أحلامنا زمن الثراء
كنت أجلس مع مجموعة من الأصدقاء نتحدث عن الماضي القريب عندما فكرنا في الثراء كيف كانت أحوالنا وسلوكياتنا واحلامنا
والحقيقة وجدنا المتعة في حديثنا وخاصة ونحن نستمع لكل واحد منا وهو يطرح ما كان يربو له عندما يزيد ثرائه
ووجدنا التشابه في طريقة الاحلام (( أحلام اليقظة )) طبعا فقد كانت الأولويات التي خططنا لها كالتالي
1- بناء منزل مستقل بمساحة كبيرةلا يخلو من الفن المعماري الحديث
2- شراء سيارة عائلية مناسبه وشراء سيارة خاصة للتنقلات الفردية ذات طراز جيد
3- بناء مساجد أو دعم الجمعيات الخيرية أو دعم جمعيات تحفيظ القرآن 0
4- تقديم مساعدات مالية لكل من يمت إلينا بصلة ويحتاج إلى ذلك حتى لو تطلب الأمر بناء مساكن لهم
5- تأسيس صندوق يحمل اسم صندوق شباب القرية له مبلغ مالي مخصص يقدم سلفه لكل شاب يحتاج
بدون فوائد ويعيدها الشاب على أقساط ميسرة
طبعا هذه أحلامنا زمن الثراء الوهمي الذي لم يُكتب له النجاح ونحن نفخر بها لأنها تحتوي على الكثير من جوانب
الخير ولله در الشاعر جرير حين قال
( أحلامنا تزن الجبال رزانة )
وعندما توسعنا في الحديث قال أحدنا نحن نقول ذلك الآن لأننا لا نملك المال ، ولو ملكنا المال لبحثنا فقط عن المال
بكل طريقة وربما فكر البعض في سحب أموال البسطاء -
ففلان كان رجلا عصاميا جمع ثروته بمشقه حتى زادت استثماراته عن 150 مليون ريال ومع ذلك لا يعرف
الراحة فهو يطارد وراء عمالته بل أن بعض أبنائه لا يزال يعمل في الورشة التي بدأ الأب منها
وهم لا يعرفون من المال سوى أسمه
وذاك فلان عندما مات وجدوا ثروته تفوق المئة مليون ولم يكن ينفق على أهله بما يتوافق مع الثروة
والآخر يجلس في محل أدوات البناء القديم لا يملك كرسي للجلوس فهو يستخدم برميل طلاء يجلس عليه
وأثوابه رثه وهو يملك الملايين
وفي النهاية اتفقنا على أن المال لا يجلب السعادة
وأن حب الناس تلمس احتياجاتهم طريق للسعادة
وأن وجود المال بدون ظوابط في الانفاق طريق التعاسة
ترى بماذا يحلم الفقراء ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|