الموضوع: ماذا بعد رمضان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2008, 03:42 PM
الصورة الرمزية الهيثم 07
الهيثم 07 الهيثم 07 غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






الهيثم 07 is on a distinguished road
افتراضي ماذا بعد رمضان

ماذا عن بعد رمضـــــــــــــــــــــــــان


ها هو شهر رمضان قد قوِّصت خيامه ، وغابت نجومه . وها أنت في ليلة العيد ، فالمقبول منا هو السعيد . وإن الله قد شرع في ختام الشهر عبادات تقوي الإيمان وتزيد الحسنات . ومنها :



1- التكبير ، من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد قال تعالى :{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[البقرة:185] .
ومن الصفات الواردة فيه : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .


2- زكاة الفطر ، وهي صاع من طعام ويبلغ قدره بالوزن : كيلوين وأربعين غرماً من البر الجيد . فإذا أراد أن يعرف الصاع النبوي فليزن كيلوين وأربعين غراماً من البر ويضعها في إناء بقدرها بحيث تملؤه ثم يكيل به . والأفضل أن يخرجها صباح العيد قبل الصلاة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة )) متفق عليه . ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين .


3- صلاة العيد . وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته رجالاً ونساء مما يدل على تأكدها . واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها واجبة على جميع المسلمين وأنها فرض عين . وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد واختاره ابن القيم أيضاً .
ومما يدل على أهمية صلاة العيد ما جاء في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى : العوائق والحيض وذوات الخدور , فأما الحيض فيعتزلن المصلى , ويشهدن الخير ودعوة المسلمين , قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( لتلبسها أختها من جلبابها ) متفق عليه .

والسنة : أن يأكل قبل الخروج إليها تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر , يقطعهن على وتر , لحديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً ) رواه البخاري .


ويسن للرجل أن يتجمل ويلبس أحسن الثياب . كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله , ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما هذه لباس من لا خلاق له ) وإنما قال ذلك لكونها حريراً. وهذا الحديث رواه البخاري . وبوب عليه : باب في العيدين والتجمل فيهما . وقال ابن حجر : وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين .


وأما المرأة فإنها تخرج إلى العيد متبذّلة , غير متجملة ولا متطيبة , ولا متبرجة , لأنها مأمورة بالستر , والبعد عن الطيب والزينة عند خروجها .
ويسن أن يخرج إلى مصلى العيد ماشياً لا راكباً إلا من عذر كعجز وبعد مسافة لقول علي رضي الله عنه : ( من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن . والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم , يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً , وأن لا يركب إلا من عذر ... ا.هـ .



وينبغي مخالفة الطريق بأن يرجع من طريق غير الذي ذهب منه . فعن جابر رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) رواه البخاري . وفي رواية الإسماعيلي كان إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه . قال ابن رجب وقد استحب كثير من أهل العلم لللإمام وغيره إذا ذهبوا في طريق إلى العيد أن يرجعوا في غيره . وهو قول مالك والثوري والشافعي وأحمد.
ويستحب التهنئة والدعاء يوم العيد . فعن محمد بن زياد قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك . قال أحمد : إسناده جيد . وقال ابن رجب : وقد روي عن جماعة من الصحابة التابعين أنهم كانوا يتلاقون يوم العيد ويدعو بعضهم لبعض بالقبول .


تنبيهات مهمة على أمور تحصل في يوم العيد

1- لا يجوز للمرأة أن تخرج إلى الرجال متبرجة متزينة متعطرة , حتى لا تحصل الفتنة منها وبها , فكم حصل من جرّاء التساهل بذلك من أمور لا تحمد عقباها . قال الله تعالى : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) [الأحزاب : 33] وقال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة استعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه أحمد والثلاثة وقال الترمذي حسن صحيح . وصححه ابن خزيمة وابن حبان . وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( لما نزلت ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) [ الأحزاب : 39] خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية ) رواه أبو داود وصححه الألباني .



2- تحرم المصافحة بين المرأة والرجل الأجنبي . وهي عادة قبيحة مذمومة . وإذا كان النظر إلى الأجنبية محرماً فالمصافحة أعظم فتنة . ولما طلبت النساء المؤمنات من النبي صلى الله عليه وسلم في المبايعة على الإسلام أن يصافحهن امتنع وقال : ( إني لا أصافح النساء ) أخرجه مالك وأحمد والنسائي والترمذي بنحوه .



3- صلة الرحم فريضة وأمر حتم , وقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب , قال صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) متفق عليه . ويوم العيد فرصة لصلة الرحم وزيارة الأقارب وإدخال السرور عليهم . وهذا من جلائل الأعمال وسبب في بسط الرزق وتأخير الأجل , قال صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه .


ولا تكن صلتك لأقاربك مكافأة لهم على قيامهم بحقك, بل صلهم ولو قطعوك , قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل بالمكافىء, ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري . واعلم أن من صلة الرحم الاتصال الهاتفي على الأقارب عند تعذر المقابلة , والاطمئنان على صحتهم , وسؤالهم عن أحوالهم , وتهنئتهم عند المحاب , ومواساتهم عند الشدائد والمكاره .


4- العيد مناسبة طيبة لتصفية القلوب , وإزالة الشوائب عن النفوس وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أوشحناء , فلتغتنم هذه الفرصة , ولتجدد المحبة , وتحل المسامحة والعفو محل العتب والهجران ,مع جميع الناس من الأقارب والأصدقاء والجيران . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) رواه مسلم .


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث , يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه ورواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وزاد : ( فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ) وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم: ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود , وصححه الألباني .


****وماذا بعد رمضان ؟!*****



لقد تقضى شهر رمضان بأيامه ولياليه ودقائقه وثوانيه , ولئن كان ذلك الشهر موسماً عظيماً من مواسم الخير والطاعة فإن الزمان كله فرصة للخير والتزود للدار الآخرة , وليست العبادة خاصة بشهر رمضان بل الحياة كلها عبادة قال الله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) [الحجر :99]. فعليك أيها المسلم أن تواصل أعمال الخير من الصلوات والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات . فإن من علامة قبول العمل اتباع الحسنة بالحسنة .


فبادر بالعمل قبل حلول الأجل , واغتنم حياتك وشبابك وفراغك وصحتك وغناك قبل حصول أضدادها . فقد قال صلى الله عليه وسلم : (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك , وحياتك قبل موتك ). رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وحسن إسناده العرابي .


أيها الصائم القائم , لئن كان رمضان موسماً للصيام والقيام فإن العام كله موسم للأعمال الصالحة , وإليك طائفة من الأعمال المشروعة في مجال الصلاة والصيام فاحرص على فعلها وتحقيقها :




1- صيام ستة أيام من شوال : ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )


2- صيام ثلاثة أيام من كل شهر : قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان , فهذا صيام الدهر كله ) رواه مسلم وقال أبو هريرة رضي الله عنه : (أوصاني خليلي بثلاث ... وذكر : ثلاثة أيام من كل شهر ) متفق عليه . والأفضل أن تكون في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لحديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يا أبا ذر , إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ) رواه الترميذي وحسنه وصححه ابن خزيمة وابن حبان .


3- صيام الاثنين والخميس : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس ) رواه الترمذي وحسنه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) رواه الترمذي وحسنه .


4- صيام يوم عرفة , ويوم عاشوراء : ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة , فقال : ( يكفر السنة الماضية والباقية ) وسئل صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء , فقال صلى الله عليه وسلم : ( يكفر السنة الماضية ) .


5- صيام شهر محرم : ففي مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) .


6- صيام شهر شعبان : ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل شهراً قط إلا شهر رمضان , وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان , وفي لفظ : كان يصومه كله إلا قليلاً )


7- صيام يوم وإفطار يوم : قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام عند الله صوم داود – عليه السلام – كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ) متفق عليه .

8- قيام الليل في كل ليلة من ليالي العام : ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا – تبارك وتعالى – كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر , فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ) . وصلاة الليل تشمل التطوع كله والوتر . وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة .



9- السنن الرواتب التابعة للفرائض : وهي ثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر , وركعتان بعدها , وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء , وركعتان قبل صلاة الفجر . فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من عبد مسلم يصلي لله – تعالى – كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ) رواه مسلم .


10- سنة الضحى : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي بثلاث ... وذكر منها : وصلاة الضحى ) متفق عليه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله )) رواه مسلم .

تقبل الله من الجميع صالح الأعمال ، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين

...............................
منقول للفائدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين


أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الهيثم 07 ; 05-10-2008 الساعة 03:48 PM.