعتاد أبويها على تركها في المنزل مع أختها الصغيرة التي تكبرها بعام واحد فقط بينما يذهب الأب والأم
للزيارات الشخصية أو التسوق دون أن يتحلى أحدهما بمبدأ المسؤلية التي يُفترض أن يتحلى بها كل أب أو أم
فتظل الصغيرة تبكي وتستنجد بالمارة وتشبههم بأسماء أقاربها وتطلب منهم البقاء عندها هي داخل المنزل
متعلقة بشبك النافذة والمار بطبيعته في الشارع ، بل أنها تستجدي ذلك وتقول بأن أبيها تركها وأنها ستموت
أو تشكو من ألم في البطن
في السابق قلت في نفسي ربما لا يريد الأب إصطحاب أطفالة خوفا من زحام رمضان إلا أن ذلك تكرر يوم العيد
اليوم الذي يفرح به الصغار أكثر من الكبار وينطلقون بين الأقارب بكل براءة وهم يبحثون عن العيدية أو الحلوى 0
خرج الأبوان لقضاء أمتع الأوقات مع الأقارب وتركا طفلتين دون السادسة في البيت دون إحساس بالرحمة
وعدم حمل لكل مشاعر الحنان والحب التي يتحلى بها كل أب وأم 0
فتعلقت الصغيرة بالنافذة تصرخ كعادتها بالمارة لا تتركوني أبي تركني أنا خائفة اتصلوا على أبي
ولكن لم تجد من يستجيب لأن من يمر بالشارع لا يعلم ما بداخل البيت فيعتقد مبالغة الطفلة
لذلك قررت الصغيرة أن تخرج من الشبك فأخرجت رجليها وجسمها النحيل ثم رأسها ولم تستطع التشبث
بالشبك فسقطت من نافذة الدور الأول فاقدة الوعي سمع أحد الجيران صوت سقوطها فنظر للشارع فرأها
فسارع بإستدعاء الهلال الأحمر الذي وصل بسرعة ليحمل الصغيرة بينما حضر الأب المهمل والأم عديمة الاحساس
بعد وصول سيارة الاسعاف
إنني أعتقد بأن الطفلة قررت التخلص من سجنها دون أن تعرف نتيجة خروجها وكأنها ترفض قرار الأبوين
ليست من نسج الخيال فهذا الذي حدث أمام منزلي
هل تقتصر مسؤلية الأم على الانجاب فقط ؟ بماذا يمكننا وصف الأب ؟ أين الرحمة ؟
الطفلة الصغيرة بقيت على قيد الحياة مع وجود إصابات بليغة نفسية وجسديه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|