[الدبلوماسي]

تحدثت انا وقلبي ذات مساء عن شعورا لم يعرفه ... لم يسبر اغواره ... لم يقم له مقامه ..
فأخذ يسألني مالحب الذي اسمع فيه ولا اراه .. اشتم عبيره واضيع في نسماته .. ولم يأت يوما اتذوقه ..
لما كل هذه الاستفهمات حول هذه الحروف الثلاث .. لما هناك حب .. ولم هناك شوق ... ولم هناك دمع ...
وكيف يغرم الحبيب بحبيته ويأن منها بنفس الوقت .. وكيف له ان يذرف الدموع في يوم اللقاء .. وما يلبث ان يذرفها في يوم الوداع ...
وكيف لشوق ان يجر صاحبه الى متاهات لا اخر لها .. وكيف للشوق ان يعصف بحياة الرجال الى الهلاك ..
احترت من جناني .. وكيف له ان يسأل كل هذه الاسأله .. واحترت اكثر كيف له ان يوجهها لي .. وكأنه يرمي بالحديث الى شواطئ اخرى .. ليجس النبض ... ويرتفع بالوتيره .. الى اخر رمق ...
فمضيت معه .. وبدأت احدثه .. فقلت فيما قلت ...
دائما ماكان .. الشوق مركب .. كل العصور .. فمنذ الازل .. لم تختصر الحضارات كلها ... الا في كيفيه الشوق لديهم .. فقد ولت دول .. شيدت لعيون حبيبه ... ودمرت .. لعيون اخرى ...
فحين احس بالانسياق ... وأوهم نفسي بالاشتياق .. فإني اطير .. اطير ... لأجد السماء في راحتي .. واضع النجوم في مسرحي .. لأرسم منها .. وطن ... وعمرا جديد .. وحب جديد ..
لإوهم نفسي اني .. محب .. وان ليس لي الا الشوق سبيل .. وان ليس غيرك لي .. دليل ..
فحين تحس بالوخز في جانبيك .. فلا تنسى ان ترسل لي .. اشاره .. المقاومه .. واياك اياك .. والضعف والمهاوده .. فلاصعب هنا .. ولا الم هناك .. فكل مايجتالك .. في لياليك .. وفي ايامك .. مجرد ثلاثة حروف .. الم .. ونارا .. ودموع ..
وان احسسنا بها كلها .. وان وجعتنا بعضها .. وان حفرت فينا خطوطها .. فيبقى الحب .. ويذهب الجلادون ..
وان يأخذك فكرك بعيدا .. وتأويلك خطيرا ... وحلمك قصيرا .. فعلم
ان ليس للحب نارا وان اكتوينا به .. وليس للحب قهرا .. وان كسرنا به .. تبقى لحضاته جميله .. وايامه لا تنسى .. وان اجرينا الدموع .. وسهرنا الليالي .. وصحنا ... سحقا للحب !!!
فهوا شعور مقدس .. تستقبله الروح ايما استقبال .. وتنتفض به الجوارح .. فترى القلب يرتجف .. والايادي تتبلد والجلد يقشعر .. والوجوه تخجل ...
تحس ان بداخلك ... كنوز الشرق .. ومخطوطات العصور .. تراى انك الاجمل .. وانك الافضل .. وانك الاقوى .. وانك المختار .. يشدك شوقك .. الى ماتعجز عنه قدمك .. ويبحر بك حبك ... الى مالا يصل اليه حلمك ...
ياللي الحب ... وياللحظاته .. وان قسى علينا .. وان وان وان .. فهوا الحب ..
فلا تندم يوما على حب قضيته .. ولا تحجم يوما ... عن شوقا ابديته .. بل اكمل حتى تصل الى جناته .. وتتلذذ بثماره ..وتقتل بخناجره ...
فيا له من قلب مسكين ... اخذته الى بساتين الحب .. وعلمته فجاجة وطرقة ... ولكني لم اعده بحب .. ولم اسمح له بتجربه